قال الأديب والناقد الكوردي، ريبر هبون، إن «مواقف الأمازيغ جديرة بشكرها وتشجيعها على الحراك النوعي والمؤثر لإيصال صوت القضية الكوردية للعالم»، مشيرا أن «نجاح القضية الكوردية هو نجاح للأمازيغ وقضيتهم وانتماءهم لتمازغا الوطن الذي لن ينال الصهر الثقافي من بروزه».
وحول سبل تطوير علاقات الشعبين، أوضح ريبر هبون أن «إحداث لوبي مشترك بإمكانه أن يحقق ثمار نهضة مهمة تخص قضية الانعتاق والتحرر من ممارسات القوميين ممن يتخذون السطوة التاريخية العروبية وسيلة للهيمنة على ثقافات الأمم العريقة كالأمازيغ والكورد والأقباط والنوب وغيرهم». مضيفا أنه «يمكن تطوير التبادل الثقافي بين الشعبين وكذلك إنشاء مراكز دراسات مشتركة في أوروبا وكذلك شمال أفريقيا والشرق الأوسط، هذه المراكز يمكنها أن تعرف الناس على عراقة أصل الأمازيغ والكورد، ويمكنها أن تقدم طرائق تنمية العلاقة بين الشعبين عبر تعريف الآخرين إقليميا ودولياً بعدالة قضيتهم وأصالة هويتهم».
كيف تعرِّفون أنفسكم لقراء «العالم الأمازيغي»؟
بالبداية تسعدني دعوتكم هذه في الحوار معي. ريبر هبون، أديب وناقد كوردستاني، مواليد مدينة منبج –شمال سوريا- غرب كوردستان سوريا، مؤسس دار تجمع المعرفيين الأحرار الالكتروني، صدر لي “صرخات الضوء” شعر، “أطياف ورؤى”، نصوص ودراسات، “جوقات كوردستانية” كتاب مشترك، “دلالات ما وراء النص في عوالم الكاتب السوري محمود الوهب”، دراسات نقدية، “معرفيون ومعرفيات”، حوارات، “أفكار صاخبة” مناظرات، وكتب قمت بإعدادها “بارين أيقونة الزيتون” شعر لمجموعة شعراء، “عفرين مقاومة العصر” مقالات لمجموعة كتاب، “التطرف”، مناظرة ، “قراءة في المشهد السياسي في غربي كوردستان”، مناظرة، ولدي كتب أخرى لم تطبع بعد مثل “الحب وجود والوجود معرفة” :فكر، “حول أدب الكاتب الكوردستاني حليم يوسف”، دراسات نقدية، ومجموعات شعرية أخرى باللغة الكوردية..
قراءة وتحليلاً كيف تنظرون للواقع الكوردي عموماً في خضم كل المتغيرات الجارية في المنطقة؟
في خضم تلك المتغيرات المتسارعة نشهد وعياً غير مسبوق بالقضية الكوردية من الشعب وحراكاً جديراً بالأهمية والذكر في مواجهة قوى التطرف الاسلاموي والتصدي ببسالة لمشروع الإسلام السياسي المذهبي، بشقيه السني والشيعي، وعزماً لمجتمع علماني ديمقراطي يقود سفينته الكورد في كل من جنوب وغربي كوردستان عبر مشروعين يتمايزان عن بعضهما البعض في الطرح والتوجه مشروع قومي راديكالي يتزعمه البارزانيون والذي تتوج في إعلان الاستفتاء في خطوة غير مسبوقة، أربكت القوى الفاشية المعادية لحقوق وتطلعات الشعب الكوردي المشروعة وحقه في تقرير مصيره، والمشروع الآخر هو مشروع ديمقراطي وطني يقوده الأوجلانيون والمسمى بالأمة الديمقراطية ومبدأ أخوة الشعوب، وهو مشروع وجد فيه المنضوون تحت لواءه بغيتهم في مواجهة القوى التكفيرية وكذلك القوى الساعية لمواجهة كل تطلع كوردستاني، نجد أن كلا المشروعين على اختلاف رؤيتهما لحل القضية الكوردية يمسكان زمام ريادة متصاعدة في مواجهة الإرهاب والحد من التمدد الإيراني التركي في المنطقة، برأيي لا أجد خلافا جوهرياً بين المشروعين على الصعيد الاستراتيجي فكلاهما طرح كوردستاني بامتياز ورؤية للحل انطلاقاً من خصوصية الجغرافيا الإقليمية وصراعاتها وتحولاتها، حيث دمقرطة البلاد والتأكيد على حل القضية الكوردية هما القاسم المشترك لكلا المشروعين.
وكيف تنظرون للتحولات الجارية والمتسارعة في سورية؟ وما تأثيرها على القضية الكوردية عامة؟
التحولات الجارية والمتسارعة تنبأ عن عزم دولي إقليمي في حل سياسي لسوريا، وكذلك مسعى تركي وإيراني مضاد للحيلولة دون ذلك، حيث نشهد توافقاً روسيا أمريكياً على رؤية مشتركة للحل وتراجعاً تدريجياً لكل من تركيا وإيران، بمعنى آخر إقصاءهما عن المشهد السوري، إذ يعملان على تأجيج الوضع السوري ، إذ تعمل إيران على توتير المنطقة عبر تحركاتها التي تستفز اسرائيل وتنذر على المدى غير المنظور لحرب إيرانية إسرائيلية على أراضي لبنان وجنوب سوريا، وهذا ما تحاول كل من أمريكا وروسيا عدم تحقيقه، في الآن ذاته تستميت تركيا في الحصول على المزيد من المكتسبات ومناطق النفوذ من خلال تحشدها في محيط منبج وربطها لمناطق درع الفرات وغصن الزيتون، ومحاولتها للحصول على تأييد لغزو شرق الفرات ، والتي باءت محاولتها تلك بالفشل، فتطرح خيارات أخرى مجدداً لتتخذها ذريعة للتوغل في شمال سوريا، تارة بالتودد لأمريكا عبر مسعاها في إقامة منطقة آمنة وتارة أخرى تذهب منحى الجانب الروسي في تفعيل اتفاقية أضنة، وكلا المسعيين لم يلقيا أي صدى أو ترحيب لا من الجانب الروسي ولا الأمريكي، إن لذلك تأثيراً مباشراً على القضية الكوردية، حيث يقوم الكورد وباقي مكونات منطقة الشمال السوري تحت مظلة مجلس سوريا الديمقراطية في سلسلة زيارات لكل من باريس وموسكو وأخيراً واشنطن بهدف الحصول على ضمانات بالحفاظ على المكتسبات في شمال سوريا غربي كوردستان، وثنياً لأمريكا بخصوص رغبتها في الانسحاب من سوريا لاسيما بوجود جيوب وخلايا نائمة لداعش في المنطقة.
وفي خضم هذه التغيرات التي تعرفها خارطة الشرق الأوسط، حدثنا قليلا عن موقع الكورد منها؟
إن موقع الكورد في خارطة الشرق الأوسط مهم وحساس، إذ أن استقرار المنطقة برمتها يعود لمدى تفهم تلك الأنظمة لمسعى الشعب الكوردي ونضاله المشروع لتحقيق حرية كوردستان وديمقراطية تلك النظم بمعنى تغيير أساليب حكمها ونظرتها للكورد كشعب تاريخي عريق، وأرض تاريخية تمثل حقيقة لا يمكن القفز فوقها أو التغاضي عنها، إذ يجب حلها بشكل سلمي يحفظ للدول وحدتها ويكفل للكورد حريتهم، ويصون ثقافتهم وانتماءهم، لهذا فإن موقع الكورد في الشرق الأوسط يلزم الأنظمة المحتلة لأراضيها بالتحول الديمقراطي الجوهري، إذ لا مناص من حل القضية الكوردية بإيجاد صيغ قانونية مشروعة كالحكم الذاتي أو النظام الفيدرالي اللامركزي، وهكذا يمكن الحفاظ على الدول من أن تتفكك ويحفظ أيضاً للكورد وجودهم الإنساني والثقافي المتمايز عن بقية شعوب المنطقة.
ما تقييمكم للدور الذي لعبه الكورد في الثورة السورية؟
لقد لعب الكورد دوراً مهماً مقارنة مع المكونات التي باتت اليوم ألعوبة بيد تركيا (الإئتلاف السوري) لهيمنتها على سوريا وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية، حيث وجدوا معارضة شوفينية لا تقل بؤساً واستبداداً عن النظام القائم، حيث مارست المعارضة المناوئة للحكومة التركية دوراً سلبياً في الحراك الثوري منذ أن انحرفت عن الجادة لتمثل خطاً مذهبياً تكفيرياً معادياً لقيم العلمانية والديمقراطية التي كانت أساس انتفاضة السوريين، فبذلك خسرت تأثيرها تدريجياً على الساحة السورية وباتت مجرد مطية لتركيا في دعم مشروع الإسلام السياسي والتصدي لطموحات الكورد وباقي المكونات من سريان وتركمان وعرب وآشور وشركس في سوريا ديمقراطية لا مركزية، لقد اتجه الكورد بعكس المعارضة والنظام لسلوك خط وسطي ثالث، لإقامة نظام ديمقراطي وحققوا أرضية يمكن البناء عليها لتكون أنموذجاً لعموم سوريا، لا أريد القول أن هذا النموذج هو المدينة الفاضلة، إنما يلزمه الكثير وتحاصره النواقص، إلا أنه واستناداً للواقع المأساوي في سوريا يمثل أفضل الموجود.
كيف تابعتم «الخذلان» الدولي إن جاز التعبير لطموحات الشعب الكوردي في تقرير مصيره؟
نعم كان للصمت الدولي إزاء احتلال عفرين وتلك الانتهاكات والتجاوزات التي أحدثت أثراً أليماً على نفسية المجتمع الكوردستاني في عموم أجزاءه ، حيث لا نجد أي تأييد دولي يذكر للشعب الكوردستاني الذي حارب بالنيابة عن العالم أعتى تنظيم إرهابي عالمي يتمثل بتنظيم داعش، فلم نجد تحركاً مطلوباً إبان سقوط شنكال، وترك الكورد الإيزيديين يعانون محنتهم والمجزرة 75 تاريخياً والتي ارتكبت لمحاولة إبادة هذا المكون الكوردي العريق والأصيل على أرضه التاريخية، وكذلك لم نجد ذلك التحرك الكافي إبان مأساة كوباني، إلا حينما تدمرت المدينة بالكامل وكادت أن تسقط بيد داعش تماماً لولا قيام التحالف والبيشمركة أخيراً في التصدي لمحاولة السقوط تلك، وكذلك نجد أن عفرين، قبلة كل النازحين ما قبل سقوطها ما تزال تعاني ويلات هذا السقوط، حيث أطلقت الحكومة التركية العنان لفلول الإرهابيين المرتزقة لممارسة السلب والنهب والخطف لأهالي عفرين، فما زال غالبيتهم يقبعون في المخيمات تحت وطأة البرد والفقر والحرمان، دون أن يحرك ذلك من ضمير العالم والمجتمع الدولي، ولا ننسى تخلي العالم عن الاستفتاء وخطوة إعلان استقلال إقليم كوردستان، الأمر الذي خلف ضحايا في كركوك حينما قام الحشد الشعبي بإحراق منازل الكورد في كركوك والفتك بالمئات من الناس، كل تلك الويلات لم يجعل المجتمع الدولي يشعر بمسؤولياته حيال مأساة الشعب الكوردستاني في جنوب وغربي كوردستان، ناهيك عن شمالها الذي يعاني الويلات عبر قيام حكومة أردوغان بتدمير مدينة نصيبين الكوردستانية بحجة وجود عناصر لحزب العمال الكوردستاني فيها وكذلك محاولة إغراق مدينة حسكيف الكوردستانية بالمياه كونها مدينة أثرية وغنية بالمعالم الحضارية التي تشهد عراقة حضارة شعب كوردستان، كما فعلت الحكومة التركية بقصف آثار معبد عين دارة في عفرين، ونجد تلك الإعدامات الميدانية المتلاحقة لنشطاء الكورد في شرقي كوردستان بيد الحكومة الإيرانية وغض النظر عن مأساة الأهالي في منطقة كرمانشاه الكوردستانية إبان حدوث الهزة الأرضية التي جعلت الآلاف من سكانها بلا مأوى ،كل ذلك على مرأى العالم المتحضر.
وماذا عن الهجوم المستمر للنظام التركي على المناطق الكوردية؟
النظام التركي يعلن عداءه للشعب الكوردستاني في كل جزء من أجزاء وطنه جهاراً نهاراً، وهو يمثل روح القومية الفاشية والذي هو ناقوس نهاية لها أيضاً، حيث لا يمكن لنار الكراهية إلا لتحرق وتشتعل في أشلاء موقديها، وهذه حقيقة تاريخية لم يعتبر منها هؤلاء، ما لم يتم ثني الحكومة التركية دولياً وردعها عن تصرفاتها، فإن تلك الممارسات ستستمر مع كل أسف، حيث لا يمكن للإرادة الكوردية مهما كانت فولاذية أن تواجه قصف الطائرة بالصدور العارية ، حيث أننا أمام عدو تاريخي ينفث سم الكراهية في جسد شعوبها بمنهجية لا حد لها، الأمر الذي يشي بحروب وكوارث أهلية ستمتد مجدداً داخل تركيا وخارجها.
ما رأيكم في الفيدرالية التي يتحدث عنها الكورد في شمال سوريا؟
الفيدرالية في شمال سوريا هو الحل للأزمة السورية وهو السبيل لإنقاذ هذا الوطن من خطر التقسيم والتفتيت الفعلي الذي تتعرض له حالياً، ودون سوريا اتحادية فيدرالية لا حل جلي يلوح بالأفق، إذ يعمل الكورد وباقي المكونات في شمال سوريا لرسم خارطة طريق للخروج بسوريا من النفق المظلم لأفق دولة عصرية ديمقراطية ودستور يحفظ للكورد وكافة المكونات الأخرى حياة كريمة ولائقة بالتضحيات الجسيمة التي أبداها الشعب السوري والكوردي خاصة في دحر الإرهاب العالمي.
في الشأن الكوردي ـ الكوردي، إلى أي مدى يمكن أن يشكل الحوار حلاً لإزالة الفجوة بين الكورد فيما بينهم؟
يمكن حل الخلافات الكوردية الكوردية عبر طريقين، الانفكاك عن أجندات الدول الإقليمية المعادية للشعب الكوردي، وأيضاً عقد مؤتمر قومي كوردستاني تشارك فيه كافة القوى الكوردستانية دون إقصاء أو تمييز، وتشكيل إدارة مشتركة والانفتاح عن الديمقراطية والابتعاد عن سياسة التفرد واستعلاء طرف حزبي كوردي على طرف آخر، وباعتقادي فإن ما يجعل ذلك صعباً هو عدم الانفكاك الحقيقي الجوهري عن تلك الأجندات الإقليمية والمحاولة في احتكار المشهد الوطني القومي الكوردستاني، على حساب إقصاء الآخر، ولا شك أن الحوار الكوردي الكوردي لن يتحقق بمعزل عن التوافقات الدولية والإقليمية والتي تشكل القوى الكوردية جزء منها.
كيف تنظرون إلى مواقف الأمازيغ من القضية الكوردية؟
أتابع باهتمام تلك الصلات القيّمة بين الشعبين الأمازيغي والكوردي، إن تطوره يعني إحداث لوبي مشترك بإمكانه أن يحقق ثمار نهضة مهمة تخص قضية الانعتاق والتحرر من ممارسات القوميين ممن يتخذون السطوة التاريخية العروبية وسيلة للهيمنة على ثقافات الأمم العريقة كالأمازيغ والكورد والأقباط والنوب وغيرهم، إلا أن الحراك باتجاه التأكيد على حقيقة الأمم المسلوبة على صعيد هويتها مهم للغاية، يجب أن نمد جسورنا بعمق والتأكيد على وحدة المصير لهذا فأنا أثمن أي جهد أمازيغي كردي باتجاه التقارب بين الأمم المسلوبة، لبعثها من جديد والتأكيد على خصوصياتها وهوياتها عبر التحرر من مركزية «العالم العربي»، للوصول لمجتمعات تؤمن بخصوصيتها على أرضها التاريخية، إن مواقف الأمازيغ جديرة بشكرها وتشجيعها على الحراك النوعي والمؤثر لإيصال صوت القضية الكوردية للعالم، حيث نجاح القضية الكوردية هو نجاح للأمازيغ وقضيتهم وانتماءهم لتمازغا الوطن الذي لن ينال الصهر الثقافي من بروزه.
ما هي أبرز نقاط التلاقي والتشابه بين الكورد والأمازيغ؟
ثمة تشابه بلا شك بين الحالة الكوردية والأمازيغية، من حيث عراقة الانتماء والجذور ومسعى كلا الشعبين للتحرر القومي، والخلاص من التبعية والبروز باتجاه ما يذهب لمنحى إبراز الكينونة، حيث يحاول الكورد تاريخياً وعبر مراحل من البروز والتحرر والانعتاق، إن التبادل الفكري والثقافي بين الشعوب الأصلية يمثل مساراً إيجابياً وخطوات ريادية نحو جلاء حقيقتها الاجتماعية، التشابه الأكثر بين الشعبين هو عراقة اللغة والانتماء للأرض وكذلك نجد تشابهاً في الزي الشعبي للمرأة الأمازيغية والكوردية.
في نظركم ما هي السبل الممكنة والناجعة لتطوير علاقة الشعبين؟
يمكن تطوير التبادل الثقافي بين الشعبين وكذلك إنشاء مراكز دراسات مشتركة في أوروبا وكذلك شمال أفريقيا والشرق الأوسط، هذه المراكز يمكنها أن تعرف الناس على عراقة أصل الأمازيغ والكورد، ويمكنها أن تقدم طرائق تنمية العلاقة بين الشعبين عبر تعريف الآخرين إقليميا ودولياً بعدالة قضيتهم وأصالة هويتهم.
مساحة حرة للتعبير عما تودون قوله؟
أخيراً لا يسعني سوى شكرك على إتاحتك المجال لي، هذه الفسحة التي تعد بداية لإحداث تقارب معرفي فيما بيني وبين الأمازيغ، وأثمن جهودك في تطوير موقعكم عبر تطوير ثفافة الحوار وهذا ما نجده ناجعاً للتصدي لمحاولة الصهر الذي يمارسه السلطويون، إن مسعانا اليوم يمكنه أن يعد بذرة نظيفة يمكن نشدان نموها وازدهارها مع الوقت..أجد التواصل هنا في هذا الحوار إيجابياً ويمكن تطويره مع الوقت ليغدو جسراً بيننا لتوضيح الانتماءات المتعددة والآراء الجديدة.
حاوره: منتصر إثري