أكدت أستاذة التاريخ والأركيولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مينة المغاري، على أن مدينة “وليلي” الأثرية كانت أمازيغية قبل أن تترومن بإدخال عناصر حديثة على معمارها.
وأضافت خلال محاضرة نظمها مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أمس الأربعاء 18 أبريل 2018، في موضوع “معالم من التراث المادي الأمازيغي”، أنه رغم الاعتقاد السائد أن “وليلي” مدينة رومانية، “إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هناك أرضية أمازيغة، وأن “وليلي” في الحقيقة مدينة أمازيغية وترومنت”.
وفي معنى ذلك تضيف المغاري أن أمازيغ منطقة “وليلي” سمحوا للرومان بإدخال عناصر معمارية رومانية جديدة على المدينة، “ولكن بلمسة محلية، وبالتالي هذه اللمسة المحلة، هي في الحقيقة إشارات أنها مدينة أمازيغية، ولكن ترومنت”.
وأكدت المغاري خلال ذات اللقاء، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمواقع والمآثر التاريخية، أن العمارة الأمازيغية بشمال إفريقيا تختلف عن العمارة المشرقية، مشيرة إلى المعمار الإسلامي والمآذن المغربية التي استطاعت أن تأخذ صبغة أمازيغية مخالفة للمعمار الإسلامي بالمشرق.
وأضافت المغاري، أن القصبات المتواجدة في الواحات الجنوبية تعتبر شاهدًا على عبقرية التراث المعماري الأمازيغي، مؤكدة أن تلك البنايات الشامخة التي تستمد خصوصيتها من الطابع المحلي ومن استعمالها للمواد التقليدية والتي تؤرخ لفتراث زمنية بعينها ولثقافة وحضارة بعينها، أصبحت اليوم عرضة لخطر مزدوج إما السقوط والاندثار بفعل عوائد الزمن، و”إما لطمس معالمها نتيجة جهل بعض ملاكيها لأساليب وطرق ترميمها، كما أن إدخال بعض ملاكيها لتحسينات عصرية عليها بغية استقبال الزوار والسياح قد يضر بقيمتها الفنية والتاريخية”.
وقالت أن “إكودار” أو المخازن الجماعية هي كذلك جزء من التراث المادي الأمازيغي بالمغرب، “وتبنى “إكودار” على مرتفع، وهي عبارة عن حصن دورها الأساسي التخزين الجماعي، حيث كانت القرية أو القبيلة تحتفظ بممتلكاتها من مواد غذائية ورسوم ووثائق، وكذا الحلي والمجوهرات”.
وقالت المغاري أن اللقاء مناسبة للوقوف عند هذا الموروث الكبير الذي بقي مهمشا لسنوات طوال، وهو وقفة للتأمل وإعادة الاعتبار لأهمية هذا الإرث التاريخي الذي يتميز بعبقرية البناء والتحكم في الموارد والإبداع في الزخارف.
وأضافت أن الاهتمام بهذا الإرث الحضاري بدأ مع بداية القرن 20 عن طريق كتب ودراسات الباحث الأنتربولوجي هنري تيراس الذي كتب عن أكبر العمارات بالجنوب المغربي، وكذلك أغوست موليراس صاحب “المغرب المجهول” الذي بدأ يحضى باهتمام وزارة الثقافة، داعية الباحثين المغاربة إلى الانكباب على هذا التراث الأمازيغي، وجرد التفاصيل المعمارية التي يتميز بها الجنوب المغربي.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني