الأسطورة الأمازيغية آس ن ثمغارت/ يوم العجوزة (2)

الأسطورة تعرف في المغرب و الجزائر ب آس ن ثمغارت/ يوم العجوزة و تعرف في ليبيا و تونس ب قرة العنز ، ترى هل هناك ترابط بين الأسطورتين أم أنها مجرد صدفة ؟ سيما أن كليهما تتحدثان عن أسطورة يناير و فبراير و كليهما ترتبطان بالتقويم الفلاحي الأمازيغي ؟!!

جوابا على هذا التساؤل و من خلال بحثي في هذا الموضوع حول الأساطير و القصص الشعبية المرتبطة ب يناير و فبراير بالشمال الإفريقي فلابد للإشارة هنا لقصة شعبية أسطورية منتشرة و مشهورة بشكل كبير جدا عند الشعبين التونسي و الليبي و تسمى هذه القصة ب : قرة العنز، و هي مشابهة تماما لأسطورة آس ن ثمغارت/يوم العجوزة و ربما هي نفسها لكن طريقة السرد و التسمية تختلفان.

إليكم بعض التفاصيل عن قرة العنز

* من ضمن المنشورات الليبية :

ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﺍﻳﺎﻡ “ﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰ” ﻫﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻔﺮﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺮﻭﺩﺗﻬﺎ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﺪﻓﺌﻪ ﻭﺍﺧﻀﺮﺍﺭ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ، ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 14 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ 19 ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻟﺘﻌﻘﺒﻬﺎ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻻﺳﺒﻮﻉ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺟﻤﺮﺓ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ 20 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ
ﺟﻤﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ 27 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ
ﺟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ 6 ﻣﺎﺭس
ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭ ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺰﺍﺭﺓ، ﻭﻟﻠﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺗﻔﺮﺡ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﻵﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ : “ﻋﺪﻳﺖ ﻳﺎﻃﻮﺑﻲ ﻣﺎﺑﻠﻴﺖ ﻋﻘﻮﺑﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻧﻌﺪّﻱ ﻟﺨﻮﻱ ﻓﻮﺭﺍﺭ ﻭﻧﺘﺴﻠّﻒ ﻣﻨﻪ ﻧﻬﺎﺭ ﻭﻧﺤﻂ ﻗﺮﻳﻨﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ” ‏(ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‏) .. ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﻫﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﺑﻘﺮﻳﻨﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺑﺎﻷﻣﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : “ﻛﺎﻥ ﺧﺸﺖ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ ﻭﻃﻠﻌﺖ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻠﻴﺢ”.

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﺣﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﺮﺑﻲّ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﻈﺎﺋﺮ ﻭﺗﺪﻓﺌﺘﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻗﻄﻌﺎﻧﻬﻢ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﻕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ، و ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ باﻋﺘﺪﺍﻝ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ‏ﻭﺍﺟﻮﺍﺀ ﺩﺍﻓﺌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺸﻬﺮ ‏.

* من ضمن المنشورات التونسية :

14 فيفري (1 فورار عجمي) ﻫﻮ ﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰﺓ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ ؟

ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ: ‏«ﺇﻥ ﺷﻬﺮ ﺟﺎﻧﻔﻲ (يناير) ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻢّ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺣﻴﻦ ﺗﻬﺠّﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﻣﺘﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﺼﺤّﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ‏«ﺇﻧّﻚ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻭ ﺇﻧﻨﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﻓﻘﻔﺰﺕ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﻣﺴﺘﻬﺰﺀﺓ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻓﻴﻔﺮﻱ ‏«ﻛﺢ ﻛﺢ ﻳﺎ ﻋﻤّﻲ فورار» .

ﻏﻀﺐ ﺷﻬﺮ ﺟﺎﻧﻔﻲ ﻭﺗﻮﻋّﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ‏«ﺑﺎﺵ ﻧﺘﺴﻠّﻒ ﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﻤّﻲ فورار ﻳﺨﻠّﻔﻠﻚ ﻗﺮﻭﻧﻚ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻳﻠﻌﺒﻮﺍ ﺑﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ» .

ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ : ‏«ﺇﻥ 13 ﻓﻴﻔﺮﻱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﻗﺮّﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﻨﺪﺍ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻓﺘﺸﺘﺪّ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﻭﺗﻤﻮﺕ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ» ، ﻭﺗﻔﺴّﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻨﺪﺍ ﻧﻘﺺ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﻓﻴﻔﺮﻱ ﺑﺘﺪﺍﻳﻦ ﺷﻬﺮ ﺟﺎﻧﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻨﺰ، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻷﺟﻨﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭ ﻗﺮﺓ ﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﭬﺮّﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰ .

المدهش في الأمر أن هذا الإسم حيان أو أحيون المتوارث في الأمثلة الشعبية التونسية متواجد أيضا في أمثلة شعبية و قصائد منتشرة في الأطلس المتوسط و الأطلس الكبير بالمغرب، و سنذكر ذلك بالتفصيل فيما بعد .

ﻗﺮّﺓ ﺣﻴّﺎﻥ،، ﺧﺮﺍﻓﺔ ‏ﺯﻣﻨﻴّﺔ ‏ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻔﺴّﺮ ﭬﺮّﺓ ﺣﻴّﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﻼﻥ و ﺗﻘﻮﻝ : ‏ﺇﻥ ﺣﻴّﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺛﺮﻳﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻗﻄﻴﻌﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ … ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻒ، ﻛﺎﻥ ﺣﻴّﺎﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺩفئا ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻟﻪ، ﻭﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﺻﻄﺤﺐ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﻌﻪ ﺑﺬﺭﻳﻌﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻭﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﻫﺠﺮﺓ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ، ﺷﻌﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ‏”ﺣﻴﻦ ﺗﺰﻫﺮ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻠﻮﺯ ﺃﺭﺳﻠﻲ ﺇﻟﻲّ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺃﺯﻫﺎﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ و ﺳﺄﻋﻮﺩ”، ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺰﻫﺮ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ فطنت زوجته إلى حيلة تساعدها في هذا الأمر فظلت ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺴﺨّﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﺴﻘﻴﻬﺎ ﺑﻪ … ﻓﺄﺯﻫﺮﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻻﺯﻫﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻗﻔﻞ ﺣﻴّﺎﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺴﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻓﻤﺎﺗﺖ … ﻭﺗﺤﺴّﺮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻇﻞ ﺣﻴﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺭﺃﺳﻪ إلى ﺃﻥ ﻣﺎﺕ .

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ تونسي وثق الأسطورة ‏”ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺟﺪﻳﺎﻧﻚ ﺟﺪﻳﺎﻥ ﻭﺧﺮﻓﺎﻧﻚ ﺧﺮﻓﺎﻥ إلا ﺑﻌﺪ ﻗﺮّﺓ ﺣﻴﺎﻥ” .

* و إرتباطا بالأسطورة ذاتها دائما و التي تتنوع في السرد و طرق الحكي حسب كل منطقة كما سلف الذكر، هذه المرة سنعود للشعب المغربي، وبالضبط مناطق من الأطلس الكبير و التابعة إداريا لإقليم أزيلال.

نجد هذا المثل الشعبي المنتشر في القصائد التراثية و الأشعار بالمنطقة و قد وردت فيه مفردة حيان أو أحيون، فيقول المثل :

ثورود ثاكوت ن أحيون .. ذا تينزيزنث ثايدوين
turud thagut n uḥyun da ttinziznt thaydwin

بمعنى : أقبلت غيمة أحيون و تزمجر معها أشجار الصنوبر أي تصدر أصواتا من قوة العاصفة، و من الأطلس الكبير نمر للأطلس المتوسط ل نتعرف على قصة متداولة ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺎﺋﻞ آيث ﻭﺭﺍﻳﻦ أقصى شمال جبال الأطلس المتوسط و على ثخوم جبال مقدمة الريف و التابعة إداريا لإقليم تازة و التي ذكرت فيها أيضا نفس التسمية ب تجناو ؤحيان بمعنى رعود حيان .

القصة بعنوان : *ﺗﺎﻧﻔﻮﺳﺖ ﻥ ﺗﻤﻐﺎﺭﺕ*

ﺗﺎﻣﻐﺎﺭﺕ ﻭﺩﺭﺍﺭ أو عجوز الجبل، ﺍﻟﻌﺠﻮﺯﺓ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺑﻔﻌﻞ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻓﻮﻕ ﻣﻮﺳﻰ ﺅﺻﺎﻟﺢ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﻮﻳﺒﻼﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻮﻫﺎ 3000 ﻣﺘﺮ، ﺍﻟﻌﺠﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺣﻠﺖ ﺑﻤﻮﺍﺷﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺭﺍﺭ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺒﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﻭﺍﻹﺳﺘﺤﻮﺍذ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﻲ، ﺍﻟﻌﺠﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺣﻠﺖ ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺭﻓﺾ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﻋﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ‏(ﺗﺠﻨﺎﻭ ﺅﺣﻴﺎﻥ) ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ ……

ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺍﺭﻳﻨﻴﺔ في جزءها الأول ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻫﺪﻩ الأسطورة، و هنا وجب التذكير و التنويه أن ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺕ و إبداع ﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﺑﻮﺭﻣﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺎﺩﻱ أﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ آيث ﻭﺭﺍﻳﻦ، و هذه صفحته ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ على الفيسبوك و تجدون فيها القصيدة كاملة صوتا و صورة
https://m.facebook.com/mohammadi.bouramtane.5

Mohammadi Bouramtane
‏ﺗﺎﻧﻔﻮﺳﺖ ﻥ ﺗﻤﻐﺎﺭﺕ
* 1 *
ﺃﺗﺎﻣﻐﺎﺭﺕ ﻥ ﻭﻧﺰﺍﺭ
ﻧﺦ ﻳﺴﻴﻮﻝ ﺅﻣﺰﻭﺍﺭ
ﺗﻤﻮﺕ ﺯﻳﺶ ﺩﻱ ﻭﺩﺭﺍﺭ
ﺋﻨﻴﻲ ﻣﺎﻣﺸﺎﻡ ﺗﺴﺎﺭ
ﺋﻨﻴﻲ ﻣﺎ ﺑﻠﺤﻖ ﺃﻳﻦ ﻧﺎﻥ .
ﻋﺪﻟﺪ ﻏﺎﺭﻱ ﺃﻏﻴﻤﻲ
ﺳﻞ ﺋﺘﻨﻔﻮﺳﺖ ﺃﻣﻤﻲ
ﺃﺗﺮﻭ ﺗﻴﻂ ﺅﺭ ﻳﺴﻮﺳﻢ ﺋﻤﻲ
ﻳﻼ ﺋﺴﻼﺱ ﺯﻱ ﻣﻠﻤﻲ
ﺃﻣﺰﺍﻥ ﺃﻛﺪ ﺅﻣﻘﺮﺍﻥ .
ﺃﻟﻲ ﺃﺟﻨﺎ ﻏﺮ ﻣﻮﺳﻰ
ﺗﻤﻐﺎﺭﺕ ﺩﻳﻦ ﺩﻭ ﻣﺸﺴﺎ
ﺩﻭﻟﻦ ﺩﺍﺯﺭﻭ ﻳﺮﺳﺎ
ﺗﻘﻮﺭﺍﺳﻦ ﺗﻐﺴﺎ
ﺳﻮﻟﻦ ﺃﻣﻤﻲ ﻏﺮ ﻭﺳﺎ
ﺋﻤﺴﻨﺪﺍ ﺑﺪﻥ ﺩﻳﻨﻴﺎﻥ .
ﺃﻭﻱ ﻧﻴﻐﺎﺱ ﺋﻲ ﻭﻣﻐﺎﺭ
ﻫﻨﺎ ﺅﻳﻮﺩ ﻥ ﻭﺩﺭﺍﺭ
ﺃﺱ ﻳﺪﻭﻝ ﺩﺍﺯﻛﺮﺍﺭ
ﺃﺩﻓﻞ ﻳﺰﺭﻱ ﺩ ﻭﻧﺰﺍﺭ
ﻣﺎﻧﻲ ﻫﺪﻭ ﺃﻣﺰﻭﺍﺭ
ﺃﻧﺎﻟﻲ ﺯﻳﺶ ﺑﻮﻳﺒﻼﻥ .
ﺗﺎﺟﺮﺳﺖ ﺗﻼ ﺗﻨﺪﺭﺳﺎ
ﺅﻭﻻ ﺩﺍﺑﻴﻜﺎ ﻳﺮﺳﺎ
ﺃﺳﻤﺎﻁ ﻳﻔﻎ ﺗﻐﺴﺎ
ﻧﻮﺗﻒ ﺃﻧﻤﺎﺱ ﻥ ﺗﻔﺴﺎ
ﻫﺘﺎ ﻳﻨﺎﺵ ﺅﻣﺸﺴﺎ
ﺗﻴﺮﺍ ﺗﻔﻮﺷﺖ ﺯﻭﺍﻥ ﺋﺒﺮﺩﺍﻥ .
ﻳﻨﺎﺱ : ﺳﻐﺪ ﺃﻟﻌﺰﺍ
ﺃﺩﺍﻡ ﻳﻮﺵ ﺭﺑﻲ ﺋﺮﺯﺯﺍ
ﻣﺎ ﺗﺴﻮﻝ ﺗﺪﻳﺪﻱ ﺗﻔﺰﺍ
ﻣﺎ ﺋﺴﻮﻝ ﻭﺍﺭﻱ ﺩﺍﺯﻳﺰﺍ
ﻣﺎﻧﻲ ﺣﻤﻴﺮ ﻣﺎﻧﻲ ﺑﺮﺯﻳﺰﺍ
ﺳﻮﻟﻨﺖ ﺩﺍ ﺗﺠﻨﺎﻭ ﺅﺣﻴﺎﻥ .
ﺗﺎﺟﺮﺳﺖ ﺗﺴﻮﻝ ﺗﻬﺪﺍ
ﻣﺎ ﻧﻮﻟﻲ ﻃﻮﺭﺍ ﻟﺒﺪﺍ
ﺃﻧﻮﻱ ﻗﺎﻉ ﻟﻌﺪﺍ
ﺋﻤﻨﺪﻱ ﻫﺘﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﺩﺍ
ﻧﺰﻱ ﺷﻢ ﻣﻠﺸﻎ ﻟﺒﺪﺍ
ﺭﺭﻱ ﻧﻢ ﻳﻼ ﺩﺍﺑﺮﺍﻥ .
ﺃﻣﻐﺎﺭ ﻳﻼ ﺩﺍﻧﺸﺮﻭﻑ
ﻳﺘﺴﻨﺎﺩ ﻏﺎﺱ ﺥ ﻭﺳﺮﻭﻑ
ﺅﻭﻝ ﻧﺲ ﻳﻮﺍ ﺳﻮ ﻏﻴﻠﻮﻑ
ﻣﺎﻧﻲ ﻏﺮﺍ ﻳﻨﺘﻞ ﺃﺧﻨﻔﻮﻑ
ﺥ ﺗﻤﻐﺎﺭﺕ ﻳﻼ ﻳﺴﻮﻑ
ﺋﻴﻂ ﺩ ﻭﺍﺱ ﻏﺎﺱ ﺋﻤﻨﻐﺎﻥ .

و إلى هنا يكون مقالنا حول أسطورة آس ن ثمغارت/يوم العجوزة و قرة العنز قد شارف على نهايته و هي محاولة جد بسيطة مني على تسليط الضوء على هذه القصة الميثولوجية التي تشكل واحدة من عشرات الأساطير الأمازيغية الموغلة في القدم و التي تصارع من أجل البقاء شأنها شأن كل مكونات الهوية و الثقافة الأمازيغية .

الصورة من تصميمي الشخصي و هي عبارة عن تخيلات ل آس ن ثمغارت أو يوم العجوزة .

*سعيد تفروت

رابط الجزء الأول:

الأسطورة الأمازيغية آس ن ثمغارت/ يوم العجوزة

شاهد أيضاً

جمعية “سكان جبال العالم” تطالب بتسريع بناء مناطق الأطلس الكبير المتضررة من الزلزال

جددت جمعية “سكان جبال العالم” فرع المغرب، هياكلها خلال الجمع العام العادي الذي نظمته بمدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *