الأمازيغية فوق كل اعتبار…

بقلم: لحسن الدور

أطلقت فعاليات أمازيغية حملة لجمع مليون توقيع من أجل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بالمغرب، و هذا بعد تماطل و رفض البرلمان و الحكومة المغربيين تفعيل ذلك، ما يعتبر محاولة للالتفاف حول دسترة الأمازيغية كلغة رسمية للمغرب، وهذه المبادرة التي إستحسنها كنشطاء مستقلين عن أي تنظيم و انخرطنا فيها ميدانيا بشكل مباشرمع المواطنين اللدين لامسنا منهم استحسانهم و إقبالهم على المبادرة من خلال عملنا الميداني معهم.

هذه المبادرة خلقت نقاشا داخل مكونات الحركة الامازيغية بين التأييد و الرفض لكل وجهة نظره يحترم عليها، بالمقابل كطرف في النقاش و كمؤيدين لهذه المبادرة النضالية الراقية لنا الحق في الرد على معارضي المبادرة الدين نشتركوا معهم اشياء كثيرة اكثر مما نختلف عليه.

هناك فئة تعارض هذه العريضة بداعي ان الأمازيغية في حاجة أن ترسم في دستور شعبي ديمقراطي، و ليس الى دستور ممنوح غير ديمقراطي، و نسوا أن التعريب فرض عليهم منذ اكثر من نصف قرن بدساتر أقل ديمقراطية من الدستور الحالي،ولم يدركوا أن الحركة الامازيغية استغرقت وقت طويلا في النضال من أجل ترسيم الحقوق التقافية و اللغوية الأمازيغية و لم تكن تشترط أن يكون ذلك في دستور ديمقراطي من عدمه، ولم يلاحظوا ان كل يوم يمر و اللغة الامازيغية تتعرض للتهميش في شتى المجالات، لدى ليس علينا تضييع المزيد من الوقت في نقاشات ضيقة، بل يجب علينا العمل من اجل تفعيل الترسيم الدستوري للحقوق اللغوية الامازيغية، و صيانة هذا المكسب، وبعدها نمر الى العمل و النضال من اجل الحقوق السياسية و الاقتصادية، و يجب علينا تحديد اهدافنا الممكنة في الوقت الحالي و توضيحها، بدل ان نغرق في متاهات غير محددة تضيع علينا المزيد من الوقت.

فئة اخرى تعارض المبادرة، بداعي ان من ورائها مجوعة فلان و فلان، و لا ترغب فيها لانها تنتمي الى مجموعة فلان، هنا يجب تنبيه الشباب الامازيغي، الى عدم السقوط في فخ المزايدات و الحسابات الضيقة، التي يحاول اعدائنا زراعتها في صفوف الحركة الامازيغية، بل يجب توحيد الصفوف اكثر، و تغليب المصلحة الامازيغية فوق اي اعتباركان، و الأهم هو تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، و ليس الجهة التي تقف وراء ذلك، و لو كنا مختلفين معها في اشياء، فهذه من طبيعة الانسان، فنحن نختلف في نظرتنا للأشياء لكن لا بد من نقط نلتقي فيها، لدى يجب علينا العمل سويا يد في يد من اجل تمازيغيت.

اقرأ أيضا

“اللغة الأمازيغية بالمغرب: تحديات البقاء ومخاطر الانقراض بعد إحصاء 2024”

تقف اليوم اللغة الأمازيغية بالمغرب، باعتبارها ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية المغربية، أمام تحدٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *