الأمازيغ ليسوا مرتزقة إيران ولا حماس

أمينة ابن الشيخ أوكدورت

من المؤسف أن نرى من يُنكر على المغاربة هويتهم الأمازيغية، ويقلّل من شأن لغتهم وتاريخهم، ثم يعود ليرتدي قناع المدافع عنهم عندما تملي عليه مصالحه ذلك.

المسمى “ويحمان”، الذي لم يتوقف يومًا عن مهاجمة الأمازيغ ووصفهم بأبشع النعوت: من “خونة الوطن”، إلى “حفدة الاستعمار” و”أتباع الصهاينة”، ها هو اليوم، بقدرة قادر، يتحدث عن “الشعب الأمازيغي” وتاريخه في النضال والمقاومة والجهاد.

لكن لا، يا ويحمان، الأمازيغ ليسوا لعبة في يدك، ولا دمى تستعملها لتصطاد بها الدولارات من إيران والدريهمات من قطر. الأمازيغ هم الأصل، هم العفة، هم الكرامة، وهم الذين لم يبيعوا الوطن يومًا، ولم يتاجروا بهويتهم وتاريخهم في أسواق السياسة الرخيصة.

ولا تنسَ، يا ويحمان، أن هذا الشعب الأمازيغي الذي تناشده ليخرج معك في مسيرتك الأسبوعية، فيه من يعتنق الديانة اليهودية التي تزدريها أنت وجماعتك.

فهل ستقبل به شريكًا في “مقاومتك”، أم أن نفاق الخطاب سينكشف مرة أخرى عند أول امتحان؟ الأمازيغ لا يقصون أبناءهم، بل يحتضنون تنوعهم ويفتخرون به، على عكس من يريد حصر الوطن في قالب واحد ضيق.

والأهم من هذا وذاك يا “ويحمان” عليك ان تعلم أن تضامن الأمازيغ مع الفلسطينيين ، ومع الكرد، ومع الأزواد، ومع كل الشعوب المستضعفة في العالم، هو موقف مبدئي راسخ في وجدانهم، لا ينتظرون منه جزاءً ولا شكورًا. هو تعبير عن قيمهم الأصيلة في الحرية والكرامة والعدالة، لا عن أي أجندة أو تبعية.

الأمازيغ لا يحتاجون إلى شهادة منك، ولا إلى اعتراف يأتي في لحظة انتهاز. نحن نعرف من نحن، ونعرف تاريخنا، ولن نسمح بتزييفه أو التلاعب به.

اقرأ أيضا

المهرجان الدولي للرحل بامحاميد الغزلان.. سفر ثقافي وفني في قلب الصحراء

انطلقت مساء يوم أمس الخميس 10 ابريل الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للرحل بمنطقة امحاميد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *