الإذاعة الأمازيغية على مدار الساعة.. بورتريه الإعلامية ربيحة أحرضان

تعاقب على الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها مجموعة من الرواد كعاملين ومسؤولين ضحوا بكل ما لديهم من وسائل وإمكانات من أجل بقاء واستمرارية الإذاعة الأمازيغية ، بالرغم من ظروف العمل القاسية والحيف الممارس على العاملين في هذه الإذاعة، فبفضلهم استمرت اللغة والثقافة الأمازيغية ، فمن خلال السير الذاتية لهؤلاء الرواد ، يمكن أن نتعرف عن ظروف عملهم ومسارهم المهني، وأهم التطورات والتحولات التي عرفتها الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها حتى الآن .

ورقة اليوم مخصصة للسيد :ربيحة أحرضان

ساهمت الاعلامية ربيحة أحرضان في جانب من مسار التلفزة المغربية ، والذي يتمثل في رسم معالم النشرة الأمازيغية التي كانت تعرف بنشرة اللهجات ، هذه النشرة التي جائت نتيجة مطالب الحركات الأمازيغية ، والتي كانت تطالب بحصة من البث باللغة الأمازيغية في برامج التلفزة المغربية ، إلا أن الادارة والتي كانت تابعة لوزارة الداخلية ، استقر رأيها على نشرة من تسع دقائق مقسمة على ثلاث حصص ، ثلاثة دقائق لكل لهجة ، وتم اختيار ثلاثة عناصر من مصلحة الانتاج باللهجات وهي التسمية الرسمية آنذاك لهذه المصلحة ، وهم ربيحة أحرضان وعبد السلام الزكريتي وعبد الله الطالب علي ، تقول ربيحة ” اتصل بنا الراحل محمد المودن رئيس قسم الأخبار بالتلفزيون ، اتصل بنا هاتفيا الى المنزل واستدعانا لنلتقي به باستوديو الأخبار ، أخبرنا أنه سيشرع في تقديم نشرة إخبارية باللهجات ، ستبث مباشرة بعد نشرة الظهيرة ، وقال أن تسجيل النشرة سيتم صباح كل يوم ” .

طرحت مجموعة من التساؤلات حول سبب اختيار هذه الأسماء دون غيرها . فحتى المسؤولين المباشرين لهؤلاء الثلاثة لم يكونوا على علم بالموضوع .

حضر الثلاثة الى مصلحة التحرير، وتم تزويدهم بالأخبار التي ستترجم وتقدم في النشرة ، التي تسجل قبل بثها بعد نشرة الظهيرة ، والمثير في العملية أن النشرة تتضمن نفس الأخبار باللهجات الثلاث في تسع دقائق ، بعد أسبوع بدأت عملية بث النشرة بالمباشر ، وأنضاف للفريق ثلاثة عناصر وهم سلوى المقدم ومحمد مناجي ومحمد جاري ، والهدف هو تقسيم العمل والشروع في إنجاز ربورتاجات خاصة بنشرة اللهجات .

تفتخر ربيحة لكونها أول امرأة أمازيغية تقدم الأخبار بالأمازيغية بالرغم من عدم رضاها أولا على تسمية النشرة باللهجات عوض الأمازيغية ، وثانيا للوقت القصير المخصص للنشرة ، وثالثا لكون الأخبار المقترحة للترجمة أخبار مر عليها أربع وعشرون ساعة والنشرة لا تحمل أي جديد ، ورابعا ان رئيس التحريرالمسؤول عن النشرة لا يفقه شيئا في الأمازيغية ، ولكن كمناضلة تقول ربيحة أن الإفراج على الأمازيغية بنشرة من تسع دقائق من الممكن أن تتبعها مكاسب أخرى تخدم الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة .

بعد مدة تم توسيع مدة النشرة بعد فصلها عن نشرة الظهيرة ، واصبحت المدة 15 دقيقة مقسمة على اللهجات الثلاث ، وبدأ الفريق الأمازيغي يحضر ندوات التحرير ويقترح مواضيع في الندوة ، إلا ان ما يعاب على النشرة ان توقيتها غير قار. عانى المحررون الأمازيغ في البداية بنوع من الحيف بحيث كانوا يتقاضون تعويضا هزيلا قدره 50 درهما عن كل ظهور في التلفزيون ، وبعد سنوات تمت المساوات بين كل مقدمي النشرات في التلفزة المغربية عربية وفرنسية واسبانية وأمازيغية ، حيث وصل التعويض الى 200 درهم . وملابس مرة في السنة .

غادرت ربيحة أحرضان قسم التحرير بالتلفزة لتخصص كامل وقتها لبرامجها في الاذاعة الأمازيغية . التي التحقت بها وبالضبط بالقسم الأمازيغي سنة 1989 ، حيث أشرفت على إعداد وتقديم عدد من البرامج في مجالات مختلفة منها الثقافية والفنية ، وتخصصت ربيحة في إنتاج برامج بوثيرة أسبوعية تهتم بقضايا الجالية المغربية المقيمة في الخارج ، وأخرى متخصصة في عكس التراث الغنائي الأمازيغي ، كما قدمت وبشهادة المهتمين أحسن البرامج التفاعلية المبثوثة على أمواج الإذاعة الأمازيغية بمشاركة المستمعين ، والتي تهدف خدمة اللغة الأمازيغية تحت شعار ” القاموس الأمازيغي ” .

وبين سنوات 1994 و 2004 ساهمت ربيحة في أشغال لجنة متخصصة باختيار منشطين إذاعيين ، كما أشرفت طوال مسارها الاذاعي على تغطية مختلف المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية منها المهرجان الدولي للسينما بمراكش ومهرجان حب الملوك بصفرو ومهرجان فاس سايس للثقافة الأمازيغية ومهرجان تيمتار بآكادير .

وجمعويا تترأس ربيحة جمعية أنازور المتخصصة في خدمة الفن والفنانين الأمازيغ وذلك عبر تنظيم تظاهرات فنية وثقافية ، وكانت ربيحة عضوا رئيسيا في جمعية فزاز التي نظمت السهرة الفنية الكبرى بمسرح محمد الخامس والتي جمعت أربعين من أحسن عازفي آلة الوتر بالأطلس المتوسط ، وكانت مناسبة لتكريم أحد رواد هذا الفن الراحل محمد ارويشة .

شاركت ربيحة في عدد من الدورات التدريبية التي نظمتها مؤسسة فريديريك نومان سنة 1994 ودورة أخرى منظمة من طرف المندوبية السامية لحقوق الانسان بسويسرا سنة 2006 .

الاعلامي محمد الغيداني

اقرأ أيضا

اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي

بمناسبة تخليد ذكرى عيد الاستقلال المجيد،وفي اطار برنامجها السنوي ،الجمعية المغربية للجيت سكي بأكادير المنضوية …

تعليق واحد

  1. للأسف المقال فيه مغالطات أولها أن رئيس التحرير لم يكن يفقه شيئاً في الأمازيغية وهذا بهتان لأنني انا من كنت رئيس التحرير وانا من حاحا ونشأت بازيلال.. اللهمّ اذا كانت رابحة تتحدث عن اللغة المعيارية فلا احد كان يفقه فيها شيئاً وقتها.
    الكذبة الثانية هي الأخبار القديمة وهذا غير صحيح لأننا كنا نشتغل على نفس القصاصات التي يشتغل عليها الزملاء في نشرة الظهيرة بالعربية.. بإستثناء بعض الربورتاجات التي كنا نأخذها من نشرات الأمس والتي لم تكن لها راهنية إخبارية.
    مهمتي كانت رئيس تحرير ولكن أنا من كنت أعِدّ جميع الأخبار وأعطيها لهم ليترجموها كل واحد في لهجته.
    كان دوري أيضاً أن أعلم الوافدين الجدد على التلفزيون من الإذاعة كل تقنيات التقديم الإخباري.
    أتفق مع رابحة على كون الوقت ضيقاً وعلى قلة الوسائل لأن قرار إحداث هذه النشرة جاء ارتجاليا تجاوبا مع خطاب الحسن الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *