الإذاعة الأمازيغية على مدار الساعة.. بورتريه الإعلامي محمد بوتخيدوست

تعاقب على الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها مجموعة من الرواد كعاملين ومسؤولين ضحوا بكل ما لديهم من وسائل وإمكانات من أجل بقاء واستمرارية الإذاعة الأمازيغية ، بالرغم من ظروف العمل القاسية والحيف الممارس على العاملين في هذه الإذاعة، فبفضلهم استمرت اللغة والثقافة الأمازيغية ، فمن خلال السير الذاتية لهؤلاء الرواد ، يمكن أن نتعرف عن ظروف عملهم ومسارهم المهني، وأهم التطورات والتحولات التي عرفتها الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها حتى الآن . ورقة اليوم مخصصة للسيد :

– محمد بوتخيدوست :يعتبرأحد رموز الإعلام الإذاعي الأمازيغي بالمغرب عمل في الإنتاج والتحريرسواء بالرباط أو في إذاعة تطوان ، ازداد في إقليم تازة بقبيلة إزكريتن سنة 1948 ، دراسته كانت في مدينتي الحاجب ومكناس اعتبارا لظروف عمل والده ، بدأ مشواره الإذاعي سنة 1971 بعد اجتياز مباراة على أساس الإشتغال بمصلحة التحرير بالاذاعة التي كان يرأسها آنذاك الاعلامي الكبير محمد بنددوش ، عمل في ظروف صعبة الى جانب شكري محمادي وعبد السلام الدوائري وعبد السلام الزكريتي أحمد البوعزاوي وفاطمة طميرو وفي تمزيغت الحسين برحو و حمادي اليزيد وبالنسبة لتشلحيت المرحومين عبد الله فلاح والحنفي ، وفي تلك الفترة كان يعمل في مصلحة الإنتاج كل من علي أمحروش وواسع الدين أوعاليوفاطمة العروسي ومحمد الزعيم واحمد العسري امزال وعبد الله بوصبع الحاج احميدة ، كلهؤلاء كانوا يشتغلون لملإ فترة الإرسال التي تمتد لساعتين ونصف لكل تعبير أمازيغي .
بعد مرحلة الإشتغال في قسم التحرير انتقل للعمل في قسم الإنتاج والبرامج حيث كان العاملون يشتغلون كمبرمجين ومنتجين ومحافظين ومذيعين وكانوا أحيانا يقومون بتغطية الأنشطة الملكية نظرا لقلة الأطر العاملة بهذه الإذاعة .

أما ظروف الإشتغال بالإذاعة الأمازيغية فقد كانت قاسية حيث كنا “يقول بوتخدوست” نعيش في أجواء من التهميش الى حدود 1986 حيث زودت المصلحة ببعض التجهيزات من مكاتب وأجهزة الهاتف مع تزويد الاذاعة ببعض الأطر الجديدة .

أهم تجربة عشتها في حياتي المهنية هي قرار الادارة بفتح فرع بإذاعة تطوان خاص ببرامج تريفيت وكلفت بالاشراف على انطلاق هذه البرامج سنة 1984 وكنت وحيدا أبرمج وأنتج وأحرر وأقرأ الأخبار، واستمر ت هذه التجربة لمدة ثلاث سنوات أصابني فيها الإرهاق وطلبت الالتحاق بالاذاعة المركزية بعد الإتفاق مع الادارة على تكوين من سيعوضني هناك ، وقد أسندت المهمة للسيد مصطفى تعمانت .

وكان اتقاننا يقول بوتخدوست لمهام التحرير والانتاج يخلق لنا مشاكل حيث كانت الاداة تلحقنا بأقسام الاخباروالانتاج حسب الحاجة ، وهكذا بعد العودة من اذاعة تطوان أمرت بالالتحاق بقسم التحرير الأمازيغي ، عملت به لمدة قصيرة تم التحقت يمصلحة اللهجات الخاصة بالبرمجة والانتاج ، أشرفت فيها على إنجاز سلسلة من البرامج بتريفيت إلى سنة 2000 حيث عينت مسؤولا على رأس مصلحة اللهجات بدون ان أستشار، حاولت من خلال التجربة والسنين التي قضيتها في العمل أن أرقى بالعمل الإذاعي الى الأحسن خاصة وأن ظروف العمل تغيرت وساعات البث وصلت الى اربع ساعات لكل تعبير أمازيغي الا انني اسطدمت بعدة عراقيل حالت دون ذلك ، فمقارنة مع باقي المصالح الأخرى التابعة للاذاعة المغربية كنا نعاني من قلة الإمكانيات البشرية والمادية متمثلة في التجهيزات ووسائل العمل . وبقيت على هذه الحالة والمعانات والإحساس بالحيف من طرف الادارة الى يوم احالتي على التقاعد .

وبعد هذه المرحلة تمت المناداة علي للمساعدة على تهيء المخزون البرامجي والمواد الغنائية الضرورية قبل اطلاق اذاعة الحسيمة وبعد تسجيل وتوضيب هذه المواد طلب مني السفر الى الحسيمة للإشراف على تأطير الأطر التي ستتولى الاشتغال في هذه الاذاعة .

ولاعادة الاعتبار للارشيف الغنائي والبرامجي للاذاعة الامازيغية تمت الاستعانة بتجربتي الاذاعية ومعرفتي للأرشيف الغنائي وخاصة الريفي منه ، حيث كلفت باعادة الاستماع لكل المخزون الغنائي وتوضيبه واعادة تسجيله من الأشرطة الى أقراص الليزر وبعد الإنتهاء من أغاني تريفيت شرعت في تنقيح اغاني تمزيغت … وأبرز المشاكل التي اعترضتني في هذه المهمة هي ضياع مجموعة من الوثائق الصوتية لعدد من الأصوات الإذاعية التي تفتقدها الذاكرة الإذاعية فمثلا من العيب أن لا نجد صوت لأحد الإذاعيين قضى أكثر من ثلاثين سنة من البذل والعطاء في إنجاز البرامج وتقديم الأخبار وعند وفاته لا نجد له أية وثيقة صوتية محتفظ بها في الأرشيف الإذاعي لاستغلالها عند الحاجة
.
الاعلامي و الصحفي محمد الغيداني

شاهد أيضاً

جمعية “سكان جبال العالم” تطالب بتسريع بناء مناطق الأطلس الكبير المتضررة من الزلزال

جددت جمعية “سكان جبال العالم” فرع المغرب، هياكلها خلال الجمع العام العادي الذي نظمته بمدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *