أخبار عاجلة

الإيركام والإنتاج المعرفي بالأمازيغية وحولها

رشيد نجيب

حسنا فعلت مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حين برمجت ندوة موضوعاتية حول موضوع: “أهمية إنتاج المعرفة في الارتقاء بالأمازيغية”، وذلك في إطار البرنامج الثقافي والعلمي الذي أعدته ذات المؤسسة تخليدا منها للذكرى 24 للخطاب الملكي السامي لأجدير الذي تم فيه الإعلان عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وهو التخليد والاحتفاء الذي دأبت على تنظيمه في أكتوبر من كل سنة.

كان هذا اللقاء العلمي والثقافي والفكري المتميز والاستثنائي من الأهمية بمكان، بالعروض العلمية المتنوعة التي قدمت فيه والتي شملت المجالات المرتبطة بالإنتاجات العامة التي يرتكز إليها إنتاج المعرفة بالأمازيغية وعنها، الحصيلة العلمية المرتبطة بكل من البحث اللسني، الرقمية والتكنولوجيا، المعارف الاجتماعية والفنية والأدبية والإنسانية، حصيلة المعهد في مجال النشر والكتابة وغيرها…

كان الأمر عبارة عن جلسة استماع علمية وفريدة كان فيها الجمهور المهتم الحاضر على موعد مع لقاء مباشر مع عدد من مسؤولي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومدراء البحث به وعموم الباحثين للتداول حول طرق الاشتغال بشأن إنتاج المعرفة بالأمازيغية وحولها، في المجالات العلمية المتنوعة التي تشمل اللسانيات والأدب والتاريخ والسوسيولوجيا والأنتروبولوجيا والتربية والتعليم والبيداغوجيا والديداكتيك والموارد الرقمية والتكنولوجية وغير ذلك…وتكاد الأوراق العلمية المتميزة المقدمة في هذا اللقاء توازي تلك المتضمنة بتقرير الخمسينية المشهور ببلادنا.

خلال هذا اللقاء، وبإسهام من عدد من مدراء البحث بالمعهد وباحثيه، قدمت العديد من الأوراق العلمية والبحثية الهامة جدا والتي لامست الطرق المعتمدة من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في إنتاج معرفة علمية رصينة دقيقة ومحكمة حول الأمازيغية وبها في ميادين علمية متنوعة، حيث تم التركيز على “التعريف بالاتجاهات العامة المعتمدة على المستويات النظرية والتجريبية والمنهجية، وتبيان نجاعتها، وتقييم المكتسبات في مجال إنتاج المعرفة المرتبطة باللغة والكتابة والتعليم والثقافة والأدب والفنون والتكنولوجيا في سبيل الارتقاء بالأمازيغية” كما جاء في الأرضية العلمية للندوة. كان اللقاء كذلك فرصة لتقييم موضوعي لمستوى المعرفة المتصلة بالأمازيغية ما قبل إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية العام 2001، لاسيما الإنتاج الذي أنجز إبان فترة الحماية وخلال السنوات الأولى لاستقلال البلاد.

بلغة الأرقام والإحصائيات، بلغ عدد الإصدارات التي أنتجها المعهد ما يزيد عن 500 إصدار تشكل فيها الإصدارات ذات الطبيعة اللسنية 70 إصدارا، كما تم إلى حدود الأن تنظيم ما يقارب 75 علميا ولقاءا أكاديميا. وقد شملت هذه الإصدارات مجالات اللسانيات بما فيها تهيئة اللغة الأمازيغية، الترجمة والأدب والتاريخ والسوسيولوجيا والأنتبروبولوجيا وأدب الطفل والكتب البديعة… وكلها مؤشرات دقيقة تبين بوضوح واضح أننا إزاء مؤسسة منفتحة ورائدة مساهمة بقوة في مسار إنتاج المعرفة بالأمازيغية وحول الأمازيغية، وترويج هذا الإنتاج العلمي والتعريف به لدى الجمهور المهتم بكل الإمكانيات الممكنة والمتوفرة.

اقرأ أيضا

“القومية” بين المفهوم السياسي ومفهوم الهوية

تُعدّ القومية من أكثر المفاهيم تأثيرًا في تشكيل العالم الحديث، إذ شكّلت منذ بدايات القرن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *