حظيت السيناريست والمخرجة المغربية فريدة بليزيد، مساء أمس الثلاثاء بطنجة، باحتفاء خاص خلال انطلاق فعالية “أيام فريدة بليزيد” ، التي تسلط الضوء على أعمالها وتجربتها السينمائية.
وأبرزت جمعية “طنجة أفلام”، المنظمة للفعالية بين 25 و 27 أبريل الجاري بشراكة مع ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي وجماعة طنجة، أن فريدة بليزيد تعتبر أول سيدة مغربية عملت في مجال الإنتاج السينمائي، وهي سيناريست مبدعة ومخرجة قدمت العديد من الأعمال الكلاسيكية أغنت ريبيرتوار السينما المغربية.
و تجري هذه التظاهرة السينمائية بفضاء “سينما ألكازار” العريقة بالمدينة العتيقة لطنجة، وذلك بحضور المخرجة فريد بليزيد وعدد من المخرجين السينمائيين والمثقفين والفاعلين المدنيين والمهتمين بالفن السابع بشكل خاص والثقافة بشكل عام .
وأعربت فريدة بليزيد، في تصريح لوسائل الاعلام، خلال حفل افتتاح الفعالية، عن سرورها بهذا التكريم الذي يجري في سينما “ألكازار” ، التي تجمعها بها ذكريات من زمن الطفولة، منوهة بجهود جمعية “طنجة أفلام” في حفظ الذاكرة السينمائية للمدينة.
وقالت “أنا جد مسرورة، كنت آتي لهذه السينما وأنا صغيرة رفقة إخوتي، لم أتخيل أو أحلم يوما أن أفلامي ستعرض بها”، مشيدة بمشروع ترميم هذه المعلمة السينمائية التاريخية، والذي انتشل البناية من الضياع وحولها إلى سينما الحي .
من جانبها، أبرزت عائشة المسيدي، نائبة رئيسة جمعية “طنجة أفلام” المسيرة لقاعة سينما ألكازار، أن هذه المبادرة هي احتفاء وتكريم لسيدة “الشاشة بطنجة” التي بذلت جهودا كبيرة للارتقاء بالثقافة السينمائية بطنجة وبالمغرب وبعض الدول الأوروبية ، مشيرة إلى أنه سيتم خلال هذه الأيام عرض ثلاثة أفلام للسيناريست والمخرجة، وتنظيم لقاءات لها مع تلاميذ وطلبة لاستعراض تجربتها السينمائية والإكراهات التي لاقتها في مسيرتها كمخرجة.
وأضافت أن هذه الفعالية هي بداية للاحتفاء بمخرجين مغاربة آخرين ضمن المشوار الثقافي الذي رسمته جمعية “طنجة أفلام”، التي تعمل أساسا على الارتقاء بالثقافة السينمائية، بشراكة مع السلطات المحلية التي أتاحت للجمعية فرصة التواجد بقاعة سينما “ألكازار” التاريخية بعد تأهيلها ضمن مشاريع ترميم المآثر التاريخية لطنجة، وتخصيصها لعرض الأفلام السينمائية باعتبارها سينما القرب لأحياء المدينة العتيقة لطنجة.
ويضم برنامج التظاهرة عرض 3 أفلام روائية طويلة للمخرجة فريدة بليزيد، ويتعلق الأمر ب “كيد النساء” (1999) و “حدود وحدود” (2013)، و”باب السما مفتوح” (1989).
يذكر أن فريدة بليزيد، التي ولدت بمدينة طنجة سنة 1948، حصلت على شهادة الإخراج السينمائي من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس عام 1976، ودرست الأدب في جامعة باريس الثامنة.
وتعتبر من رواد السينما المغربية، وقد عملت أيضا كصحافية في صحف مغربية ودولية، وتتميز بكونها تختار موضوعات غير مستهلكة في الدراما، وتقدم أعمالا مختلفة عن أعمالها السابقة ، سواء في التلفزيون أو السينما.
بعد إبداعها لسيناريو فيلم “عرائس من قصب” (1980) وفيلم “البحث عن زوج امرأتي”، زاوجت فريدة بنليزيد بين الكتابة والإخراج في عدد من أفلامها، ومن بينها “باب السما مفتوح” و”كيد النسا” و”الدار البيضاء الدار البيضاء” و”خوانيتا بنت طنجة” و”البكمة” و”النية تغلب”.