
لماذا الامل ؟
الرئيس الجديد النقيب عبد الواحد الانصاري كما اعرفه ظل منخرطا فاعلا وحاضرا في كل المحطات المهنية و منعطفاتها بصفته عضوا مؤسسا لفدرالية المحامين الشبات عايش مخاضاتها و احلامها و طموحاتها دون ان يتخلف يوما منذ عقود من الزمن عن مؤتمرات الجمعية و نقاشاتها و تطوراتها ….مكنه كل لك و غيره من مراكمة تجربة ميدانية يمكن ان تشكل قاعدة انطلاق نحو الافضل .
الرئيس الحالي رجل سياسة بامتياز منتمي لحزب سياسي عريق اسدى رواده الشيء الكثير للمهنة و لحقوق الانسان شانهم شان آخرون اتوا من صلب رحم الحركة الوطنية …
يصعب عليه اي الرئيس اهمال هذا التاريخ و نسيانه و التالي فمسئوليته هي ذات بعد تاريخي و اخلاقي لا اظن انه سيفرط في تحملها تجاه مهنة اسس لها رجال و نساء من طينة المرحوم بوستة و عبد الهادي القباب و عبد الرحيم بوعبيد و غيرهم …
جادت الانتخابات بنواب للرئيس عايشت بعضهم في محطات مهنية عسيرة مؤسسة و موجهة للفعل المهني بنجاحاتها و اخفاقاتها ما تبدلوا تبديلا عندما تحملوا مسئولية تدبير شان نقاباتهم بل ظلوا على معدنهم في طليعة المدافعين عن قيم المهنة و اخلاقها…و عن زملائهم و زميلاتهم ..بعيدا عن انتهازية انتخابية مقيتة ..؟)
إن تواجد شباب و قيادمة بتكوين ثقافي و قانوني متميز و حس نضالي مهني وازن و هم ينتمون لمدارس مختلفة في السياسة و الحقوق من شانه ان يعيد النقاش المهني الى مسالكه الطبيعية و المنتجة للبدائل و القطائع الضرورية للارتقاء بالمهنة في مرحلة انتقالية شائكة ….من منطلق الارتباط الوثيق بين المهنة و الاختيارات السياسية للدولة في مجال العدالة و خاصة موقفها من المحاماة و ما يترتب عنه من تعميق لضمانات حقوق الدفاع و تكريس لاستقلال المحامي او الرجوع بذلك الى الخلف….
الاكيد ان هؤلاء جميعا سيستحضرون بداية ان ظروف وضع الميثاق الوطني لاصلاح منظومة العدالة و الشرط السياسي المؤطر له لم يكن لفائدة المهنة بحكم الغلبة التي منحت لجهة في الاعداد و الصياغة و التوجيه و البناء الادبي و المؤسساتي ….
وبالتالي فان الحس السياسي و المهني و الحقوقي ينبغي توظيفه و “تنشيطه” بقوة لانقاد المهنة من خطط الارتداد بالمهنة الى التسطيح المفرغ لها من مضمومنها كرسالة انسانية قوامها الحصانة و الاستقلالية …و جعلها بالتالي مهنة بدون روح و لا معنى و لانفس حقوقي في الميدان و عند الممارسة ….
يحدوني الامل رغم كثرة الضباب المتردد على درب المهنة و اتمنى شخصيا ان تنجح الجمعية في توفير شروط الالتفاف حولها كتحدى اولي و ان تسهم في اعادة الثقة في جدوى وجودها اصلا بتبني خصلة الاصغاء لهموم المحاميات و المحامين و ان تخلق اجواء جديدة ترفع من مستوى النقاش المهني حول مستقبل المهنة و افاقها ……خدمة للدفاع و خدمة للوطن……
مجرد رأي و انطباع …مع بعض الأمل …
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر