قدم الباحث الإسباني، فسينتي موغا، وهو مدير الوثائق التاريخية بمليلة، إلى جانب زميلته، بيتليم بلانيلس كونت، باحثة بالوثائق التاريخية بمليلة، مساء الجمعة 11 أكتوبر الجاري، محاضرة حول “مسالك التراث المعماري لإيمليو بلانكو إيزاكا ببلاد الريف”.
وتحدث فسينتي خلال مداخلة له في المؤتمر الدولي حول :”شرق تاريخ بلاد الريف في التاريخ والآثار والمعمار”، الذي تنظيمه كل من مؤسّسة الإدريسي المغربية-الإسبانية للبحث التاريخي والأثري والمعماري، والكلية متعدّدة التخصّصات بالناظور، وجامعة محمد الأول، ومنتدى التعمير والبيئة والتنمية بالناظور”، بمدينة الناظور من 9 إلى 12 أكتوبر الجاري، عن الدور العسكري والثقافي الذي لعبه “إيمليو بلانكو” في منطقة الريف في المرحلة ما بين 1927 و 1945.
وأوضح الباحث الإسباني، أن “إيمليو بلانكو” انتقل “من دوره العسكري، إلى الدور الثقافي الذي ابتدأ سنة 1927 إلى 1945 في الريف”؛ وتحدث عن “تكوين إيمليو العسكري المحض في اشبيلية، ثم بعد ذلك انتقل إلى الريف من أجل مهمة التدخل العسكري والمراقبة”. وأضاف أن “مهتمه في البداية كانت المراقبة للسواحل، قبل أن يتحول إلى مهمة مراقبة كل ما يدور في جبال الريف”.
وأضاف فسينتي موغا، أن ما كان يقوم به إيزاكا “عبارة عن العمود الفقري للعمليات العسكرية وكل ما كانت تقوم به السلطات الإسبانية في الشرق الريفي”، مشيراً إلى أنه “سهر على تنظيم كل عمليات الريفيين الذين شاركوا في الحرب الأهلية باسبانية سنة 1936”.
وأضاف الباحث الإسباني في معرض مداخلته أن “إيزاكا” شارك في الحرب الأهلية الإسبانية، وكان من “المسهلين لانتقال أزيد من 60 ألف ريفي للمشاركة في الحرب الأهلية التي عرفتها إسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي”.
وأشار مدير الوثائق التاريخية بمليلة، إلى إن “إيمليو بلانكو إيزاكا” قام بتدوين كل الأحداث التي عاشها على شكل دفاتر وصور (عرضها في محاضراته) وهي تعبر عن المعالم العمرانية في الريف. “وأيضا قام برسم شكل القبائل الريفية قبل التواجد الكولونيالي”.
وقال فسينتي، إن بعض الرسومات واللوحات التي رسمها “إيزاكا” انتقلت إلى متحف “طوليدو” وهي “الرسومات واللوحات التي تمثل بعض الرقصات لنساء الريف في منطقة “إيبقوين” سنة 1932، كان يرسمها من أجل إعطاء صورة حول الواقع الثقافي للريف” وقدم المتحدث “نظرة حول الدور العسكري وأيضاً الدور الثقافي لإيمليو بلانكو إيزاكا ببلاد الريف”.
وعرضت زميلته، بيتليم بلانيلس كونت، باحثة بالوثائق التاريخية بمليلة، شريط مصور يؤثق الأعمال الثقافية من الرسومات واللوحات والأرشيف المتعلق ب”إيزاكا”.
هذا، وشهدت الفترة المسائية المنظمة ضمن اليوم الثالث (يومه الجمعة) من المؤتمر الدولي حول :”شرق تاريخ بلاد الريف في التاريخ والآثار والمعمار”، تنظيم عدد من الندوات والمحاضرات العلمية والتاريخية حول الريف، أطرها باحثون ومؤرخون.. ويتعلق الأمر ب:”
محاضرة حول “مناجم الريف الشرقي: تراث ثقافي وسياحي” للدكتور، علي أزديموسى، عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور. و “مسالك التراث المعماري لإيمليو بلانكو إيزاكا ببلاد الريف” للمؤرخ الاسباني، فسينتي موغا، وهو مدير الوثائق التاريخية بمليلة، و بيتليم بلانيلس كونت، باحثة بالوثائق التاريخية بمليلة، ومحاضرة ثالثة حول “الخصائص الفنية لمجوهرات بلاد الريف: إحياء تراث في طريق الاندثار” للباحث رفائيل السرفاتي، باحث ومرمم مختص في حلي الفضة لدى أمازيغ بلاد الريف”.
بالإضافة إلى محاضرة حول “أسماء محلية لمعالم في تزوطة وأحوازها ودلالتها التاريخية” للباحث يوسف السعيدي ، وهو باحث في تاريخ وحوليات الناظور. ثم مخاضرة حول ” بلاد كرط ما بعد احتلال مليلة وغساسة: قراءة في منهج الإصلاح عند عيسى البطوئي” للباحث عبد الوهاب برومي، وهو باحث بقسم الدكتوراه في تاريخ الريف الشرقي. ثم محاضرة أخرى تحت عنوان “أصول وجود اليهود بمدينة مليلة” للباحثة، نيكول الصباغ السرفاتي عن المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية وجامعة باريس.
ليختتم الدكتور أحمد الطاهري، أستاذ التعليم العالي – جامعة الحسن الثاني بالمحمدية وعبد المالك السعدي بتطوان، سلسلة المحاضرات لمساء الجمعة؛ بمحاضرة حول :” أصول العمران الحضري بشرق بلاد الريف: مليلة وغساسة وتزوطة”.
وقام محمد أتونتي، وهو نائب عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، بتسيير هاته المحاضرات والندوات.
تفاصيل المحاضرات واللقاءات المنظمة ضمن هذا المؤتمر الدولي المنظم بالناظور، سوف تجدونها في العدد القادم من جريدة “العالم الأمازيغي”.
منتصر إثري