البيان الختامي للمـؤتمر العاشـر لـأمازيـغ العالم

البيان الختامي للمـؤتمر العاشـر لـأمازيـغ العالمفي إطار العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية 2022-2032، وتحت شعار “ما هي التدابير العاجلة التي ينبغي اتخاذها لحماية، تنشيط وتعزيز اللغة الأصلية لسكان شمال إفريقيا ومنطقة الساحل”، وبتعاون مع جريدة “العالم الامازيغي”، وجمعية “تاروا ن تينيري” للفن والتنمية،  ودعم من مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، نظمت المنظمة الدولية غير الحكومية للدفاع عن حقوق الشعب الامازيغي، “أكراو أمادلان أمازيغ”، المعروف بـ”التجمع العالمي الأمازيغي“(AMA)، المؤتمر العاشر لأمازيغ العالم، في جهة واد درعة-تافيلالت، بمدينة ورزازات – جماعة ترميكْت، من 25 إلى 27 مارس 2022/2972.

حضر هذا المؤتمر، مناضلات ومناضلون وممثلون محليون، وشخصيات أمازيغية ومندوبون عن الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الأمازيغية بدول شمال افريقيا والدياسبورا، فضلا عن شخصيات أوروبية وممثلي بعض الشعوب الصديقة كالكاتلان، ممثلون (بالسيدة ماريا دانتاس (الحزب الجمهوري الكتلاني ERC) والسيدة كاريونا إيامولا دوسا عن “معا من اجل كاتالونيا”)، والكورد (في شخص السيد ابراهيم حكمت)، وأعضاء أسر المقاومة  وجيش التحرير الوطني المغربي(ALN)، ضمنهم السيد خليل المساعدي، وخضريتو محند حموتي، والدكتور محمد شطاطو، والسيدة امينة بن الشيخ، وشخصيات جزائرية منها السيد هشام عبود…

ولا يسع “أكراو العالمي الأمازيغي” إلا أن يتقدم بالشكر الجزيل لكل المشاركات والمشاركين من تامازغا واوروبا، وكذا السلطات المحلية والاقليمية، وبالأخص إلى السيد النائب البرلماني ورئيس جماعة  تارمبيكٌت، السيد يوسف شيري، الذين ساهموا بنشاط في النجاح الكبير والتنظيم الجيد لهذا المؤتمر العاشر لأمازيغ العالم ، والذي تميز بأجواء أخوية وودية وبناءة أكثر مقارنة بالدورات السابقة.

وقد افتتح هذا اللقاء، بكلمة للرئيس السابق رشيد الراخا، وكلمات المنظمين ومسؤولي المنظمات المدعوين لحضور الافتتاح،  وتكريم بعض الشخصيات الأمازيغية ( السيدة بلقيس الانصاري، رئيسة مؤسسة محمد علي اغ علي   طاهر الانصاري، والسيد حاما اغ محمود، وزير سابق(الطوارق)، والسيد محمد مماد، مدير القناة الثامنة-تامازيغت، والسيد ابراهيم اقديم من المغرب، والسيد علي ايت جودي، رئيس المنظمة الجزائرية غير الحكومية “ريبوست إنترناشيونال” ، ونوري نمري من تونس، والسيد محمد مسعود قنان من ليبيا، والسيد فؤاد احيدار، رئيس برلمان بروكسيل عن الدياسبورا.

بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي للمخرج الشاب رضوان هربال الموسوم بـ”لغة امي”، الذي انتجته الاذاعة والتلفزة البلجيكية الفرنكفونية،  بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربيو، بدعم من اليونيسكو.

واستمع الحضور، إلى كلمة المستشارة التربوية بسفارة اسبانيا، الوزيرة السابقة السيدة ماريا انطونيا تروخيلو رينكون، حول مبادرة الإدماج والنهوض باللغة الأمازيغية داخل المراكز الإسبانية بالمغرب.

كما القى الأنثروبولوجي واللغوي بجامعة الرباط الدولية ، الدكتور محمد اشطاطو ، ندوة افتتاحية حول موضوع “تعزيز وحماية وتنشيط اللغة الأمازيغية”.

بعد هذه الاشغال، طالب “أكراو العالمي الامازيغي” من أعضائه تقوية الشبكة الجمعوية والعمل ما أمكن على تعبئة المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وكذا التشكيلات السياسية المؤيدة للقضية الأمازيغية، من أجل الدفاع بحيوية أكثر عن حقوق ومصالح الشعب الأمازيغي والمجتمعات الناطقة بالأمازيغية في بلدان تامازغا والشتات في أوروبا وشمال أمريكا، والمشاركة بنشاط في استراتيجية العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية 2022-2032 من جهة، ومن ناحية أخرى ، القيام بعمل بيداغوجي لصالح سياسة الجهوية القائمة على أساس الحكم الذاتي للجهات كما صاغها “بيان تامازغا” في مؤتمر تيزنيت سنة 2013/2963.

ولا يفوت “أكْراو أمدلان أمازيغ” بهذه المناسبة، أن تشيد بقوة بموقف الحكومة الاتحادية الألمانية بزعامة السيد أولاف شولتز وكذا القرار الأخير للحكومة الإسبانية برئاسة بدرو سانشيز، فيما يتعلق بحل الصراع في الصحراء الأمازيغية المغربية، والتي يتناسب تمامًا مع مشروع أكْراو أمازيغ “ميثاق تامازغا“.

وعلاقة بإيقاع التغيرات السياسية التي تمس مصالح الشعب الأمازيغي والمجتمعات الناطقة بالأمازيغية، داخل دول تامازغا وما يعرفه وضع حقوق الإنسان من تدهور، فإن “أكراو العالمي الامازيغي” يعلن ويطالب بما يلي:

في ما يتعلق بالمغرب:

يرحب “أكراو الأمازيغي العالمي” بالرغبة والإرادة السياسية للحكومة المغربية الجديدة، التي انبثقت عن الانتخابات التشريعية الأخيرة في 8 سبتمبر 2021/2971 ، لأخذ الملف الأمازيغي على محمل الجد ومن ثم تخصيص ميزانية سنوية له.
يدعو “أكراو الأمازيغي العالمي” إلى تطبيق القوانين المتعلقة بتنفيذ الطابع الرسمي للأمازيغية. كما يدعو،  وعلى وجه السرعة إلى تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم الأولي والابتدائي، وتعيين شخصية تتقن جيدا موضوع معيرة وتوحيد اللغة الأمازيغية، على رأس المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

يصر “أكراو العالمي الأمازيغي” على الاعتراف الرسمي بالتقويم الأمازيغي ورأس السنة الامازيغية، ويذكر بمطلبه المتعلق بتغيير اسم “المغرب العربي” التمييزي بـ “المغرب الكبير” ، كما يجدد مطالبته بالإفراج عن جميع معتقلي “حراك الريف” الذين ما زالوا رهن الاعتقال، لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي، وتلبية الملف المطلبي لسكان الريف ووقف نهب ونزع الأراضي الجماعية للقبائل الأمازيغية المهمشة.

بخصوص الوضع في الجمهورية الجزائرية:

يطالب “أكراو العالمي الأمازيغي” السلطات الجزائرية، وتحديدا من الجنرالات العسكر الذين يتحكمون فعليا بزمام السلطة، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين ووضع حد لجميع أشكال التخويف والمضايقة القضائية والتجريم والتوقيفات والاعتقالات التعسفية للصحفيين والمدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والمتظاهرين وجميع النشطاء، ولا سيما المناضلين في منطقة القبائل، المتهمين جورا بالانتماء إلى حركة إرهابية، المتمثلة في “حركة تقرير المصير في منطقة القبائل (MAK) والتي لم يثبت قط أنها مارست أي عمل إرهابي.

كما يطالب “أكراو العالمي الأمازيغي” من السلطات الجزائرية الاستجابة الفورية لكافة المطالب المشروعة والديمقراطية لـ “حراك الجزائر”.

يطالب “أكراو العالمي الأمازيغي” السلطات العسكرية الجزائرية العليا بضمان المساءلة والرقابة الديمقراطية، وجعل المؤسسة العسكرية تحت الوصاية الفعلية لسلطة مدنية مشكَّلة بشكل شرعي وقانوني، والعمل على حصر دور الجيش  وجعل مهامه تقتصر بشكل صريح، بمقتضى  دستور شعبي جديد، على الأمور المتعلقة بالدفاع الوطني. كما يجب تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية فورية وشفافة، دون نسيان العودة إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع المملكة المغربية وفتح الحدود معها، والوقف الفوري لإرهاب الدولة الذي يمارس ضد الشعب الجزائري وباقي شعوب المنطقة، وخاصة  في منطقة الساحل.

الوضع في جمهورية ليبيا:

يدعو  “أكراو العالمي الأمازيغي” الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ممارسة المزيد من الضغط بهدف مغادرة “المرتزقة الأجانب” للأراضي الليبية وإشراك الأمازيغ بشكل فعال في المحادثات التي ترعاها لإيجاد حل توافقي وتشاركي من أجل السلام في ليبيا ما بعد الثورة.

يدعو أكراو العالمي الأمازيغي إلى إصدار ميثاق دستوري ديمقراطي جديد وشامل، وذلك عقب فشل انتخابات 24 ديسمبر 2021، يقضي بإرساء دولة اتحادية تسمح للشعب الليبي بالإدارة الذاتية والحفاظ على خصوصياته في إطار ديمقراطية تشاركية.

يؤكد “أكراو العالمي الأمازيغي” دعمه الكامل لأمازيغ ليبيا، وللمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا ، وموقفهم الثابت بمقاطعة أي استشارة انتخابية، سواء كانت رئاسية أو تشريعية، طالما لم يتم  التنصيص والاعتراف الرسمي في النص الدستوري المعدل باللغة والهوية الأمازيغيتين، داخل ليبيا الجديدة ؛

بخصوص طوارق ازواد والنيجر:

إن “التجمع العالمي الأمازيغي” يدين بكل قوته الجرائم النكراء التي ترتكبها الجماعات الإرهابية ضد السكان المدنيين في منطقة الساحل على الحدود الثلاثة ، ولا سيما في أزواد ، ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذا التطهير العرقي.
يؤكد أكراو الأمازيغي العالمي أن مفتاح الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء الكبرى يجب أن يتجاوز اتفاقيات الجزائر ، وأن ينظر بجدية في منح إقليم أزواد الحكم الذاتي ، والذي من شأنه أن يسمح للسكان المحليين بالإدارة الذاتية، في إطار دولة مدنية اتحادية ومتعددة في مالي.

يدين أكراو العالمي الأمازيغي بشدة تصريحات الرئيس النيجيري الجديد، السيد بازوم محمد، الذي يدعي أنه يريد “محاربة التعصب القومي للطوارق”، كما فعل سلفه، كوسيلة لوصم أمازيغ النيجر مرة أخرى ورسم صورة سيئة عنهم. وهي تصريحات تذكرنا بالحقبة الاستعمارية البائدة، ونحن نعلم ما يمكن أن تسببه من عواقب وخيمة على السلم الاجتماعي.

إن  أكراو العالمي الأمازيغي يطالب بشكل عاجل من المنظمات الأمازيغية ومنظمات حقوق الإنسان بإبداء تضامنها مع مجتمعات “إيموهاغ” ولفت انتباه المنظمات والمؤسسات الدولية للعمل على  ضمان الدفاع عن أمن السكان المدنيين.

أمازيغ الدياسبورا في البلدان الأوروبية:

يدعو أكراو العالمي الأمازيغي المواطنين الأمازيغ في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات فيما يتعلق بالتوعية بهويتهم وخصوصياتهم اللغوية، والاحتجاج بقوة ورفض معاملتهم كـ “عرب” من الخليج العربي وليس كأمازيغ من شمال إفريقيا.

يطالب أكراو العالمي الأمازيغي دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساتها الدبلوماسية في تامازغا المشاركة في العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية 2022-2032 والتعاون مع اليونسكو من أجل إعادة الاعتبار، بشكل عاجل، للغة والثقافة والهوية الأمازيغية، من خلال تعليمها لأبناء الدياسبورا الذين يشكلون الأغلبية المطلقة للمهاجرين في البلدان الأوروبية، القادمين من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، ودمجها في مراكزهم الثقافية والتعليمية المعتمدة في بلدان تامازغا.

ويصر أكراو العالمي الأمازيغي على أن تأخذ الحكومات الأوروبية بعين الاعتبار الهوية واللغة الأمازيغيتين ضمن سياسات الاندماج والبرامج التعليمية المتعلقة بأطفال الجاليات المهاجرة، وكذا في سياستها الخارجية وعلاقاتها مع دول شمال إفريقيا؛ وذلك من أجل كبح التطرف السلفي في أوساط الشباب المنحدر من أصول شمال إفريقية.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر العاشر لأمازيغ العالم المنعقد بورزازات، أفضى إلى تجديد هياكل ” AMA” (AGRAW AMADLAN AMAZIGH)، من خلال انتخاب مكتب كونفدرالي جديد ومجلس كونفدرالي جديد، برسم الفترة المقبلة 2022-2026 / 2972-2976 .

ووفقاً للنظام الأساسي لـ”AMA”، ترأست السيدة سعاد بنقشوح أشغال هذه الدورة، وتم عرض التقريرين الأدبي والمالي برسم الفترة 2018-2021 / 2968-2971، وبعد مناقشة التقريرين المذكورين أعلاه والمصادقة عليهما، أسفرت أشغال المؤتمر على إعادة انتخاب السيد رشيد الراخا بالإجماع في منصبه كرئيس للمنظمة غير الحكومية، ووضعت فيه الثقةمن أجل تشكيل المكتب الكونفدرالي الجديد، كما ثم انتخب المؤتمر  أعضاء المجلس الكونفدرالي.

ويتكون المكتب الكونفدرالي الجديد من الأعضاء الآتية أسماؤهم:

  • السيد رشيد الراخا، الرئيس الدولي ل أكراو العالمي الأمازيغي (AMA).
  • السيد د. ميمون شرقي، الرئيس الشرفي، ومكلف يالشؤون القانونية.
  • السيد حسن دوحو، رئيس منتدب بفرنسا.
  • السيدة سلوى غربي، رئيسة منتدبة بإسبانيا وكتالونيا.
  • السيد سكوتي خضير، رئيس منتدب بالجزائر.
  • السيدة أمينة بن الشيخ، رئيسة منتدبة بالمغرب.
  • السيدة بلقيس الأنصاري، رئيسة منتدبة لدى طوارق أزواد
  • السيد سيدو كاوسين مايغا، رئيس منتدب لدى طوارق النيجر
  • السيد حما أغ محمود، رئيس منتدب بموريتانيا
  • السيدة ثريا أبركاني، كاتبة عامة وممثلة أكراو في ألمانيا.
  • السيد منتصر احولي، نائب الكاتب العام.
  • السيد محمد بيهمدن، أمين المال
  • السيد عيسى عقاوي، نائب أمين المال.
  • السيد الحسيني آغ شيخو، السفير المتجول لثقافة الطوارق.

وتم تشكيل لجنة تحضيرية، بتنسيق من السيدة رشيدة إمرزيك، من أجل إحداث فرع “أكراو العالمي الأمازيغي” بالمغرب، وفقا للقوانين والتشريعات المغربية. كما سيكون السيد حسن دوحو مسؤولاً عن تجديد هياكل الفرع الفرنسي لـ ” أكراو العالمي الأمازيغي – فرنسا (AMAF)”. . ويرتكز المكتب الجديد ، هذا العام وفي السنوات المقبلة، على إنشاء فروع أخرى في تامازغا وفي البلدان الأوروبية، بدءًا بتمثيليات ليبيا وتونس وجزر الكناري.

ملاحظات:

 

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *