التفاصيل الكاملة حول أحداث العنف بجامعة إبن زهر بأكادير

تقرير: حميد أيت علي “أفرزيز”

بالكاد لا تخلو الجامعة المغربية من العنف المادي و الجسدي، الذي يُمارس على مكون “الحركة الثقافية الامازيغية” في مواقعها الجامعية، وكذا الطلبة الامازيغ الذين إختاروا الشعبة الامازيغية في مسارهم الدراسي بموقع فاس وأكادير؛ إذ تعرض طلبة الشعبة الامازيغية صباح يوم السبت 19 ماي 2018 بجامعة إبن زهر أكادير، لهجوم من طرف فصيل يسمي نفسه “الطلبة الصحراويين” الموالين لجبهة البوليزاريو الانفصالية، لحظة اجتيازهم لآخر يوم من إمتحانات الدورة الربيعية، منفذين وعدهم بالهجوم والغدر الذي أعلنوا عنه ليلة الجمعة 18 ماي 2018 في حلقية لهم اعتبروها “حلقية تقريرية”.

في تصريح طالبة بالشعبة الامازيغية لجريدة “أمضال أمازيغ” فضلت عدم ذكر إسمها، والتي إجتازت الامتحان صباح يوم السبت، تفيد أن طلبة ينتمون لفصيل “الطلبة الصحراويين”، كانوا على المدخل الرئيسي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إبن زهر، يتم توقيف الطلبة المقبلين على الامتحانات من طرفهم، وينزعون ملابسهم وهواتفهم، وكذا تصفح بطاقاتهم الوطنية، وتهديد الطالبات بالاغتصاب والضرب، مخلفين بتهديداتهم وعنفهم جوا من الرعب والخوف في نفوس الطلبة المقبلين على أخر يوم من إمتحانات الدورة الربيعية.

وتضيف الطالبة، أنه بعد ولوجنا لقاعة الامتحان “بدأ طلاب ملثمين يحومون حول القاعة، وبدأ الصراخ والتراشق بالحجارة، دام الوضع لقرابة أربعين دقيقة، شعرنا بهدوء نسبي لنغادر القاعة بعد أن تم تأجيل الامتحان لأجل غير مسمى، لنجد ساحة الكلية كلها أحجار و طاولات وكراسي مكسرة، يخيل إليك أنك في ساحة حرب أو مرت كارثة طبيعية بالمكان؛ نيران تلهب مجلتي “الحركة الثقافية الامازيغية” وقواة الامن خارج الكلية، مع صراخ الطالبات يصدح بالساحة بعد دخول طلبة ملثمين ينتمون “لفصيل الطلبة الصحراويين” يضربون الطالبات والطلبة بالشعبة الامازيغية، كان جحيم لا يطاق ولم ينجو أحدا من ضرباتهم وسبابهم، وبأعجوبة تسللنا رفقة الكثير بين أيديهم المتوحشة، ونجونا من هذا الكابوس الذي لا يزال يطاردنا نحن الطلبة الامازيغ”.

هذا وعرفت جامعة إبن زهر إستنفارا أمنيا، ومطاردات ورشق بالحجارة منذ صباح يوم السبت إلى حدود الحادية عشر ليلا من نفس اليوم، تم فيه تأجيل الامتحانات لطلبة الشعبة الامازيغية، بعد أحداث العنف التي عرفتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية؛ واقتحام بيت طلبة أمازيغ بحي “الداخلة”، من طرف “السلطات الامنية” على الساعة الثانية عشر زوالا من يوم السبت، واعتقال كل من يتواجد في المنزل وعددهم “32 طالب”، أطلق سراحهم جميعا بعد ساعات من التحقيقات التي أفضت بغياب أي علاقة بالطلبة المعتقلين وأحداث صبيحة يوم السبت.

في تصريح للطالب “ن” لجريدة “أمضال أمازيغ” بعد الافراج عنه بمعية زملائه، أكد أن الاقتحام لبيتهم من طرف السلطات كان على غفلة منهم وهم نيام جميعا، ولا توجد أي علاقة تربط بينهم وبين ما حدث بالجامعة، حيث يؤكد الطالب أن خبر العنف المندلع بالجامعة عرفوه من طرف من إعتقلهم لحظة التحقيق معهم.

في تدوينة استاذ بشعبة الدرسات الامازيغية  “الحسين اليعقوبي” على صفحته “الفيسبوكية”، بإعتباره شاهد عيان على أحداث صبيحة يوم السبت 19 ماي 2018، صرح بدخول الطلبة الذين تمكنوا من الحضور للقاعتين 1و2 ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا لاجتياز مادته شخصيا، حيث “كانت الأجواء مشحونة بسبب احساس الجميع بتوتر الوضع، وكان الترقب هو السائد. وزعت الأوراق كالعادة، وبدأ الطلبة في الاجابة على السؤال المطروح، تحت ضغط الخوف مما سيقع بل هناك من الطالبات من بكين من شدة الخوف”.

بعد مضي نصف ساعة يضيف أستاذ الشعبة الامازيغية، “بدأ الصياح يعلو في الساحة، بقي الطلبة في قاعاتهم لاتمام الامتحان، وفي الساحة أصبح الكل يركض في كل الاتجاهات، خاصة في اتجاه الباب الرئيسي للكلية، وبدأ التراشق بالحجارة بين أشخاص أغلبهم ملثمين ويصعب تحديد هويتهم، كما ظهرت الأسلحة البيضاء والهراوات واستمر الصراع قرابة الساعة، في الممرات الداخلية للكلية وأمام الباب الرئيسي، وبقي الأساتذة في قاعاتهم يسعون لتوفير الظروف المواتية لاجتياز الامتحان، ويتناوبون على الحراسة لمتابعة الأوضاع عن بعد. لينتهى الامتحان الأول على الساعة 10 صباحا وأخبر الطلبة بتأجيل اجتياز المادتين المتبقيتين لوقت لاحق”.

بيان “التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الامازيغية”، إعتبر ما تعرضت له “الحركة الثقافية الامازيغية موقع اكادير” من استفزازات، وتهديدات للمناضلين بتصفيتهم جسديا ونعتهم بأحقر النعوت، من طرف عصابة إجرامية “مسلحة”، لا علاقة لها  بالواقع الطلابي من شيء، بمثابة محاولة منهم لجر “الحركة” الى مستنقع العنف، وخلق صراعات هامشية، وخطة مدروسة تحاك ضد “الحركة” على المستوى الوطني،  كإستراتيجية و محاولة  منهم لثني “الحركة” عن إستكمال مشروعها التنويري.

وحسب بيان “الحركة الثقافية الامازيغية موقع أكادير”، أكدت فيه أن مناضليها تعرضوا للاستفزازات طيلة السنة؛ وجاء في ذات البيان أن “مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع اگادير تعرضوا صباح يوم السبت 19 ماي 2018، أثناء اجتيازهم للامتحانات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، لهجوم غادر من طرف شردمة إرهابية تسمي نفسها ب(الطلبة الصحراويين)، مخلفين إصابات في صفوف المناضلين والطلبة، مدججين بمختلف أنواع الأسلحة (حجارة، أسلحة بيضاء، سيوف …)”.

في ما نشرت الدولة الوهمية التي تسمي نفسها “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” بيان تُحمِّل فيه المسؤولية الكاملة لدولة المغرب في وفاة الطالب الذي إعتبرته أحد مناضليها، واصفة النظام المغربي “بالمتفنن في هكذا جرائم ضد الشعب الصحراوي الاعزل، محاولة منها ثنيهم عن مواصلة درب المقاومة والنضال”، واصفة الدولة المغربية “بالمحتلة الرامية الى تصفية كل صوت صحراوي حر يطالب بحقه المشروع في الحرية والاستقلال ويرفض القهر والاحتلال” حسب تعبير بيان الدولة الوهمية.

يذكر أن السلطات المحلية لعمالة أكادير إداوتنان، أفادت أن “شخصا لقي مصرعه فور وصوله إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير”، وذلك جراء إصابات تعرض لها صبيحة يوم السبت 19 ماي 2018 بجامعة إبن زهر؛ فيما تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة لمعرفة الظروف والملابسات التي أدت بوفاة الطالب المسمى قيد حياته “عبد الرحيم بدري” المنحدر من مدينة گلميم المغربية، والذي دفن بقريته في الساعات الاولى من صباح يوم الاحد 20 ماي 2018.

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *