تزامنا مع الاحتفال بعيد العمال الأممي الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة، وبدعوة من فعاليات مدنية حقوقية وتنموية بتافروات، احتشد المئات من ساكنة تافراوت وأهالي أدرار في مسيرة غاضبة جابت أهم شوارع المدينة، معبرين من خلالها عن اعتراضهم ورفضهم المطلق لتهجير ساكنة المنطقة من أراضيها والسطو على ممتلكاتها تحت ذريعة تحديد الملك الغابوي،وفي مقدمتها شجر أركان بقوانين وظهائر تعود إلى عهد الإستعمار.
وطالب المحتجون الذين انطلقوا من أمام الثانوية الإعدادية الأطلس بطريق أملن مرورا بالشارع الرئيسي بتافراوت وصولا إلى الساحة المقابلة لمقري البلدية والباشوية ومندوبية المياه والغابة، (طالبوا) بإلغاء ما وصفوها بالقوانين والظهائر الاستعمارية ومراسيم الظلم والإهانة المسماة مراسيم التحديد الإداري للملك الغابوي، مؤكدين عزمهم الاستمرار في الأشكال الاحتجاجية التصعيدية وكل أشكال النضال حتى يتم التراجع واسقاط المرسومين القاضيين بنزع أراضيهم وممتلكاتهم وجردهم من مصدر عيشهم، باستعمال القوانين التي سنها الاستعمار انتقاما من القبائل الأمازيغية التي قاومته بشرسة في الحقبة السوداء من الإستعمار. على حد تعبيرهم
ورفع المتظاهرون شعارات غاضبة من الدولة المغربية ويافطات تحمل شعارات غاضبة من الحكومة أبرزها: “الحق في ملكية الأراضي أأساس وجود الإنسان الأمازيغي” و”أهل قبائل أدرار ينددون بسياسة نزع الأراضي بسوس الكبير التي تنهجها الحكومة” محذرين في السياق ذاته، من أن نزع أراضيهم وممتلكاتهم قد يهدد السلم الاجتماعي والاستقرار العام، كما رفعوا شعارات تستنكر سياسة الدولة اتجاه ساكنة تافروات وعموم قبائل أدرار من قبيل “علاش جينا واحتجينا أكال اللّي مشى لينا” و”بوغابة سير فحالك تافراوت ماشي ديالك..” واصفين التحديد الغابوي بالتهجير القسري للساكنة، وفي تصريح “للعالم الأمازيغي” أوضح الناشط والشاعر محمد فريد زلحوض، بأن “مسيرة اليوم الأحد فاتح ماي تأتي للتأكيد على رفض الساكنة المطلق للمرسومين اللذين تحاول من خلالهما الحكومة المغربية نزع أراضينا وممتلكاتنا” وأضاف: “مسيرة اليوم شارك فيها جل القبائل والمناطق المتضررة” مؤكدا على أن الساكنة عازمة عن المضي قدما في الدفاع والترافع عن أراضيها بما في ذلك رفع دعاوي قضائية ضد الحكومة المغربية.
بدوره، قال عضو اللجنة التنظيمية للمسيرة، محمد القاسمي “للعالم الأمازيغي” بأن اليوم “نظمنا مسيرة إحتجاجية سلمية ضد المرسومين الاستعمارين الجائرين اللذين تستعملهما المندوبية السامية للمياه والغابات، محاولة منها لنزع أراضينا وشجر أركان” لهذا يضيف المتحدث “خرجت اليوم الساكنة التفراوتية لكي نقول للجميع بأننا أصحاب حق وأصحاب هذه الأرض ولكي نقول لبوغابة وللمخزن، لا لسلب أراضينا وتجريدنا من ممتلكاتنا ومصدر وجودنا، وفي ردّه عن سؤال ماذا لو لم يتم إسقاط هذه الظهائر قال القاسمي بأن “الساكنة وكل المتضررين مستعدين لتنظيم أشكال نضالية تصعيدية إلى أن يتم التراجع وإسقاطهما”.
بدوره، أشاد الناشط والفاعل الجمعوي، خالد عقيلي، بالناجح الذي حققته مسيرة فاتح ماي بتافراوت قائلا: لأول مرة تخرج فيه الساكنة بهذا العدد الهام من أبناء المدينة، وأضاف في تصريح “للعالم الأمازيغي” بأن ساكنة قبائل أدرار وعموم سوس الكبير ترفض المرسومين القاضيين بنزع أراضيهم، وزاد على مثني ذات التصريح “نطالب الحكومة المغربية بإسقاط هذه الظهائر وهذه القوانين التي يتم بموجبها نزع أملاكنا وممتلكاتنا”.
وعلى منوال عقيلي صار الناشط حسن رضوان وقال “للعالم الأمازيغي” بأن “الساكنة خرجت اليوم في مسيرة سلمية تنديدية بالمرسومين المشؤومين القاضيين بنزع أراضنا، ولكي لا يسجل علينا التاريخ السكوت والخمود كما سجلوه على البعض من أبناء المنطقة الذين نلومهم بالمناسبة على بيعهم أراضي تافراوت للمندوبية السامية للمياه والغابات وقاموا بتفوت أملاكنا التي دافع عليها اجدادنا” وأضاف “نحن اليوم بمتابة حائط سد لهؤلاء ولكي نقول لأصحاب هذين المرسومين باننا لن ولم نعترف بهما “.
الفاعل الجمعوي الحسين الحسيني، أكد بدوره أن المشاركة في مسيرة اليوم إلى جانب باقي تنظيمات المجتمع المدني بتافراوت تأتي من أجل التنديد بسياسة نزع آراضي الساكنة المحلية تحت دريعة التحديد الملك الغابوي، واصفا، المرسومين الحكوميين رقم 2.13.939 والصادر بتاريخ 10 فبراير 2016 والمرسوم الثاني رقم 2.14.769 والصادر بنفس التاريخ 10 فبراير2016، بأنها مراسيم مجحفة في حق الساكنة، وزاد قائلا “مشاركتنا اليوم جاءت لكي تصل رسالتنا للمسؤولية على المياه والغابات وللحكومة ولكل المسؤولين عن هذا الملف” وأضاف “الأراضي التي يتم نزعها تعود للساكنة بمقتضى قوانين وأعراف وهي أملاك الخواص لا تتوفر عليها معاير الملك الغابوي”، وأبرز المتحدث أن ملف “الأراضي يهم جميع التفراوتين والتفراوتيات بعيدا عن أي مزايدات”. على حد تعبيره.
جدير بالذكر، أن رئيس الحكومة المغربية صدق مؤخرا على المرسومين الحكوميين رقم 2.13.939 والصادر بتاريخ 10 فبراير 2016 المتعلق بتحديد ما أسمته مندوبية المياه والغابات بــقسم ”تافراوت” الواقع بتراب الجماعات أملن وتهالة وتافراوت، والمرسوم الثاني رقم 2.14.769 والصادر بنفس التاريخ 10 فبراير 2016 المرتبط بتحديد ما أسمته المندوبية المذكورة بقسم ”إغشان” الواقع بتراب جماعات تهالة وتارسواط وأيت وفقا بدائرة تافراوت؛ ومراسيم أخرى متعلقة بمناطق متعددة بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني، وهذا ما دفع بساكنة جهة سوس ماسة للاحتجاج تنديدا بما قالت عنه محاولة نزع أراضيهم وممتلكاتهم من طرف مندوبية المياه والغابات.
تافراوت: منتصر إثري