استنكرت جمعية الجامعة الصيفية لأكادير ما وصفته التعثر الذي يعرفه ملف الأمازيغية منذ 2011 على جميع المستويات، والذي من تجلياته “عدم إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بدون مبرر معقول والعراقيل الكثيرة الموضوعة أمام تدريس الأمازيغية ومنها التلكؤ في تعميمها وإجبار مدرسي هذه اللغة على تدريس مواد أخرى وغموض وضعية الأمازيغية في مشروع الرؤية الإستراتيجية 2015-2030 للمجلس الأعلى للتربية والتكوين وعدم فتح آفاق مهنية أمام خريجي الدراسات الأمازيغية إلى جانب تقزيم حضور الأمازيغية في الإعلام المغربي عن طريق التساهل مع وسائل الإعلام في عدم احترامها لمضمون دفاتر التحملات ثم عدم توفير ما يكفي من الدعم لهذا الإعلام لأداء الأدوار المنوطة به”.
وأكدت الجمعية في بيان أصدرته أمس، الثلاثاء 25 شتنبر 2018، على ضرورة الحفاظ على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مؤسسة علمية تعنى بالنهوض بهذه الثقافة وخلق شعب للدراسات الأمازيغية في كل الجامعات المغربية، ودعت لتأسيس هيأة أو وكالة وطنية لتتبع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية كما هو معمول في بعض الدول المجاورة (نموذج الوكالة الوطنية لتفعيل رسمية اللغة الكاطلانية –اسبانيا).
وطالب بيان الجمعية، بالإفراج عن كل معتقلي حراك الريف وفتح صفحة جديدة مع هذه المنطقة على أساس احترام ذاكرة المنطقة وخصوصياتها الثقافية واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات عن طريق التوزيع العادل للثروات، وهي نفس المطالب الواجب تحقيقها في كل ربوع الوطن.
وسجل البيان، ارتياح مكتب جمعية الجامعة الصيفية لأكادير، للمستوى الذي وصلت إليه الجمعية ولنجاح وتنوع الأنشطة المنظمة خلال السنتين الماضيتين (الاحتفاء مرتين بالدكاترة الجدد، ندوة وطنية حول القوانين التنظيمية للأمازيغية ببلفاع، دورة تكوينية للفاعلين الجمعويين، التنسيق مع الجماعات والمجالس المحلية (أكادير، انزكان، بلفاع، تزنيت، تغازوت)، تنظيم دورتين علميتين دوليتين ناجحتين (2017-2018)، إصدار كتابين مهمين (الأمازيغية في الوسط الحضري والأمازيغية والقيم المجتمعية والعيش المشترك)، التحضير لإصدار الكتاب الثالث (الأمازيغية في عالم الرقمنة)، الانخراط في الدبلوماسية الثقافية وتنسيق مبادرات للتعاون الدولي بين جهة سوس ماسة وجهة جزيرة فرنسا، الانفتاح على الفاعلين السياسيين ومدبري الشأن العام المحلي، التنسيق مع جامعة ابن زهر، الحضور في وسائل الإعلام، المشاركة في معرض الكتاب الأمازيغي بباريس وحضور إصدارات الجمعية بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء والمشاركة في تنشيط بعض فقراته والتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني الأكاديري للتصدي للقرار الجماعي الرامي لفلسطنة أزقة حي القدس بأكادير، ثم المساهمة بقوة في تنظيم حفل تأبين المرحوم محمد مونيب،…)، وهذا كله بفضل انخراط وتفاني أعضاء المكتب العاملين ودعم أعضاء مجلس الجمعية والمتعاطفين معها كل من موقعه وقدراته وهو ما جعل إشعاع الجامعة الصيفية يتعدى المجال الجهوي والوطني إلى الدولي، بشهادة متتبعي الشأن الثقافي بالمغرب. وأكد المكتب عن ارتياحه لتوسع دائرة شركاء ومدعمي الجمعية (المجلس الجماعي لأكادير، المجلس الجهوي لسوس ماسة، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وزارة الثقافة، جمعية تيميتار، جامعة ابن زهر، المجالس المحلية)، ما أسهم في تنوع وديمومة ونجاح أنشطتها على طول السنة، ويجدد المكتب شكره لشركائه على ثقتهم ويعدهم بمواصلة المسير بنفس الوثيرة والنجاح.
وأعلنت الجمعية عن استعدادها وبنفس الجدية والحيوية لتجعل من سنة 2019 سنة الاحتفال بالذكرى 40 لتأسيسها (1979-2019) وفق برنامج سنوي يليق بتاريخ ومكانة الجامعة الصيفية في النسيج الجمعوي الأمازيغي والنسيج المدني عموما بالمغرب.
واختتم البيان بدعوة مكتب الجمعية كل مكونات الحركة الأمازيغية بالمغرب لتوحيد صفوفها وتجديد خطابها ونخبها وأساليب عملها واستراتيجيتها بما يتوافق والسياق الحالي الذي يستوجب إيجاد حلفاء ديمقراطيين لتجاوز التحديات الآنية والمستقبلية.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني