وكالة الأنباء الجزائرية ـ نوهت اليوم الخميس الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية بقرار رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة، القاضي بتكريس السنة الأمازيغية ينّاير عيدا وطنيا رسميا.
وفي هذا الصدد أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية، سي الهاشمي عصاد, برئيس الجمهورية نظير القرار الذي أعلن عنه الأربعاء خلال مجلس الوزراء, مصرحا “لقد أكد مرة أخرى انه دائما في الموعد مع التاريخ حاملا لرؤية مستقبلية خدمة لاستقرار البلاد والوحدة الوطنية”.
وأبرز في هذا الخصوص أن ترسيم يناير يعتبر “قفزة نوعية في تعزيز تلاحم المجتمع الجزائري” و “حافزا اضافيا لمواصلة الجهود من اجل التعميم التدريجي للغة الامازيغية عبر كامل التراب الوطني”.
كما ذكر بان هذا القرار يأتي بعد سنة من دسترة الامازيغية كلغة وطنية و رسمية مضيفا انه “لأول مرة منذ استرجاع السيادة الوطنية سيتم الاحتفال بيناير بشكل رسمي في الجزائر.
ومن جهته ذكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, صالح بلعيد أن “حضارتنا قائمة على الثلاثية: الاسلام والعروبة والأمازيغية” مؤكدا على المجهودات التي تبذلها الجزائر لحماية مكونات الهوية من خلال دسترة اللغة الأمازيغية التي “تعطي للمواطنة اللغوية بعدها الكامل وتؤكد التكامل بين اللغتين الامازيغية والعربية”.
أما أستاذ اللسانيات ومدير المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم الأمازيغية, عبد الرزاق دوراري فوصف هذا القرار ب”بالمهم جدا” بحيث كرست من خلاله الدولة “رموز وحدة شعبها”.
كما نوهت أحزاب وطنية برئيس الجمهورية نظير قراره “الشجاع” بتكريس ينّاير يوم عطلة مدفوعة الأجر ابتداء من تاريخ 12 يناير 2018.
وهو الحال بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني الذي أشاد على لسان نائبه السعيد خضاري بقرار رئيس الدولة “الذي سعى إلى تعزيز وحدة الشعب الجزائري أكثر”.
وفي ذات السياق نشر النائب الحر عن ولاية تيزي وزو, نور الدين آيت حمودة, على صفحته في الفايسبوك قائلا “أخيرا نال ينّاير المكانة التي يستحقها” منوها ب “مكسب تاريخي آخر لنضال الهوية” والذي يجب استكماله “بإنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية التي تضمن ترقيتها”.
من جهته, اعتبر حزب جبهة القوى الاشتراكية على لسان عضوه القيادي حسان فرلي أن قرار رئيس الجمهورية “ثمرة نضال طويل ما فتئت تقوم به جبهة القوى الاشتراكية لصالح ترقية اللغة والثقافة الأمازيغيتين” مؤكدا أن “النضال السلمي وحده يأتي بثماره”.
ومن جانبه, ثمن نائب جبهة المستقبل خالد تزغارت هذا التكريس بحيث وصف قرار رئيس الجمهورية ب”الشجاع” وبأنه يبشر ب “مستقبل أفضل” للبلد.
أما رئيس جبهة الجزائر الجديدة, جمال بن عبد السلام فقد رحب هو الآخر بهذا القرار معربا عن أمله في رؤية الثقافة و اللغة الأمازيغية تستفيدان من مكاسب أخرى في المستقبل.
كما رحب وزراء بقرار رئيس الجمهورية القاضي بتكريس 12 يناير كيوم عطلة مدفوعة الأجر, إذ وصف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي هذا القرار “بالتاريخي هدفه تكريس القيم الوطنية” حيث قال أن هذا القرار الذي جاء بعد دسترة اللغة الأمازيغية في التعديل الدستوري الأخير, يهدف أيضا “لتكريس الوحدة الوطنية”, مبرزا في السياق ذاته ان اللغة الأمازيغية ” متواجدة في كل مناطق الوطن”.
واعتبرت بدورها وزيرة التربية الوطنية, نورية بن غبريت أن قرار تكريس اللغة الأمازيغية يعد بمثابة “إجراء هام” جاء ليكمل كل الإجراءات المتخذة في إطار الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية.
وذكرت الوزيرة بأنه خلال الموسم الدراسي 2016 /2017 تم الاحتفال في أكثر من 27.000 مؤسسة تربوية عبر كافة التراب الوطني برأس السنة الامازيغية (12 يناير), مضيفة أن تدريس اللغة الامازيغية بالجزائر انتقل من 11 ولاية في 2014 إلى 38 ولاية هذه السنة.
وكان رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة, قد أعلن الأربعاء الماضي عن قراره المتعلق بتكريس يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر, كما أمر الحكومة بعدم ادخار أي جهد لتعميم تعليم و استعمال اللغة الأمازيغية وفقا لجوهر الدستور مع تكليف الحكومة بالإسراع في إعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية.