الجزائر الإتحاد الأوروبي والبوليساريو: عواقب إستفزاز الثيران

الحسين بوالزيت صحفي وباحث في التاريخ

البشير الوالي السيد( شقيق مؤسس جبهة تحرير الساقية الحمراء وواد الدهب)، شبه مؤخرا سياسات ومغامرات زعيمه براهيم غالي بإيقاض الضبع والنوم عند رجليه. في إشارة الى إستفزازات مليشيات الجبهة للقوات المسلحة الملكية المغربية في الصحراء المغربية. ويحق لنا اليوم ان نشبه مغامرات شنقريحة وتبون بسياسة إستفزاز الثيران ومسكها من قرونها، وذلك لوصف قرار الجزائر الأخير الذي حاول فرض عقوبات مالية وتجارية على إسبانيا. وهنا نطرح السؤال التالي:

ماذا نفهم من التحذير الأوروبي للجزائر من المساس بمصالح أحد أعضائه؟

لقد سبق للرئيس الانقلابي محمد ابراهيم بوخروبة المعروف ببومدين -نسبة الى أحد أولياء الجزائر المشهورين- تشبيه البوليزاريو “بحصى صغيرة في حذاء المغرب” حصى أريد منها فرملة أي تقدم مغربي، بل أريد منها عرقلة مسيرة المغرب بلدا وشعبا دو إمتدادات تاريخية وانتروبولوجية قوية في الشمال الافريقي ومنطقة الساحل، ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه المقولة -النظرية- البومديانية تأتي عكس خطط بوخروبة وانصاره المتحمسين، الى درجة يمكن لنا ان نقول ان السحر قد إنقلب فعلا على الساحر وأن الثعبان بدأ ينقلب على مروضه – العيساوي – فالبوليزاريو أصبحت اليوم وبالدليل الملموس والواضح حجرة في حذاء عسكر المرادية، حجرة أصبحت تعيق وتحكم كل تحركات البطانة الحاكمة في المرادية، تحكمهم قلبا وقالبا، وياله من قالب ومقلب!!!

الجزائر اليوم حسب كل المتتبعين لشؤونها أصبحت رهينة أفكارها البالية أفكار بوخروبة وانصاره الذين مازالوا يحكمون الجزائر من القبور وفق منطق الحرب الباردة والتنائية القطبية، الشيئ الذي جعلها ترفض كل الصيغ المنطقية من أجل تسوية الخلاف مع المغرب، او على الأقل حصره في حدوده الدنيا كما كان عليه الحال قبل قرار قطع العلاقات الاخير وهو في نظرنا شيءٌ ثقيل ومكلف للغاية، ليس دبلوماسيا فحسب، ولكن سياسيا، إنسانيا أيضا.

وهو شيء ثقيل ليس فقط بالنظر الى العلاقة التنائية مع المغرب، بل يتجاوز ثقل ذلك الى العلاقة مع المحيط الخارجي للدولتين معا، ونخص بالذكر هنا جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، فهذا الثكتل الاقتصادي الكبير والقوي لا تستطيع الجزائر اليوم مواجهته ندا للند كما فعل المغرب في الآونة الاخيرة، وكما كان يفعل دائما عندما يحس بتهديد مصالحه الاستراتيجية. كما انه قوة إقتصادية لا يمكن للقررارت الجزائرية الطائشة ان تمس بمصالح احد أعضائه ونخص بالذكر هنا إسبانيا التي صعدت بها الاحداث الأخيرة في المنطقة الى أعلى درجات سلم التوترات الإقليمية.

فالاتحاد الاوروبي لا يعامل بالطريقة التي ارادها تبون وشنقريحة وزيرهم في الخارجية رمطان لعمامرة، فمحاولة جر إيطاليا الى مستنقع الصراع ورقة محروقة من الأصل نظرا لطموحات إيطاليا والتي تتقاطع في جوهرها مع طموحات الاتحاد الاوروبي في المنطقة وخصوصا في ليبيا التي تشكل أولوية بالنسبة لايطاليا بحكم الماضي الاستعماري، وثانيا بحكم الرصيد الهائل من الأموال والوثائق دات الصلة. لذلك فالدولة الايطالية فطنة للعبة الجزائرية المفضوحة أصلا والتي تحاول من خلالها تعبئة ايطاليا وجعلها إطارا إحتياطيا لعربتها المهترئة والمتلاشية والمقبلة على دخول مسالك وعرة مليئة بالحدبات والحصى الكبير والصغير، الذي يمكن ان يتطور مع طول المسافة الى جلاميد كبيرة، تتطلب عملية إزاحتها الكثير من الجهود والاموال.

فهل ستستمر جزائر تبون وشنقريحة في رفع “لا وساطة مع المغرب سواء أمس أو اليوم أو غدا”.؟

ما يعرفه الوزير لعمامرة، هو أن الاوروبين، وشعوبهم، لا يأخذون النزاعات ببعدها الشخصي بل يتعاملون معها بمعناها الدبلوماسي البراغماتي وفقط، . فالغاز لا رائحة له الا رائحة الطهي والتدفئة. ولهذا السبب سارع الاتحاد الأوروبي الى تذكير حاشية المرادية بحجم الاهوال التي تنتظرهم ان عملوا على تطبيق عقوبات طائشة على إسبانيا، ولهذا نفهم لماذا ردتهم إيطاليا أكثر من مرة خائبين.

والآن. هل يعرف لعمامرة سبب ذلك؟. فإذا كان يعرف فتلك مصيبة وفضيحة، وإذا كان لا يعرف فالمصيبة أعظم.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *