قالت المحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر، إن “هنالك محاولات يائسة وبائسة تتغذى بخطابات إيديولوجية مستعينة بتوظيف المعلومة الخاطئة بغرض المساس بإحدى مكونات الأمة الجزائرية المكرسة في الدستور”، واتهمت أطرافا لم تسمها بالتشويش على ما سمته “مكاسب الدولة”.
أبدت الهيئة التي يرأسها الهاشمي عصاد، وفق ما أوردته “الشروق” “انزعاجا بالغا”، من بعض المعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن انحسار تدريس اللغة الأمازيغية وتساءلت في بيان، الثلاثاء “ما الهدف من الترويج لمعلومة مغلوطة تتضمن وجود مترشح وحيد لشهادة البكالوريا في مادة اللغة الأمازيغية بولاية تيزي وزو؟ فلماذا هذا الخبر الزائف المنتشر على نطاق واسع في عدد من المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي؟، وحدث ذلك بالتزامن مع فترة اجتياز امتحان البكالوريا لهذه السنة دورة جوان 2022”.
وردت المحافظة على هذه المعلومات التي اعتبرتها “مكذوبة” وغرضها “ضرب أحد مكونات الأمة الجزائرية”، بالأرقام للدلالة على توسع تدريس الأمازيغية، وأوردت “عرف عدد المترشحين لاجتياز شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط في مادة اللغة الأمازيغية، “ارتفاعا معتبرا” خلال دورة جوان 2022، حيث عرفت المادة هذه السنة حضورا مميزا في عملية التقييم البيداغوجي”.
وثمنت المحافظة “هذا المسار الإيجابي لكونه ثمرة مجهودات بذلتها الدولة من أجل ترقية وتطوير اللغة الأمازيغية بطريقة تدريجية على مدار سنوات، أي منذ انطلاق عملية التدريس في الدخول المدرسي 1995-1996”.
ولفتت في ذات السياق، إلى أن “وضعية تدريس الأمازيغية في منظومة التربية الوطنية، شهدت مسارا تطوريا من ناحية الكمية والنوعية استنادا إلى مؤشرات تصاعدية كبيرة من حيث التوزيع الجغرافي وتعداد الأساتذة في الأطوار الثلاثة، مع السعي إلى التعميم التدريجي لتغطية جغرافية أوسع ستشمل 58 ولاية مستقبلا”.
وأضاف المصدر ذاته، حسب “الشروق” أن عدد المترشحين لنيل شهادة البكالوريا الذين اجتازوا امتحان مادة اللغة الأمازيغية “بلغ 33953 مترشح على المستوى الوطني، فبولاية تيزي وزو سجل مركزان مخصصان لتصحيح أوراق امتحان مادة اللغة الأمازيغية خاص بولايات الوسط والجنوب الكبير 16809 مترشح، في حين عرف مركز البويرة ارتفاعا في عدد الأوراق المعنية بالتصحيح في هذه المادة إلى 10697″، وفي ذات الإطار، “بلغ العدد بمركز أقبو في ولاية بجاية 2848 مترشح، يليه مركز سطيف بـ2372 ومركز نقاوس بولاية باتنة بـ1227 مترشح”، يضيف البيان.
وشدد المصدر، أن مسعى السلطات لتكريس وتثبيت مكانة اللغة الأمازيغية في المدرسة الجزائرية هو “رد صريح على تلك الإشاعات التي تم تداولها بقصد أو عن غير قصد… ومثل هذه الادعاءات تحتوي على مغالطات كبيرة ندرجها في خانة التشويش على مكاسب الدولة خاصة، وأنها تأتي في هذا الظرف الحساس الذي يملي علينا كجزائريين رص الصفوف وتعزيز الجبهة الداخلية