قامت المحافظة السامية للأمازيغية منذ سنة 2014 بترجمة من 15 إلى 20 مؤلفا من اللغتين العربية و الفرنسية إلى اللغة الأمازيغية، وهو نتيجة جد ايجابية جاءت في إطار الجهود المبذولة لترقية ونشر اللغة و الثقافة الأمازيغية، حسبما ذكره اليوم الأربعاء بوهران مدير التعليم والبحث بالمحافظة.
وقد قامت المحافظة السامية للأمازيغية منذ سنة 2014 بجهود كبيرة من أجل تطوير اللغة الأمازيغية بورشات للترجمة كانت أولاها بمنطقة تاغيت بولاية بشار، تم خلالها ترجمة سبعة كتب من التاريخ و الأدب و طبعها و نشرها، وفقا لما صرح به ل”وأج” بوجمعة عزيري على هامش أشغال اليوم الثاني و الأخير للندوة الدولية حول الترجمة و ممارساتها التي نظمتها وحدة البحث في الترجمة و المصطلحية بمركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية لوهران.
وأفاد المتحدث بأنه خلال السنة الحالية وفي غمرة الاحتفال بمئوية الكاتب مولود معمري تمت ترجمة ثلاثة مؤلفات من اللغة الفرنسية إلى اللغة الأمازيغية لهذا الكاتب الأمازيغي الذي ساهم بقسط كبير في إظهار الفكر والهوية الامازيغية عبر مؤلفاته.
ولا تعد هذه المؤلفات الوحيدة التي أشرفت عليها المحافظة في هذا الإطار- إستنادا للسيد عزيري- “بل تمت ترجمة إلى اللغة الأمازيغية الدستور الجزائري بنسخته المعدلة و أرضية مؤتمر الصومام التاريخي و بيان أول نوفمبر و غيرها من الوثائق التاريخية الهامة”.
و عن أهمية الترجمة ذكر المختص في الترجمة من و إلى اللغة الأمازيغية أن كل لغات العالم التي تطورت كان للترجمة دور كبير في ذلك، منها اللغتين الألمانية والإنكليزية و تعد الأمازيغية لغة ناشئة تحتاج إلى التطور و تحتاج بالضرورة إلى خدمات للترجمة.
و أردف قائلا “حتى نصل إلى ذلك يجب أن يكون لدينا المصطلحات و المرادفات المقابلة من اللغات الأخرى إلى الأمازيغية، و قمنا في هذا الصدد بمجهود كبير في طبع المناجد و القواميس باللغة الأمازيغية إذ قمنا بإنجاز حوالي 12 قاموس بالتعاون مع مؤسسات طبع عمومية و خاصة”.
و تأسف المتحدث للنقص الكبير المسجل في المترجمين من وإلى اللغة الأمازيغية، لافتا إلى أنه يتم تعويضه بالتعاون مع أشخاص ذوي ثقافة و إطلاع واسع على الثقافة الأمازيغية و ثقافة اللغة المترجم منها، إضافة إلى امتلاكهم إرادة للعمل في هذا المجال للقيام بترجمة النصوص المراد ترجمتها خاصة الأدبية منها.
إضافة إلى ذلك تطرق إلى مشكل غياب نقد الترجمة من و إلى اللغة الأمازيغية الذي لا يخص فقط هذه اللغة بل كل اللغات التي تتم الترجمة بها وإليها في الجزائر، معتبرا ان إصلاح هذه الوضعية من شأنه تحسين هذه الطبعات وتوسيع المقروئية.
وخلال أشغال اليوم الثاني و الأخير للندوة الدولية حول الترجمة و ممارساتها تطرق المشاركون إلى الترجمة المتخصصة في مجال الطب و الاقتصاد و السياحة و الغياب “شبه الكلي” للمترجمين المتخصصين باستثناء الجانب القانوني، مشددين على ضرورة تخصص المترجمين في شتى مجالات الترجمة من اجل محاولة الوصول إلى ترجمات مثلى.
وكالة الأنباء الجزائرية