الحاج عبدالله زاكور؛ المقاوم الذي تصدى للزحف الفرنسي بين جبال الأطلس الصغير

يعتبر الحاج عبدالله زاكور قائد وزعيم المقاومة ضد زحف الجيش الفرنسي نحو قبائل الأطلس الصغير الغربي في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي؛ والذي لم يرضخ للإغراءات والمساومات من طرف الفرنسيين بالمال والسلطة وفضل بذلها مواجهة أطماع الاحتلال في المنطقة. ولد في قرية زغنغين بقبيلة أيت عبدالله سنة 1885 وكان شيخا (أمغار)لتلك القبيلة.
وفي سنة 1932حينما شعر بأن الجيش الفرنسي يزحف لإخضاع قبيلة أيت عبدالله والقبائل المجاورة لها راسل القبائل المجاورة كأملن وأمانوز وتهالة وأيت وافقا وإداوكنيضيف من أجل الانضمام للمجاهدين فتوافد عليه المتطوعون من كل تلك القبائل وقادهم للتصدي للحملة الفرنسية. وحاصر المجاهدون تلك الحملة عند عبورها للوادي قرب تازالاغت وكبدوها خسائر كبيرة في الأرواح. ولما تأكد الفرنسيون من شراسة المجاهدين استعملوا القصف الجوي دون تمييز بين المسلحين والعزل فقصفوا سوقا بمنطقة إداوكنيضيف وقتلوا أبرياء متسوقين من الرجال والنساء.

ولما عجزوا عن إخضاع المقاومة بقيادة الحاج عبدالله زاكور؛ انطلقت من قاعدة بنسركاو بأكادير 18 طائرة حربية فدكت مقر قيادة عبدالله زاكور بزغيغين وخربت منازل المجاهدين ورغم ذلك ظلوا يقاومون بما توفر لهم من أسلحة بسيطة ( بوشفر- ساسبو) إلى أن انتهت دخيرتهم فقرر الحاج عبدالله زاكور الاستسلام حقنا للدماء. وبعد القبض عليه وتكبيله حاول قائد الجيش الفرنسي إدلاله بقوله: ما قولك الآن وقد أصبحت في الأسر؟ فأجابه عبدالله زاكور بعبارة بليغة أصبحت مثلا في المنطقة( إتما القرطاس إتما واوال) ومعناها انتهت الدخيرة فانتهى معها الكلام
وفي الحقيقة لم ينل هذا المقاوم الفذ ما يستحقه من تقدير واهتمام بمقاومته؛ حيث لا يعرف عنه الجيل الصاعد شيئا لأن هذه المقاومة لا تدرج في المقررات الدراسية عند الإشارة للمقاومة في منطقة سوس.

بقلم الاستاذ ميلود بكريم

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *