عبّر الأستاذ الحسين بكار السباعي، الباحث في الهجرة وحقوق الإنسان، عن أن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، خلال افتتاح السنة التشريعية، يمثل موقفًا حازمًا وثابتًا حول قضية الصحراء المغربية. استهل جلالته خطابه بالآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، في إشارة إلى القوة والثبات التي يتسم بها هذا الحدث الدستوري الهام.
وفي إطار الفصل 65 من الدستور المغربي، أشار الأستاذ الحسين بكار إلى أن افتتاح السنة التشريعية يُعدّ حدثًا بارزًا في ضوء التطورات المتعلقة بقضية الوحدة الترابية للمملكة. وجاء الخطاب، كما هو معتاد في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، في ظروف دولية ووطنية خاصة.
أشاد السباعي بمضامين الخطاب الملكي، الذي أبرز موقف جلالة الملك الحازم تجاه قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد الإشادة بموقف الجمهورية الفرنسية ورئيسها، إيمانويل ماكرون، الذي أعلن دعمه الكامل لمغربية الصحراء. وأوضح السباعي أن هذا الموقف يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وأضاف السباعي أن جلالة الملك عبّر عن شكره للرئيس الفرنسي على هذه الخطوة التاريخية، مؤكدًا أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس لأي مفاوضات حول القضية. كما أشاد جلالته بالدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا، بالإضافة إلى دول عربية وإفريقية، على دعمها لمغربية الصحراء واعتبار مبادرة الحكم الذاتي الحل الأقصى الممكن لإنهاء النزاع المفتعل.
وصف السباعي الخطاب الملكي بأنه فرصة للإشادة بالنجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة، وكذلك لتوجيه رسالة واضحة للفاعلين السياسيين والمدنيين بضرورة تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية في المحافل الدولية. كما أشار إلى أن جلالته دعا البرلمان، النقابات، والمجتمع المدني، إلى العمل من أجل تعزيز الجبهة الداخلية، وترك الخلافات الحزبية والسياسية جانبًا، والتركيز على الدفاع عن المصالح العليا للوطن.
واختتم السباعي بأن خطاب جلالة الملك يشكل درسًا للسياسيين والفاعلين المدنيين حول أهمية الوحدة والعمل الجماعي لتحقيق العدالة لقضيتنا الوطنية، مشددًا على أن لا حل لقضية الصحراء سوى من خلال مبادرة الحكم الذاتي، التي تمثل الخيار الأسمى لإنهاء هذا النزاع المفتعل.