مقدمة :
ولدت الرايسة ” رقية الدمسرية – Rkia Talbensirt ” واسمها الحقيقي رقية شوال، عام 1948 بدوار إديغيس – Idighis زاوية تامارووت إروهالن –Irouhalen Zaouit Tamarwout منطقة دمسيرة- Ilbensiren التابعة إداريا لدائرة إمي ن تانوت – Imi-n-Tanout في اقليم شيشاوة- Tasgua-n-Chichaoua، وهي من الفنانات المخضرمات من جيل “الرايسات” الأمازيغيات، وواحدة من رائدات الأغنية الأمازيغية السوسية، ولجت “عالم الروايس ” منذ أزيد من 50 سنة وألفت خلال هذه المدة الطويلة ريبيرتوار من الأغاني والقصائد الجميلة والرومنسية الخالدة حول تيمات والحب والألم والمعاناة والأمل.
وككل الأطفال الذين تعرضوا لمأساة افتراق والديهم بسبب الطلاق، لم يكتب للدمسيرية أن تعيش طفولة هادئة مليئة بالحنان والحب والإهتمام؛ حيث فقدت أمها نتيجة طلاقها من أبيها، ثم ما لبثت أن توفيت أمها وعمرها لا يتجاوز سنتين فأصبحت يتيمة، وعانت الحرمان وسوء المعاملة من زوجة أبيها، وبلغ سوء معاملة زوجة الأب لهذه الطفلة البريئة حدا لايطاق، وبغية التخلص منها عندما بلغت سن الرابعة عشرة من عمرها قامت بتزويجها لرجل يكبرها سنا بكثير؛ لكن هذا الزواج القسري لن يكتب له النجاح بسبب فارق السن الكبير، مما دفع ” رقية – Rkia” وهي فتاة بدوية قليلة الخبرة والتجربة نشأت في قرية جبلية نائية؛ إلى ركوب أمواج المغامرة و قررت أن تلوذ بالفرار من مكائد ودسائس زوجة الأب الشريرة وسلطة الأب المتماهي معها إلى مدينة الدار البيضاء وما أدراك ما مدينة الدار البيضاء !!!!
والشاهد على هذه الواقعة قولها في أغنية مطلعها:
Lhem n ddunit adagh ibdan d tmazirt inu lligh nlul, nfek idaren ubridi
Alllah addunite nga tazwit llid ifghen yawit rrich, ad lkemnt ajeddigui
Ad ukan tili tagut, negh immous rrih rad nsent gh usemmidi
Han lqist inu tuger, talli sattinin, gisent alf n ghyyidi
والترجمة التقريبية لهذه الأبيات هي :
هم الدنيا هو الذي دفعني إلى ترك بلدتي التي نشأت فيها
فأصبحت مثل النحلة التي خرجت فحملتها الرياح نحو الأزهار
وعندما تتلبد السماء بالغيوم أو تهب الرياح سوف تبيت في العراء
قصتي أكبر بكثير من تلك التي يقولون بأن فيها ألف ليلة
وهناك في دروب الدار البيضاء الباردة والمظلمة أواخر الستينات من القرن الماضي، ومع أن طريقها لم يكن مفروشا بالورود، فقد تعرضت للتشرد في رحلة البحث عن مجموعات الروايس، و ساقتها الأقدار أخيرا للقاء أحد أعمدة فن الروايس والذي ينحدر من منطقتها؛ ألا وهو الرايس الراحل محمد الدمسيري، حيث ساعدها على تسجيل أول أغنية لها في أسطوانات الفونوغراف بأحد أستوديوهات تسجيل الأغاني، وكانت أول أغنية لها في سنة 1967هي :
A Taxi gh illa Radio buh ukani, allighd itiwit ahbib ar darenghi
Wanna iran zzine ifk miyya udinari, negh isgha opel, ar sers itberrami
والترجمة التقريبية لهذا المقطع هي :
أيتها السيارة الجميلة؛ أنت رشيقة إذ إستقلك الحبيب وهو آت عندي
إذ لابد لمن ينشد الجمال أن ينفق مائة دينار، أو يشتري ” أوبل – Opel ” لكي يتجول بها
كانت المعاناة حافزاً قوياً على العمل من أجل تحقيق الذات في مجتمع لا يرحم المرأة، وكانت دافعا نحو بداية مسار فنانة عصامية تألقت في سماء أغنية الروايس والقصيدة الرائعة والمعبرة؛ إنها الديفا – La Diva رقية الدمسيرية التي استطاعت ترجمة معاناتها إلى ألحان جبلية أصيلة و جميلة و قصائدة رومنسية تجنح بالخيال في مسارح الإبداع الأمازيغي الحقيقي الذي ينهل من نبعه الصافي الذي هو البادية الجبلية.
و ساقتها تجربتها الفريدة في بداياتها الأولى للقاء فطاحل وعباقرة الروايس من جيل الرواد من أمثال الرايس عبد الله بن إدريس المزوضي الذي كانت فرقته نقطة انطلاق مسيرتها الفنية، و محمد بونصير و سعيد أشتوك و محمد الدمسيري.
وحسب القصة التي روتها على أثير راديو بلوس:” وعمرها لايتجاوز 14 سنة، سفارت الرايسة رقية الدمسيرية، ولأول مرة إلى فرنسا نهاية سنة 1967، باعتبار أن الديار الفرنسية كانت ولا تزال تضم أكبر جالية مغربية أمازيغية سوسية، وقد رافقت مجموعة عبد الله بن إدريس في رحلة إلى باريس، لإحياء عدم مرافقتها رغم أنها لم تكن مرشحة لذلك في البداية، وكانت معه الدمسيرية عندما كان يهم بتسجيل بعض الأغاني بالإذاعة الوطنية، وبحكم أنها غنت بكل ببراعة وإحساس صادق، مستحضرة معاناتها، أثار ذلك انتباه المكلفين بتنظيم الحفلات في فرنسا، فطلبوا من الرايس عبد الله بن ادريس مرافقتها إلى هناك، ولم تكن تتوفر على أية وثيقة رسمية تثبت هويتها، لكنها توصلت عن طريق التلكس بوثائق اِزديادها وحصلت على جواز السفر، لتقضي حوالي ثلاثة أشهر في جولة فنية بفرنسا.
فماهي السمات والخصائص الأساسية الناظمة لفن الرايسة رقية تالبنسيرت أو الدمسيرية ؟
1- الشعر الرومانسي المتخم بالجراح والنبرة الجبلية القوية:
يزعم الكثيرون من متذوقي فن الروايس أن أغلب ” الرايسات ” اللائي ولجن غمار هذا الفن لا يكتبن الكلمات بأنفسهم، بل يقوم بهذه العملية كتاب كلمات متخصصون، خاصة من الشعراء المخضرمين المتمرسين في نظم الشعر الارتجالي في المناسبات الاحتفالية المسماة :” إسوياس- Isuyas” ، وهذا الزعم هو إلى حد ما صحيح، فأغلب ” الرايسات ” أميات ولا يعرفن لا الكتابة ولا القراءة. (كلمة ” الرايس – Rays” ذات أصل عربي تعني رئيس الجوقة الغنائية، تم تحولت لتشمل جميع الفنانين العاملين في هذا الصنف الغنائي).و الرايسة رقية الدمسيرية ليست استثناء من هذه القاعدة، لهذا يثار إشكال من يكتب القصائد التي تغنيها الفنانة ؟ هل تكتبها هي ؟ أم تقترح على كاتب كلمات مفترض مضمون معين فيتصرف هو في الصياغة؟ أم تتم صياغة وانجاز القصيدة في إطار تعاون بين الإثنين في الزمان والمكان؟ أطرح هنا هذه الأسئلة لاسيما وأن جميع القصائد التي غنتها الفنانة إنما تعبر بشكل مباشر وصريح عن معاناتها هي أو تروي قصتها الحزينة هي، وبعضها يعبر عن بعض الهواجس والأفكار التي تنتابها باعتبارها امرأة ولجت مجال فن الروايس، فتكون صياغة هذه القصائد مناسبة لتبرير أسباب ولوجها لهذا المجال الذي كان في السابق حكرا على الرجال، وقليلات هن من سبقنها إليه مثل الرايسة خدوج تاوريكت والرايسة فطومة تالكريشت، والتبرير هنا يأتي بخلفية أن المجتمع الأمازيغي كمجتمع محافظ كان ينظر إلى المرأة التي تلج غمار الغناء بعين الريبة، لهذا يساروني الشك على أن جميع القصائد التي غنتها الرايسة هي فعلا من كتبها أو أملتها على كاتب، بيد أن جميع الأفكار التي تدور في هذه القصائد حول الحب والهجر والألم أو الخداع والاستغلال أو مكر الزمان وغدره أو تلك التي تحكي قصتها ومعاناتها أو تلك التي تقوم فيها بتبرير ولوجها عالم الروايس، هي أفكار تنسجم بشكل كلي مع وضعها هي وليس مع وضع شخص آخر، كما أن هذه القصائد تختار لها الرايسة ألحانا شجية ورومنسية جميلة جدا ملائمة لكل لحظة أو مشهد أو قصة أو حدث، وكأنها فصول من مسرحية أو أجزاء من قصة تلك الفتاة الجبلية المسماة “رقية “، والشاهد على ذلك قولها في قصيدة مطلعها:
Atab3a awddi aykhf-inu imurig adii
Han netta aghak illa lkhir ur gis l3ibi
وترجمة هذين البيتين التقريبية هي :
واصلي يانفسي طريق هذا الفن
فهو الذي يضمن لك الخير ولا عيب فيه
تعتبر الكلمة الجبلية القوية والشعر الرومنسي المتخم بالجراح من بين السمات والخصائص الأساسية التي تميز أغاني الرايسة رقية الدمسيرية، ومن أبرز العلامات التي لا يمكن للأذن المتذوقة لفن الروايس أن تخطأها، وتندرج في صلب مجموعة من السمات والخصائص التي تحكي كلها عن المأساة والأسى و الجراح التي أثخنت نفس وقلب الفنانة / الشاعرة، باعتبار أن ” الرايسة ” أو الفنانة نشأت في بيئة جبلية مليئة بالرموز الشعرية (شعراء وشاعرات حفلات أحواش) والإيحاءات الطبيعية التي تشجع على امتلاك الذوق الفني وملكة نظم الشعر وتأليف الألحان الجميلة التي تتماهى مع الطبيعة الجبلية الخلابة، كما أن للثراث الثقافي والصنعة البلاغية البدوية دورا في صقل هذا الذوق الإستثنائي لدى الفنانة، وعنددما تفتقت هذه القريحة الفنية حولت أغانيها إلى أجزاء من قصة حزينة زاخرة بالمعاني والحكم الإنسانية، ومعبرة عن تجربة فريدة ولكنها قابلة للتعميم باعتبار أن الفتاة الجبلية أو القروية لازالت تعاني من العزلة والتهميش والفقر والأمية ولو بشكل نسبي مقارنة بعصر الفنانة.
2- المعجم الامازيغي الجبلي الأصيل والرصين
نشأت رقية تالبنسيرت أو الدمسيرية في بيئة أمازيغية جبلية نائية جدا وبعيدة عن كل صور التمدن، وكانت عاشقة ومهووسة بحضور حفلات ” أحواش ” ( أحواش : الرقص الجماعي الذي يقام في الفضاء الطبيعي في الأعياد والمناسبات الشخصية كالأعراس) التي تقام في القرى المجاورة بحكم أن قريتها فيها زاوية صوفية تمنع الغناء والرقص، كان والدها تحت سطوة الزوجة يمنعها من الخروج لحضور تلك الحفلات ويغلق عليها الأبواب، لكنها كانت تتمرد عن أوامره وتخرج لحضورها، ما يزيد من غيرة الزوجة وعنادها (..)؛ هذا الشغف بالشعر والغناء في سن مبكرة ولد لديها موهبة وذكاء خارقين، الشئ الذي جعل من معجم أغانيها منذ البداية معجما متنوعا وزاخرا بالصور الشعرية والبلاغية والتيمات الغنائية، وأيضا معجما أمازيغيا جبليا وبالأخص معجم جبال الأطلس الكبير الغربي وبنبرة أمازيغ قبائل مصمودة الأطلس الكبير – Adrar n Dern التي تختلف عن نبرة أمازيغ قبائل مصمودة الأطلس الصغير، ( الحديث هنا عن قبائل سوس والحوز فقط الناطقة بلهجة تاشلحيت)، ذلك غرس في نفسها حب الكلمة الأصيلة والرصينة التي تترقرق مثل الماء الزلال من النبع الصافي، وهذا الأمر هو أيضا حجة إضافية لأولئك الذين يقولون بأن قصائدها كتبت من طرف شعراء آخرين، بيد أنه لا يمكن صياغة هذه القصائد مع كل الإحساس الصادق والعميق الذي يرافقها أثناء الأداء من طرف الفنانة، لولا كونها نابعة من أعماقها هي وليس من شخص آخر، لا يشعر بما تشعر به هي من مشاعر وأحاسيس وما ينتابها من هواجس وأفكار.
هذا المعجم الجبلي هو أيضا ناضح بتميات تمتح من معجم المأساة أو التراجيديا، وهذا هو بالضبط ما يمنح أغانيها بعدا جماليا منقطع النظير، بيد أن الإبداع الحقيقي يولد من رحم المعاناة، ويكرس تصور المبدع لذاته في تقلبات أمواج الحياة التي لا تعبأ بأنين المجروحين ولا بلوعة الملتاعين الذين يجدون في قلوبهم تلك الحرقة وذلك الألم وتلك الغصة أو ذلك الحزن العميق الذي لا يشعر به سوى من اكتوى بناره، وليس غيره، ومهما حاول أي شاعر أو كاتب كلمات أن يتقمص دور الملتاع أو المتألم فلن ينجح، بيد أن هذا الإحساس الذي يستنزف النفس من الداخل لا يشعر به الآخرون.
الشاهد هو قصيدة مطلعها :
A tassa ura tsendam wallit issallan
Ul ur izdar iderbat ar ukan allan
والترجمة التقريبية لهذه الأبيات هي:
العين عندما تبكي لا يشعر بها من أبكاها
والقلب يبكي و لا يستطيع تحمل الضربات
يتميز المعجم الجبلي بجزالة المفردات وصفاء الصور البلاغية ووضوح المقصد وتعدد معاني المفردة الواحدة والتي يتحدد معناها وفق السياق اللغوي والزمكاني، ويعتبر لصيقا بالبيئة الجبلية والبدوية يستقي معانيه ومفرداته من البيئة الطبيعية والبشرية المحيطة، ويستجيب لحاجة الإنسان الفطرية للتعبير عن مكنونات قلبه في قالب من الوضوح والصراحة، وتغدو معه الكلمات شفافة تعكس روح الإنسان الجبلي التلقائية، واعتمدت الفنانة / الشاعرة في صياغة معجمها الغنائي على الجمل القصيرة التي يفصل بينها الكورال، وكانت تملك ملكة حفظ هائلة جدا وسرعة بديهة فائقة أهلها لأن تفهم المراد بسرعة وأن تتأقلم مع الظروف الصعبة التي واجهتها في بداياتها الفنية، لدرجة أنها استطاعت أن تحفظ أول أغنية سجلتها بمساعدة الرايس محمد الدمسيري فقط مابين الساعة 12 زوالا والساعة الثانية بعد الزوال كما روت هي نفسها ذلك في لقاء مع الصحافي محمد ولكاش على راديو بلوس (…)، ما جعلها توفق بشكل سلسل بين الكلمة واللحن، و البديهي أنها كانت تكتب لنفسها أحيانا وقد تعلمت الكتابة والقراءة، ورغم أنها كانت تتعامل مع كبار الشعراء الروايس خاصة عبد الله بن ادريس المزوضي والحاج احمد الريح وسعيد أشتوك، لكن كانت دائما حاضرة اثناء الكتابة وتعطي ملاحظاتها وتوجيهاتها للكاتب.
الالحان الجميلة و الصوت الجبلي القوي
ساعدت نشأت رقية تالبنسيرت أو الدمسيرية في الجبل بكل ما يضمه من جمال طبيعي ومشاهد مروعة وخلابة من جبال شاهقة وهضاب عالية ووديان ومناظر الحقول الخضراء وأشجار الجوز الشاهقة ومناظر الثلوج المتراكمة فوق قمم الجبال في الشتاء وخرير السواقي وأصوات الطيور والعصافير…الخ، على التشكيل الصوتي والموسقيي لديها في سن مبكرة، فتولد من العيش في كنف الطبيعة العذراء وفي وسط هذا البورتريه الطبيعي الخلاب شغف بالموسيقى والألحان الراقية، وأضافت المعاناة لذلك كله نكهة خاصة، تميزت بأصالة اللحن ورومنسية المقاطع والجمل الموسيقية، التي تتماهى مع تلك البيئة الطبيعية الاستثنائية، بالإضافة إلى حضورها حفلات الرقص الجماعي ” أحواش” وإنصاتها بواسطة أذن إستثنائية متذوقة للشعر الرصين واللحن الجميل، بالإضافة إلى مشاركتها في أهازيج وأغاني النساء في الزاوية الصوفية أو الأعراس والمناسبات المختلفة ؛ مثل تلك الأشعار الغنائية النسائية التي تؤدي عند زف العروس أو “حفلات الحناء ” التي تقيمها الفتيات المقبلات على الزواج ليلة الزفاف، أو الأغاني التي تؤدى في ” تيويزي” ذهابا وإيابا لحمل السماد إلى الحقول أو لحمل المحصولات الزراعية أو عند السقي قرب السواقي والعيون، (تيويزي : عادة تضامنية كانت تمارسها القبائل الأمازيغية بشكل جماعي سواء أثناء جني الثمار أو الحرث أو السقي أو بناء الطرق أو توزيع السماد على الحقول الزراعية).
الشاهد أغنية مطلعها :
Al hawa ura guiti thennaouti
Inna-gh toufit medden sagh temyareti
الترجمة التقريبية لهذا المقع هي :
أنت أيها الفن لا ترأف بي
وأنت يانفس عندما تستأنسين بالأحباب تمكثين ولا تغادرين
خاتمة
تعتبر الفنانة رقية تالبنسيرت أو الدمسيرية رمزا للأنفة وعزة النفس عند المرأة الأمازيغية، لذلك فقد عاشت حياة مليئة بالمغامرات والصراعات الفنية، ولم يقتصر إشعاعها الفني فقط على الساحة الوطنية، بل امتد إلى سائر أرجاء العالم، حيث زارت العديد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد أكدت هي نفسها في أغانيها أن الفن الأمازيغي هو الذي فتح أمامها أبواب رؤية العالم، وذلك في أغنية مطلعا:
Atab3a awddi awikhf-inu imurig-adi
Han netta aghak illa lkhir ur gis l3ibi
فسحرت بموسيقاها الرائعة قلوب الجماهير الأمازيغية داخل الوطن وخارجه، وتألقت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، وحصلت على العديد من الجوائز التقديرية، وقامت بتسجيل روائع بعض رائدات الأغنية الأمازيغية في قرص مدمج، تحت عنوان ” أمارك المغرب- Amarg Lmaghrib” تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وذلك سنة 1995، ومنحتها النقابة المغربية للمهن الموسيقية بأكادير جائزة الحاج بلعيد للموسيقى ، وقال عنها الناشط والكاتب الأمازيغي أحمد عصيد في شهادة أدلى بها في برنامج ” توردت ن رقية – Tudert-n-Rkia ” : ” تالبنسيرت هي فنانة الأجيال بامتياز غنت لجيل الستينات وأطربتهم، وبعدها لجيل السبعينات، ثم الثمانينات، وهكذا إلى يومنا هذا مازالت تطرب، والسبب أنها رفضت الجمود”.
عادت ” الرايسة رقية تالبنسيرت ” إلى مسقط رأسها بدوار إديغيس وصورت ألبوما غنائيا من ريبورتوارها القديم هناك بمعية سكان القرية سنة 2003 ، وحظيت بحفاوة الإستقبال من طرف سكان القرية الذين شاطروها الرقص في الأغنية المصورة ” الكليب ” ومن ضمن أغانيها في هذا الكليب، أغنية لفلسطين، والتي مطلها :
Wa lala wadalay lali
Ad ibayen rebbi ahbib iran tamounti
والترجمة التقريبية لهذا المقطع هي :
ولا لا ودلايـــــــــــــــــــــــــــــل لالالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
يارب بين لي الحبيب الراغب في الحب الصادق
التوصيات :
- تكريمها وحي لاتزال حية من طرف الجهات الرسمية والمجتمع المدني
- طبع ديوان أشعارها من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
- إنشاء جائزة وطنية باسمها
- تسمية الشوارع والأزقة في المدن والقرى المغربية باسمها
- تمويل إنجاز بحث أكاديمي حول أغانيها وأشعارها
- تدريس أشعارها في مسلك الدراسات الأمازيغية بالجامعات الوطنية والمدارس العمومية
- تجميع أغانيها من الضياع – تحت إشرافها – في قنوات خاصة في اليوتيوب وعلى الأقراص المدمجة
- إنجاز فيلم سينمائي حول حياتها بالمواصفات المهنية للسينما