احتضن المعهد العلمي بالرباط مساء أمس الخميس 19 أكتوبر 2017، ندوة أركيولوجية حول موضوع “اكتشاف أقدم إنسان- من صنف الإنسان العاقل- بجبل إغود في المغرب، خطوة جديدة نحو أصولنا”.
الندوة أطرها الباحثان في الأنثروبولوجيا: المغربي عبد الواحد بناصر، والفرنسي جون جاك هوبلين، تحدثا خلالها عن حيثيات اكتشاف بقايا أقدم إنسان عاقل بالمغرب، وحددا أهم مواصفات الدماغ البشري القديم، كما أثبتتها تحليلات الحمض النووي.
ووفق جاك هوبلين، الباحث في معهد للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا، فإن الجماجم التي تم العثور عليها بمنطقة جبل إيغود، بين مراكش وآسفي، غيرت الكثير من المعلومات العلمية، أبرزها أن دماغ الإنسان العاقل في تلك الفترة كان يشترك مع الإنسان الحالي في بضع خصائص، حسب الأبحاث التي أجريت على الحمض النووي، أهمها أن حجم دماغه كان قريبًا من حجم دماغنا، لكنه مختلف عنه في الشكل.
وأكد الباحثان أن العظام والجماجم التي تم العثور عليها بالمغرب هي الأقدم لحد الآن، إذ يعود قدمها إلى ما قبل 300 ألف سنة، مقارنة بتلك التي وجدت بأفريقيا الجنوبية وعمرها 260 ألف سنة، وفي كينيا وعمرها 2000 سنة، والخلاصة أن الأفارقة أول البشر المعاصرين، وأن المغاربة أول سكان القارة السمراء، وفق ما توصل إليه الباحثان.
وعن البيئة التي عاش فيها، أكد الباحثان أن “أفريقيا الأمس ليست هي أفريقيا اليوم، إذ كان معظمها عبارة عن غابات ولم تكن تتوفر على صحاري كما هي الحال اليوم؛ ما جعلها بيئة مواتية لعيش الإنسان”.
كما أن منطقة إيغود بالمغرب كانت مناسبة لاستقرار الإنسان، بعيدًا عن الكثير من المخاطر كالحيوانات المتوحشة، لذا فهي تتوفر على عمر جيولوجي مهم، وحصلت بها اكتشافات مفيدة جدًا على المستوى العلمي، من بينها 22 عينة تعود على الأقل لخمس أفراد، تم العثور عليها بين 2004 و2011.
وتمثل الحفريات البشرية بجبل إيغود أقدم آثار للجنس البشري المعروفة إلى اليوم، ويزيد عمرها 100 ألف سنة إضافية عن تلك التي كانت محددة للإنسان العاقل.
كمال الوسطاني