أقدمت السلطات الجزائرية على إزالة تمثال للقائد الأمازيغي أكسيل، بعد ساعات من تنصيبه في بلدية بوحمامة بخنشلة، التابعة لمنطقة الأوراس، بعد ضغط من التيارات المحافظة.
وفي هذا الصدد، قال حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية”، إن “الجزائر لا تزال تواجه محاولات مستمرة لطمس هويتها وتشويه تاريخها”.
وأوضح “التجمع” أن قرار نزع النصب التذكاري للملك الأمازيغي أكسيل في خنشلة يوم تدشينه، وبأمر مباشر من السلطات العمومية التي سبق لها أن وافقت على إنجازه، يُعد “فعلًا صادمًا يثير الحيرة والاستياء لدى المواطنين وكل المتابعين للشأن العام”، مذكرا بأن “الهوية الأمازيغية، التي تجمع بين اللغة والتاريخ والثقافة، معترف بها ومكرسة في الدستور الجزائري”.
وأضاف أن النهوض “بهذه الهوية والدفاع عنها يجب أن يكون من أهم التزامات الدولة، غير أن السلطة القائمة اختارت دعم نسخة محافظة من اللغة العربية وتبني رؤية متشددة ومتخلفة للإسلام كأداة لإدامة هيمنتها”.
وندد بيان الحزب بـ “الاعتداء على هوية الشعب الممتدة عبر آلاف السنين”، معتبرا ذلك “استمرار ممنهج للعراقيل التي توضع أمام تطوير اللغة الأمازيغية، وكتابتها، ونشر ثقافتها على كامل التراب الوطني، من تبسة شرقًا إلى تلمسان غربًا، ومن تمنراست جنوبًا إلى العاصمة شمالا”.
وذكر أن “هذه الممارسات تعكس سياسات مؤسساتية ممنهجة تستهدف ضرب الهوية الوطنية، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة الأمة”. مضيفا أن هذه “التصرفات تهدف إلى تشويه التاريخ ورموزه ترتبط بمحاولات فرض روايات بديلة تتماشى مع أيديولوجية عروبية إسلاموية، تسعى لمحو التنوع الثقافي والتاريخي للجزائر”.
ودعا حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية”، السلطات العمومية إلى التراجع الفوري عن هذا القرار “التعسفي”، و”حث المواطنين على التحلي بأقصى درجات اليقظة من أجل الحفاظ على هويتهم وموروثهم الحضاري”.