الشيخ أبو حفص في حوار مع “العالم الأمازيغي”

الشيخ أبو حفص
الشيخ أبو حفص

لن يتلاعب بنا المفسدون ليشغلونا عن معركتنا ومعركتكم

بداية نرحب بكم ونود طرح الأسئلة التالية عليكم

شكرا ومرحبا، يسعدنيأن أكون ضيفا علىجريدتكم، لطرح هذهالإشكالات حولالقضية الأمازيغية،وبين يدي الأمازيغالذين أتشرف بكونهمأخوالي، فوالدتي امرأة سوسية من تمرسيت قرب أيت ملول، وأنا سعيدومعتز بهذا النسب.

كيف تنظرون لمطالب الحركة الأمازيغية بالمغرب ؟

الحركة الأمازيغية بالمغرب حركة إنسانية لها مطالبها الخاصة، والتي ينبغي احترامها والتعامل معها بموضوعية ومنطقية، والقطع مع الأساليب القديمة في التعاطي مع الأشياء، والتي لا تولد إلا الكراهية والحقد و إثارة النعرات البغيضة. الحركة الأمازيغية ينبغي التعامل معها كمكون وطني يساهم في تعزيز هذه اللحمة التاريخية بهذه البلاد بين العرب والأمازيغ، حتى أضحينا لا نفرق،،  بين عربي و أمازيغي، ينبغي التعامل معها كمكون معتز بدينه وإسلامه ومعتز بثقافته وأصوله بما لا يتنافى مع عقيدته وهويته الإسلامية، الإسلام لم يأت لمحاربة الأعراق، ولا لإلغاء الثقافات السابقة، بل على العكس استفاد منها و جعلها عنصر قوة في بناء دولته، نعم أبطل فيها ما يمس بجانب عبودية الله تعالى، وما كان من أعراف تأبها الأخلاق والمروءة، الذي جعل لهذه القضية حمولة سيئة أحيانا صنفان من الناس: عروبيون متعصبون، يرون أن أصلهم العربي كاف ليجعلهم أفضل من غيرهم وفوق غيرهم، وأمازيغ متعصبون تستغلهم جهات خارجية لنشر الفتنة والدعوة للانفصال وتشتيت اللحمة وتفريقها.، وهؤلاء قلة في الطرفين، أما العرب الأحرار والأمازيغ الأحرار فمنزهون عن هذه الدعاوى الجاهلية النتنة.

هل ترون أن ما يحدث مؤخرا من خلافات بين التيار السلفي ومحسوبين على الحركة الأمازيغية بالمغرب لا تخدم كلا الطرفين؟ وألا تعتقدون أن كل تلك الخلافات  والحروب الإعلامية مصطنعة؟

طبعا لا تخدم أي طرف، لا الحركة الأمازيغية التي لها مطالبها السياسية ومعاركها الإستراتيجية بعد القمع الذي تعرضت له عقودا طويلة، ولا الحركات السلفية التي عادت للحياة بعد عقود من الاضطهاد و السجون والمعتقلات، والتي لم تنته بعد فصولها، ولا استرجعت الحقوق ولا تمكنت هذه الحركة من تصحيح الصورة التي نمطتها، بعض وسائل الإعلام بشكل كاف، ولا أخذت حقها في الإدماج السياسي والمدني والاجتماعي،  فإثارة بعض المواضيع يراد به إشغال الطرفين بما لا يقض مضاجع المفسدين ولا يحرك كراسيهم، ثم الوطن كله غير مستفيد من ذلك، نحن بحاجة لتوحد القوى الصادقة وجمع كلمتها لنخوض مجتمعين معارك الكرامة والحرية.

ألا ترون أن الظرفية الراهنة بالمغرب تفرض على الحركة الأمازيغية والحركة السلفية أولويات أخرى غير الدخول في حروب بينها؟

طبعا هناك أولويات كثيرة، لا يخفى على أحد المعارك الكبرى التي يخوضها الصادقون من أبناء الوطن، معارك من أجل استرداد الحريات وتوفير العيش الكريم، وتأمين الكرامة اللازمة، ورفع مستوى الوعي ومحاربة الأمية بكل أنواعها، معركة التخلص من التخلف والأفكار المعيقة للنهضة والانبعاث، هذه هي معاركنا الحقيقية التي ينبغي أن نبذل لها أوقاتنا وجهدنا، نريد أن نبني إنسانا حرا كريما واعيا ، وهذه المعارك المفتعلة تعيق تقدمنا في هذه المعارك.

ما موقفكم من الحرب الإعلامية الأخيرة ضد الناشط العلماني أحمد عصيد من قبل التيار السلفي وألا ترون أن الأمر أعطي أكبر من حجمه؟

لتوفير الأجواء المساعدة على خوض هذه المعارك، لا بد من التوافق على بعض القواعد التي تؤسس لخوض هذه المعركة دون مثبطات وعوائق، ومن أهمها احترام مقدسات المسلمين  وعدم استفزاز مشاعرهم، أو النيل بأي طريقة من رموزهم وأعلامهم،  التحليل الأكاديمي والعلمي له حدود، ومن أهمها مقدسات الأمة ورموزها، لا يمكن مناقشة ردود الفعل والتي أحيانا قد يقع فيه نوع من الحماسة دون مناقشة الفعل المستفز الذي أدى لهذه الردود، أنا أرفض شخصنة هذا الموضوع، أو جعله قضية سلفية أمازيغية، بدليل أن كثيرا من الأمازيغ استنكروا تلك التصريحات، وأطراف غير سلفية أيضا كان لها رد فعل مماثل، حتى رئيس الحكومة نفسه تدخل في الموضوع، فالقضية أكبر من جعلها بين شخصين أو تيارين، لهذا أدعو إلى فتح حوار ونقاش عمومي، يشارك فيه كل الصادقين من أبناء الوطن، لوضع القواعد المؤطرة للتعايش، وللمساهمة في خدمة المجتمع دون توترات أو تشنجات.

هل يمكن أن نتحدث عن نقط إلتقاء بين الحركة الأمازيغية والحركة السلفية بالمغرب؟

أنا أرى أن هذه المقابلة غير صحيحة، فالحركة الأمازيغية ليست مقابلة للسلفية، الأولى مبنية على أساس عرقي وجغرافي و لها مطالبها المرتبطة بذلك، وهذه حركة فكرية واسعة الإتجاهات وغير متجانسة التركيب، ولهذا تجد بين الأمازيغ سلفيين، وبين السلفيين أمازيغ، فهذا التمييز ليس من  مصلحة أحد، نحن شعب واحد ولا تفاضل إلا بالتقوى، والصادقون كيفما كان عرقهم أو أصولهم يتحملون المسؤولية في التقدم بالمجتمع نحو ما هو خير له وأصلح.

ما هي الرسالة التي تودون إيصالها عبر جريدة العالم الأمازيغي لمناضلي الحركة الأمازيغية بالمغرب؟

أقول لهم أنتم منا ونحن منكم، ولن يتلاعب بنا المفسدون ليشغلونا عن معركتنا ومعركتكم، و كما فشل الظهير البربري في تحقيق مقصوده أيام الاحتلال، لن تنجح هذه الظهائر البربرية الجديدة في فت لحمتنا وتشتيت صفنا.

كلمة أخيرة.

شكرا لمنبركم على هذه الفرصة الطيبة الكريمة، و أرجو لكم دوام التألق والنجاح.

حاوره:  ساعيد الفرواح

اقرأ أيضا

أمسبريذ: الأدب الأمازيغي يقاسي تهميشا بنيويا مهولا بالمقارنة مع غيره في بلادنا

أمسبريذ: الأدب الأمازيغي يقاسي تهميشا بنيويا مهولا بالمقارنة مع غيره في بلادنا

في دروب الزمن حيث تلتقي الحكاية بالشعر، وتتشابك الكلمات لتنسج عالمًا يفيض بهوية تنبض بالحياة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *