الطوبونيميا الحاحية في خندق المقاربة الإيديولوجية الثقافية:أذغاس وقاسم أمين نموذجا


راج مؤخرا على صفحات الفايسبوك خبر اقتراح تسمية إحدى ثانويات جماعة أذغاس إقليم الصويرة باسم قاسم أمين، وحسب موسوعة ويكبيديا فقاسم أمين هو أحد مؤسسي الحركة الوطنية المصرية وجامعة القاهرة. ويُنظر إليه تاريخيًا على أنه واحد من «النسويين الأوائل» في العالم العربي، على الرغم من أنه انضم إلى الحديث حول حقوق المرأة في وقت متأخر جدًا من تطوره، ليطرح أكثر من علامات استفهام حول من يتحكم في السياسة الطبونونية بإقليم الصويرة والخلفيات التي توجه محو معالم الهوية الثقافية الأمازيغية للمنطقة،حيث تتعرض تسمية المؤسسات التعليمية والعمومية بالمنطقة لطمس هوياتي ثقافي مممنهج،وتتجلى في إقحام أسماء أعلام بعيدة عن الثقافة المحلية،وتقصي أسماء أعلام المنطقة، ولم تأتي هذه الخطوات عبر آلية الإشراك والتشاور بين مؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع المدني، ولم يحترم واضعوا التسميات الخصوصية الثقافية والتاريخية للإقليم،مما يستهدف حتما محو الذاكرة التاريخية لمنطقة قاومت الاحتلال الفرنسي والأجنبي عبر التاريخ،ومازالت تخرج كفاءات لها حضورها الوازن بالمغرب وخارجه.
انتشرت بالمغرب خلال الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة مرتبطة بالأخطاء المرتكبة من لدن الهيئات المنتخبة ومؤسسات الدولة فيما يخص تسمية الأماكن،وأضحت الخلفية الأديولوجية الثقافية توجه السياسة الطوبونومية بالمغرب، حيث لا تراعي التعدد الثقافي واللغوي للجهات والأقاليم،الذي نص عليه دستور المملكة،فإقحام أسماء لا صلة لها بهذه المجالات،هو في حد ذاته مساهمة في طمس الخصوصيات الثقافية والتاريخية والجغرافية للهوامش،فمثل هذه القرارات لا تعتمد على رأي ذو الاختصاص في علوم اللسانيات والتاريخ والجغرافيا،ولأنها خاضعة للمزاجية والقناعات الإيديولوجية لأصحاب القرار والمكاتب المكيفة،ولم يتبقى للمسؤولين سوى تسمية مدرسة أو ثانوية بالعالم القروي باسم أم كلثوم،لأن المسؤول أو الموظف ورئيس المصلحة معجب بأغاني الفنانة المصرية،أو يقترحون تسمية نجيب محفوظ أو طه حسين…،لتأثرهم بانتاجاتهم الأدبية.وربما سيسمون كذلك مستقبلا بعض المؤسسات العمومية باسم هيفاء وهبي أو نجوى كرم،لأن زوجة المسؤول من عشاق الفن المشرقي.
فعلى الدولة إحداث هيئة خاصة مستقلة تشرف على عملية تسمية الأماكن بالمغرب،وتكون مهامها استحضار الخصوصيات الثقافية والتاريخية والجغرافية لأقاليم وجهات المغرب،لأن إطلاق العنان لأي كان في إطلاق أسماء أعلام لا علاقة لها بالمناطق الهامشية،يعتبر عاملا مباشرا لطمس هوياتها الثقافية،التي أنجبت كفاءات وأطرا كان لها حضور وازن في المشهد الثقافي والفكري والجمعوي والحقوقي…،وفيما يلي تعريف بأسماء الأعلام الحاحية،التي يتم تجاهلها في تسمية المؤسسات التعليمية والثقافية بالجماعات الحاحية،وهذا الإقصاء ممنهج لطمس إسهامات المنطقة في شتى المجالات الثقافية والفكرية،وأدعو جمعيات المجتمع المدني والمجالس المنتخبة إلى اقتراح إحدى هذه الأسماء،اعترافا بمجهوداتها وإسهماتها في شتى المجالات،وذلك للتحسيس بأهمية تسمية المؤسسات العمومية بأسماء أعلام المنطقة،فهي الأقرب لنا،وستكون مثالا يحتدى به لتلامذتنا والأجيال الناشئة،فهي رموز ثقافية وفكرية في الجد والكفاح والتضحية.( محمد أنفلوس-عبد الرحمان الكيلولي-الطيب أخرضيض-عمر التيسير -سعيد أسكور-يوسف إكيدر-أبي البركات العبدري-مريم لالا يحيا-سيدي سعيد أوعبد النعيم الحاحي-إبراهيم أضرضور-أبيهي إبراهيم-أحمد الموسضيف…)،هذه لائحة أولية لأبرز الاعلام الحاحية التي من المفروض على الجماعات الترابية اقتراحها لتسمية المؤسسات العمومية بالمنطقة،وعلى جمعيات المجتمع المدني الترافع من أجل هذا المطلب الثقافي،فإغراق المنطقة بأسماء خارجة عن النسق الثقافي للمنطقة،هو جريمة ثقافية هدفها الأساس طمس الذاكرة التاريخية الأمازيغية للمنطقة واستلابها الثقافي رغم دسترة اللغة الامازيغية كرافد من روافد الثقافة المغربية،وأناشد مصالح وزارة الداخلية بالإقليم إلى اقتراح تسمية الأعلام الحاحية على المؤسسات العمومية بالمنطقة،فقاسم أمين لا يمثلنا،ولا يعرف أين تقع جماعة أذغاس إذا كان مازال على قيد الحياة.محمد أبيهي- أستاذ التاريخ المعاصر جامعة محمد الخامس.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *