“العالم الأمازيغي” شهادة على تاريخية تحولات المشهد الأمازيغي (المغربي والمغاربي وفي الشتات) وذلك منذ بداية الألفية الثانية إلى اليوم.
هي ليست مجرد جريدة على غرار الجرائد الوطنية الأخرى التي تستنسخ التجارب بل وأحيانا كثيرة تستنسخ المحتويات كذلك.
إنها جريدة متفردة بشكلها وألوانها ومضامينها ولغاتها وتوجهاتها الفكرية. ومن سماتها أنها عنيدة في طرحها لقضايا الأمازيغية مما يجعل منها جريدة مناضلة وفاعلة (بالمعنى الإيجابي للكلمة) في توجيه النضال الأمازيغي.
إنها بقدر ما تقدم الخبر وتحلله أو تنتقده وتعلق عليه نجدها كذلك توجه الرأي العام الأمازيغي، وتعمل على تجذير الفعل السياسي وتقاليد القول الأمازيغي بتشجيع الكتابة والقراءة الأمازيغيين وبتوثيق الإنتاجات الإبداعية والأدبية بمختلف أجناسها، وبالعمل كذلك على لعب دور الخيط الرابط بين مختلف شرائح توجهات الحركة الأمازيغية باقتراحها لمواضيع وإبرازها للمستجدات الثقافية والعلمية الوثيقة الصلة بإشكاليات الهوية.
فهي جريدة مفتوحة ومنفتحة على مختلف المجالات سواء تلك التي لها صلة بالآداب وبالتاريخ أو بالأنتروبولوجيا أو باللغة/اللغات المتنافسة في السوق الرمزية المغربية أو كذلك بتلك التي لها علاقة بالسياسات المطلبية الملتزمة عموما بقضايا الحقوق اللغوية والثقافية.
إنه بالعودة إلى كل ما نشر في جريدة “العالم الأمازيغي” يمكن لنا أن نرسم الملامح الكبرى لتحولات المشهد الثقافي والسياسي للأمازيغية لأكثر من عقدين. فالمادة المتضمنة في أعداد هذه الجريدة تقدم لنا إرثا غنيا سيشكل في المستقبل مرجعا أساسيا للباحثين/ات لإنجاز دراستهم حول الإشكاليات التي لها علاقة بالتحولات المشار إليها بل وكذلك بالمحطات التي مرت منها الحركة الأمازيغية وطنيا (في علاقتها بالحكومات المتعاقبة) ودوليا في علاقتها بالحكومات والمنظمات الدولية.
لم يكن في الإمكان لهذه الجريدة أن تستمر لولا استماتة مناضلين/ات أخذوا على عاتقهم أن يتحملوا الكثير من أجل أن يكون للأمازيغ منبر يطلون من خلاله على صورتهم.
فشكرا للقائمين على هذه التجربة الرائدة وعلى رأس هؤلاء الصديقان: أمينة ابن الشيخ ورشيد راحا، وشكرا كذلك لمناضلين آخرين تحملوا هم أيضا الكثير من أجل أن تستمر جرائدهم في الحياة، لكنهم لم يتمكنوا من أن يواصلوا الطريق لظروف نحن نعلم بها.