العلم الأمازيغي الأكثر انتشارا في العالم..

أبوقس عبد الله

يعتبر العلم الأمازيغي الأكثر انتشارا في العالم خلال الأسبوع الماضي “7 – 13 يناير”، حيث وصل عدد صور العلم الأمازيغي المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ما قدره 3 ملايير و800 مليون و657 ألف صورة علم أمازيغي، حسب ما أوردته إدارة الفيس بوك.

مما معناه أن راية الأحرار والحرائر تزداد انتشارا يوما بعد يوم وهذا بفضل مجهوداتهن/هم في سبيل القضية، حيث في الأمس القريب يعد رفع العلم بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون ومنه قلة الوعي لدى الشعب الأمازيغي بهذا الإرث التاريخي..

إن العلم الأمازيغي علم ثقافي هوياتي عالمي يرمز للهوية والخصوصية الأمازيغيتين عبر العالم؛ ويتكون من 3 ألوان مختلفة – الأزرق، الأخضر والأصفر والتي ترمز لما تحتويه ثمازغا (شمال إفريقيا)؛ فاللون الأزرق يرمز للون البحر، اللون الأخضر يرمز للون الطبيعة، الجبال والغابات ثم اللون الأصفر والذي يرمز للون الصحراء الأمازيغية، ثم أخيرا حرف الزاي الأمازيغي الذي اختار إيما زيغن رؤوسه الثلاثة كتعبير عن المكونات –أوال(اللغة)، أكال(الأرض) وأفگان(الإنسان)_ والذي (أزا) يتوسط العلم مكتوبا باللون الأحمر وهو الحرف الأخير في أبجديات تيفيناغ ويقرأ “أزا”، إذ يعتبر أحد حروف كلمة أمازيغ التي تعني “الإنسان الحر النبيل” وكذا كلمة إيزوران التي تعني الجذور بالأمازيغية وكلمات أخرى، ومعنى كتابة الحرف أزا باللون الأحمر يعد بمثابة تعبير عن الكفاح والمقاومة لدى إيما زيغن عبر التاريخ وكذا عن دمائهم التي أسيلت من أجل القضية الأمازيغية من القادة التاريخيين (اكسيل، الملكات ديهيا وتين هينان،…) منذ الفترة ما قبل الغزوات الإسلامية، مرورا بالمقاومة المسلحة وأعضاء جيش التحرير عبر معارك العقد الثالث من القرن الماضي(معركة أنوال، بوگافر،..) حتى اليوم والمعركة من أجل التحرر لازالت مستمرة إلى الأمام.

فالعلم الأمازيغي تم اختراعه منذ السبعينيات من القرن الماضي، حيث يعد بمثابة إبداع لأحد القبائليين بالجزائر وإذا قلنا القبائليين بمعنى أحد أمازيغ منطقة القبائل بالجزائر الشقيقة، والذي كان عضوا بالأكاديمية الأمازيغية بباريس منذ الستينيات حيث كان هذا العلم الذي كان يوزع أنداك حاضرا خلال الثمانينات إلى منتصف التسعينيات في تظاهرات تافسوت نيمازيغن (الربيع الأمازيغي) التي اندلعت بسبب منع محاضرة المفكر الأمازيغي “مولود معمري” بجامعة تيزي وزو بمنطقة القبائل يوم 20 أبريل 1980. إلا أن تاريخه (العلم) عرف انعطافا مهما وله بداية انتشار دولية وهذا موازاة مع المصادقة عليه من طرف كل القوى الأمازيغية ومنهم المفكر الأمازيغي المغربي “أحمد الذغرني” التي شاركت في الكونغريس العالمي الأمازيغي سنة 1996.

فبمجرد المصادقة على هذا العلم ذي الألوان الثلاثة الزاهية صنعت منه عشرات آلاف النماذج والتي انتشرت في مختلف بلدان العالم (ثمازغا، أوروبا، أمريكا،..) حيث أصبح يعتمد بداخل الملاعب لدى الجماهير من داخل المغرب، الجزائر وبلاد المهجر و تعتمده كذلك كل الجمعيات الأمازيغية بشكل كثيف في كل أنشطتها سواء داخل القاعات العامة بالملصقات واللافتات وكذا في تظاهراتها الاحتجاجية بالشارع العام، وأصبح رمزا ثقافيا هوياتيا وعادة لدى حامليه حيث نجده معلقا بداخل البيوت، في الأقمصة، المحافظ وحامل المفاتيح (Porte-clés) .. بل أصبح لدى كل متشبع بالمبادئ والقيم الأمازيغية النبيلة مرتبطا لديه – العلم بالهوية الثقافية الأمازيغية وبكل تمظهراتها.

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *