الفنّان الأمازيغي “أدّ حماد العواد” يترجل عن صهوة الحياة

المرحوم حماد العواد
المرحوم حماد العواد

رزأت الأسرة الفنية الأمازيغية، مساء أمس الاثنين 17 شتنبر الجاري، في وفاة أحد أعمدة الفن والتمثيل الأمازيغي ممّن أنجبته الساحة الفنية الأمازيغية في العقود الأخيرة، وهو الفنّان حماد العواد، الذي ووري جثمانه الثرى بمقبرة باب أغمات بمدينة مراكش، بعد موت مفاجئ حسب عدد من زملائه وأصدقائه.

“كان بصحة جيدة، وكنّا نستعد للأمسية الفنية وسط “جامع الفنا” كما عادتنا، استأذن منّا الذهاب إلى البيت كي يصلي صلاة العصر ويلتحق بالمجموعة، لنتفاجأ بخبر وفاته الذي نزل علينا كالصاعقة”، يقول زميله وصديقه موحى أركّان، ويضيف “كان الفنّان المرحوم حماد العواد أجرى عملية جراحية على مستوى شرايين القلب منذ ما يقارب السبعة أشهر، وبدأت صحته تتحسن تدريجيا، إلى أن فاجأنا موته يوم أمس، لقد فقدنا أباً وأخاً وصديقا وأستاذا”.

وبوفاة الفنّان “العواد”  المعروف في الساحة الفنية الأمازيغية بسخائه وأخلاقه العالية وتضحياته في مجال الفن والتمثيل طيلة عقود من الزمن، قبل أن ينتهي به المطاف شأنه، شأن العديد من زملائه من الفنّانين الأمازيغ بساحة “جامع الفنا”، يقاوم وسط ضجيجها بكبرياء وعزة نفس، ويدافع عن الفن الأمازيغي وثقافته الأمازيغية بنضال مستميت ونكران للذات، متحدّياً كل أنواع التهميش والإقصاء الممنهج الذي تعرض له ويتعرض له الكثير من زملائه، يُعرف بلغة لسانه وثقافة أجداده، يقاوم ويتعهد في كلماته وسط مجموعته الفنية، ألا يستسلم لسياسة الأذان الصماء وغض الطرف التي تنتهجها الجهات المسؤولة اتجاه الثقافة والفن الأمازيغيين، تكون الساحة الفنية الأمازيغية قد فقدت أحد روادها.

وما أن توقف قلب “حماد” المنتمي لمنطقة “إسكسوان” التابعة لإيمينتانوت، عن النبض، حتى عمّ الحزن قلوب زملائه، وأصدقائه والمقربين وأسرته الفنية، ونشطاء أمازيغ الذين ظلوا طيلة الليلة الماضية، وصباح اليوم الثلاثاء يتداولون صوره المختلفة و خبر وفاته المفاجئ، هذا الخبر الذي سقط كقطعة الثلج على رفاقه في المجموعة الفنية، وعمّ حزن فراقه “الساحة” التي اختار أن يفني فيها عمره في سبيل فنه الأمازيغي، على أن يستسلم للتهميش في قريته.

“أدّ حماد العواد” كما يحلوا لعدد من زملائه و تلامذته الشباب داخل مجموعته الفنية التي “تناضل” وسط “جامع الفنا” في سبيل استمرار الفن الأمازيغي، أن ينادوه، يُعتبر من العمالقة والرواد في فن “الروايس” الذين أعطوا الكثير للفن والثقافة الأمازيغيين، فقد شارك في أفلام أمازيغية كثيرة، كما شارك في مهرجانات وطنية عديدة.

رموز الثقافة الأمازيغية يرحلون في صمت وبدون ضجيج ولا تعازي رسمية، تنطفئ شمعتهم واحدة تلوى الأخرى، بشكل مسترسل ومستمر، يرحلون فيتركون فراغا كبيرا، بحجم ما يحملونهم على عاتقهم من الثقافة والفن والقضية، ومن الصعب تعويضهم.

أما الأحياء منهم، فهم يقاومون، يتصارعون ويتعاركون مع الزمن القاسي، يناضلون ويضحون، أغلب زملاء المرحوم “أد حماد” لا يملكون عشاء الليلة، ولا يملكون مدخول غير ما يحصلون عليه من وسط “جامع الفنا”، أما إذا مرض أحدهم، فتلك قصة أخرى، قصة عنوانها المعاناة.

فنّانون أمازيغ يعانون، يعانون قسوة التهميش والإقصاء الممنج من طرف جهات حكومية، ويقاومون بكبريائهم، بدون تغطية صحية ولا اهتمام يذكر بفنّانين يقدمون كل ما يملكون للثقافة واللغة الأمازيغية، فيحصدون مقابل ذلك، مزيد من “الحكرة” والتهميش، فيتعاركون ويناضلون حتى يرحلون في صمت.

العالم الأمازيغي/ منتصر إثري

 

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *