أخبار عاجلة

القيم الأمازيغية بمنظار الظلم

بقلم: محمد بوسعيدي
بقلم: محمد بوسعيدي

إن الصور النمطية الظالمة حول أمازيغ المغرب يجعلك تقف مشدودا أمام جور متعمد يسعى الآخر لمده في تاريخ الأكذوبة، حتى يصل إلى  أجيال الغد  مغلوطا محشوا بالخزعبلات والتلفيقات، فترى أحدهم إذا تحدث عن أهل الريف يصفهم بالتهريب والحشيش وكل أنواع المخدرات، وإذا تحدث عن أمازيغ سوس يصفهم بالسحر والشعودة والتقشف واستخراج الكنوز الوهمية، أم إذا تحدث عن أمازيغ الوسط فيصفهم بأهل المجون والدعارة والبندير.. وغيرها من الأوصاف الذميمة التي يعج بها معجم الحقد، دون مراعاة لشيم الإنصاف وحقائق التاريخ بوشم الفضائل الراسخ أمام زوبعات السنين، لتنسى أيها الناقد الأعمى، الكرم، الإيثار، التضحية، الدفاع عن الأوطان، قبول الضيف الفار من حر الصحراء بحضن الايواء …

إنها خصال الأمازيغي المترفع عن حطام الأضواء، المتعفف في مناصب الزوال، الفاتح ذراعيه لكل وافد بترحاب الأخيار، شرقيا كان أم غربيا. ففحول الأمازيغ نشروا العلم ووحدوا البلدان وأخلصوا للتربة الذهبية وسقوها بدماء العظمة كلما نادى الوطن، شيم أرخوا لها بمداد الفخر، يتسابق إليها اليوم دعاة التغيير، فالمرأة أوصلوها قمة حكمهم، حين كان الآخر يئدها، وأبدعوا قواعد الديموقراطية التشاركية في أعراف القبيلة منذ عهد تليد، وزجروا المعتدي على هدوء الحياة بأحكام تراعي حقوق الإنسان المتبجح به اليوم، وأبدعوا قوانين لتوزيع الثروة، وكان الماء ملك الجميع، الرعي، الأرض الجماعية، الفرح المشترك، الحزن المشترك، خلق الائتلافات أو ما يسمى بـ ” ثاظا ” لحماية الجار والذود عنه، شيم لن يكفي الزمن لسردها، عكر صفوها أحكام من نظارات السواد، ترى الجمال قبيحا وترى النور ظلمة، وتبخس الإبداع وتتنكر لأيادي أطعمتها برغيف الحب، بعد أن كان يتغدى ببول البعير، والتمر المحنط.

إنه الأمازيغي الشامخ الذي يؤمن بك إنسانا ويحبك بلا ضغينة حتى وإن سعيت إلى طمس هويته وتزوير تاريخه، وتهميش ثقافته، سيبقى راسخا رسوخ قمم الأطلس العالية، مؤمنا بصدق القضية وعدالة المطلب، مؤمنا بجمال الوجود، معتبرا الكيد أخلاق الجبناء وسحابة صيف لن تغير من صفو حياته، قطار عنيد بين الجبال والتلال، وصول المحطة مطمحه، لا تلهيه تلويحات ولا متاريس الآخرين، بعزم وقوة وتفاؤل وتسامح وأخلاق التعايش سنرقى، والآخر أخوك الإنسان أغفر ذنبه، واستر زلته، وعامل السوء بالإحسان، هكذا ينقل الأمازيغي إلى أبنائه وصيته، منبع عذب يشرب منه أبناء الأمازيغ وهم صغار، جعلهم يتسلحون بسلاح الايثار والنأي عن التصادم، فاعتبروا يأ أهل الدماء.

اقرأ أيضا

سعيد بنيس: هناك علاقة وثيقة بين العمل الصحفي والعلوم الاجتماعية

يرى الأستاذ سعيد بنيس أن هناك علاقة وثيقة بين العمل الصحفي والعلوم الاجتماعية بشكل عام، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *