رفرفت أعلام دول عديدة من الشمال والجنوب في مخيم شباب أمنستي بمراكش طوال الفترة الممتدة من 2 إلى7 شتنبر 2019 تحت شعار : ” شباب ملتزم من أجل العدالة والكرامة والبيئة ” لتأكيد الالتزام بالدفاع عن الكرامة والعدالة وحماية البيئة من التدمير.
يقول سفيان أطرسي، المنسق الوطني لشباب أمنستي في المغرب “إن الشباب يتابعون بقلق بالغ انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في العالم، خاصة منها تلك التي تتعلق بالتأثيرات الوخيمة للتغير المناخي، الناتجة عن عدم احترام البيئة، ويؤكدون تصميمهم على فتح معركة عالمية للدفاع عن الحقوق البيئية التي تعتبر جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان“.
وفي رسالة بالڤيديو موجهة لشباب الفرع المغربي الذي يحضن هذا المخيم الدولي، نوه كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية بالدور الريادي لهؤلاء الشباب قائلا: “أنا مُلْهَمٌ بتفاني والتزام هؤلاء النشطاء الشباب ليس فقط بالريادة التي يظهرونها في النضال من أجل حقوق الإنسان ولكن أيضا بشغفهم لدعم وخلق مساحة لشباب آخرين للانضمام إلى حركة حقوق الإنسان“. كما أكد أنه “في جميع أنحاء العالم ، يقود الشباب رحلة التغيير في مجال حقوق الإنسان ويحتلون مراكز الصدارة في مختلف حركات حقوق الإنسان“.
ويضيف الأمين العام للمنظمة الدولية: “لقد ارتأت المنظمة أن تستثمر في القيادات الشبابية، وتشجع مشاركة الشباب الفعالة في جميع مجالات عملها”… وسيستمر النضال “بالشباب، ومعهم ومن أجلهم “.
وفي تأكيده على التحرك الريادي للشباب في الدفاع عن البيئة ذكر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية بأن المنظمة ستحتفي في 16 من هذا الشهر بهذا الزخم الشبابي المناضل على صعيد كل الحركة بتنظيم “تظاهرات يوم الجمعة من أجل المستقبل“.
وتجدر الإشارة إلى أن الطفلة النرويجية غريتا ثانبرغ التي تقود هذا التحرك من أجل بيئة سليمة وألهمت مئات آلاف الشباب عبر العالم، ستكون محط تكريم في العاصمة الأمريكية واشنطن وذلك عن طريق توسيمها بجائزة سفير الضمير التي سبق أن منحتها منظمة العفو الدولية للمناضل نيلسون مانديلا الذي أسقط بصموده وإصراره النضالي جدار الأبارتيد.
وقد هزت هذه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 16 سنة ضمير العالم حينما وقفت أمام الجمعية الوطنية الفرنسية في يوليوز الماضي قائلة: “ليس عليكم الاستماع إلينا، فقبل كل شيء نحن مجرد أطفال، لكن عليكم الإصغاء إلى العِلم، هذا هو كل ما نطلبه”، في إشارة إلى التقرير المثير للقلق الأخير الصادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة حول المناخ.
وفي نفس السياق، دعا سفيان أطرسي، المنسق الوطني لشباب أمنستي المغرب الحكومة إلى زيادة تمكين الأشخاص الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، كالأطفال والشباب، من المشاركة في الجهود الرامية إلى التصدي للتغير المناخي وتخفيف وطأته عبر برامج طويلة الأمد للتربية على حقوق الإنسان.
للتذكير فإن المخيم الدولي لشباب أمنستي الذي عقد دورته 21 هذه السنة علامة مضيئة في سماء أمنستي عالميا، ويعتبر فضاء لتقوية قدرات النشطاء الشباب من مختلف بقاع المعمور وفضاء لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب النضالية الرائدة للشباب المدافعين/ات عن حقوق الإنسان. وعلى الرغم من تراجع الوضعية الحقوقية عبر العالم، إلا أن شباب أمنستي واثقون من نجاح نضالهم من أجل التغيير.
هذا وبعد أسبوع زاخر بالعمل وتطوير المهارات، اختتمت فعاليات المخيم الدولي لشباب أمنستي يوم السبت 07 شتنبر 2019 بإصدار ميثاق كامب 21 (المخيم 21) ، من خلاله عبر الشباب عن التزامهم باحترام البيئة واتخاذ تدابير وإجراءات من شأنها التصدي للتغير المناخي والتخفيف من وطأته.