(…..) لا يختلف السكن البحري الذي نقصد به التجمعات السكنية المتاخمة للبحار عن نظيره القاري الذي تعرفنا على بعض خصوصياته في نصوص اليوميات السابقة، اللهم في الألوان المستعملة في طلاء جدرانها ونلاحض ويكتفي السكان على اللونين الأبيض والأزرق على غرار كل المدن الساحلية العالمية.
كما نجد بعض التمايزات الطفيفة بين السكن البحري ونظيرة القاري وخاصة في وضائف بعض المرافق والسطوح التي تنشر فيها الأسماك ولحوم الصدفيات بغرض تجفيفها (بينما تخصص أسطح المنازل القارية لتجفيف الحبوب والقطاني وكذلك نبات السْمار والدوم اللذان تصنع منهما الحصائر والقفف والحبال “TIZIKRT” المستعمل في بناء الحصائر) والصدفيات البحرية المقصودة هنا هي أبعو (Abɛu) وتيط ؤغيول (tiṭ uɣyul) التي تعني عين الحمار وتيفنزيت (tifnzit) وتاركنوزت، (Tarknuzt) إضافة إلى تاغروست (taɣṛṛust) التي تقطع من اسماك “تازلمزات” (Tazlmzat) و”تاسركَالت “(Tasargalt).
كما يخصص فيه الدهليز – الذي يربط المدخل بجوف البيت- أو “أغمي” لسلق الصدفيات بغية استخراج احشائها وفصلها عن قواقعها، في بعض الاحيان يلتجأ الى تكسير قواقع الصدفيات – بغية فصلها – والتي تشكل الجزء الكبير من محاصيل تيكَري (ستجدون تعريفها ومصدرها اللغوي واشتقاقاتها وفعلها في الفقرة الموالية)، التي توازيها محاصيل الحصاد أو” تامكَرا”، “Tamgra” في المناطق البورية او الساقية أو “ئيكَران”، “Igran” في بعض مناطق سوس الأخرى… ألم يقل جدنا علي ؤمحمد ؤعلي ذات يوم أن البحر هو بستان الدرويش؟ قدر كبيرة مملوءة بالماء وتوضع فوق كوانين حجرية معدة لهذا الغرض.
على العموم يشبه المسكن البحري ذلك الذي يبنى في لعزيب الذي يخصص إما لتربية قطعان الأغنام والماعز أو تربية النحل المنتج للعسل الحر، أو هما معا فبيوت العزيب كما هو معروف تتميز ببساطتها الشديدة نظرا لطابعها المؤقت، كما لا يتكلف أصحابها بتجهيزها بشكل جيد على غرار مساكنهم الرئيسية… ويكتفون فيها بالضروري فقط من أواني وتجهيزات منزلية وغيرها…
“تيكري” “TIGRI”: حرفة نسوية قديمة قدم البحار
بحلول موعد تيكَري (منتصف الشهر القمري أو في آخره) تتفق نسوة الدوار على موعد ومكان انطلاقتهن صوب سواحل المنطقة والذي يكون غالبا عبارة عن أفتاس (AFTAS) أو مرسى طبيعى، وتكون انطلاقتهن الجماعية بحلول الهزيع الأخير من الليل ويستحسن أن تكون بعد صلاة الفجر، أما بالنسبة لمكان الانطلاق فيجري الاتفاق دائما على ساحة الدوار الخاصة بالحفلات التي تسمى أسايس (ASAYS) أو مرقص الدوار، في الأحيان تكون انطلاقتهن من مخرج الدوار. عند اكتمال عدد النساء المشاركات في رحلة الالتقاط هذه ينطلق الموكب دفعة واحدة صوب الساحل الذي وقع عليه الاختيار اعتبارا لمجموعة من العوامل والأسباب ومنها جودة محاصيل تيكري ووفرة باكورة الالتقاط بناءا على ما تراكم من تجارب سابقة. وقد يحدث أن يختلف على الساحل المتوجه اليه من طرف موكب النساء بسبب خلاف بينهن وغالبا ما يرجع إلى خلافات سابقة وحسابات شخصية يتم تصفيتها على حساب اختيار الساحل المناسب، هذا النقض ينقسم بوجبه الموكب النسائي المهيب إلى قسمين قسم يتجه شمالا واخر يتجه صوب سواحل الجنوبية للقبيلة.
قبل الانطلاق صوب الساحل تعمل النساء على تجهيز كل ما يلزمهن من أدوات الصيد والالتقاط ومنها أمور (AMUR) الذي يصطاد به ازايز (azayaz) إضافة إلى اسكركش (askrkch) وهو عبارة عن قضيب تعوج قمته ويستعمل في المناورات التي تسبق صيد الاخطبوط، وتعمد النساء إلى إدخال “اسكركش” في جوف الصخور ويستغلن في ذلك بعض الثقوب المحفورة فيها بفعل عمليات التعرية الساحلية، وعند التيقن من وجدود الفريسة يعملن على إدخال أيديهن للإمساك بها بكل لطف، قد يحدث أن يباغتن اخطبوطا شاردا في مقعر صخري مملوء بالماء بواسطة أمور الذي يشبه في شكله شكل الرمح.
تسمى مناطق ممارسة أنشطة تيكري باسكَمار (isgmar)، المصايد بالعربية، هذه الأخير توجد فيها العديد من الصخور الصلبة التي تشد إليها الصدفيات التي يتم التقاطها من طرف النساء ونخص بالذكر هنا ويل wil وتاركنوزت tarknuzt بالدرجة الأولى إضافة إلى تيط ؤوغيول وابعو في بعض الأحيان. غير أن النساء يفضلن الأولين نظرا لجودتهما وقوتهما الغدائية.
ينطلق موكب النساء في جو من الفرحة والانشراح وعند الإنتهاء من سلك نصف مسافة الطريق والتي تصاف طلوع الشمس وضهور قرصها الجميل في الأفق البعيد ترفع الأهازيج والاغاني التي تحتفي بالبحر وبقوته وجوده وجبروته في آن واحد، وتتدرع النساء إلى الله ان يسخر لهن ما هن مقبلات عليه من عمل وصيد وان يرزقهن صيدا وفيرا وجيدا، واثناء ذلك يعرجن على ذكر أولياء الله في المنطقة والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، ولا يجب ان ننسى درجة التبجيل والتوقير الذي يخص بها الامازيغ اولياء السواحل، لاعتبارات دينية وطرقية متعددة وخاصة ما يرتبط منها بالتصوف والزهد من طرفه في حياتهم واكثارهم من أفعال الخير وتعليم السكان مبادئ الدين وشرائع الإسلام…وغيرها من عناصر التصوف الإسلامي المعروف في كل انحاء المغرب. فقبل تدشين عمليات الصيد والالتقاط عند بلوغ الساحل تعمل النساء على زيارة ضريح الوالي المدفون في ترابه او حماه، وبعد الانتهاء من مراسيم الزيارة التي تهدف إلى الحصول على بركة الاولياء يتوجه الجميع صوب الصخور التي خلفها الجزر الكبير وتبدا أولى فصول تيَري او الالتقاط عندما تعمل تامزواروت (زعيمة النساء) على اختبار نماذج من الصدفيات لاجراء الخبرة عليها وتستعمل في ذلك ما تراكم لديها من تجارب السنوات الماضية، وعندما تفضي المعاينة إلى وفرة المحصول وجودته وقابلية جمعه تبدا عمليات الالتقاط والصيد إلى حين تدشين قرض الشمس في مناورة رحيله المؤقت أثناء ذلك تتسارع النساء إلى توضيب اغراضهن وجمع محاصيلهن من الصدفيات والرخويات في قفف معدة لهذا الغرض ويتم حملها على ظهور الدواب ايدانا بحلول موعد الرجوع إلى الدوار ومجاورة اهاليهن من جديد، في موكب نسائي مهيب يغلب عليه طابع السواد الناتج عن لون ملابسهن التي تتشكل من رداء “الخنط”، وهو عبارة عن قطعة من القماش مربعة الشكل تلتحف بها النساء بعد الانتهاء من عمليات الالتقاط والصيد. وترفع الاشعار والاغاني من جديد، أهازيج ومقاطع غنائية تتحدث عن الشوق إلى الاهل والديار…. من فوق رحيلتهن المثقلة بمحاصيل “تيكَري”، ويحدث في لحظة صفاء ذهني تتبادل النساء أطراف الحديث المشجون وتبوح الواحدة منهن للأخرى بأسرار بيتها الزوجية وما يؤرقها من تصرفات بعلها وقسوته في بعض الأحيان وتشتكي اليها شظف العيش الذي تعاني منه اسرتها جراء قلة الموارد وكترة الأبناء وغلاء الحاجيات وتسلط العجوز وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المجتمع القروي الذي يغلب عليه اقتصاد الندرة.
يبقى ان نشير في الأخير إلى ان معيار اختيار الساحل المتوجه اليه من طرف النساء تتحكم فيه مجموعة من العناصر الأساسية ومنها على سبيل المثال جودة المسلك الترابي المؤدي اليه فادا تضرر كليا او جزئيا الأخير حسب اخر الاخبار الواردة عنه يتم اختيار ساحل اخر لم تتضرر مسالكه بسبب عوامل التعرية الطبيعية خاصة الرياح والأمطار بعوامل التعرية التي تسبب في حفر وسط المسلك مما يجعله غير قابل للاستعمال خاصة اذا تمت تكسيته بالرمال مما ينتج عنه صعوبة تحرك الدواب وتكسير سيقانها في بعض الأحيان جراء الحفر التي يحفرها نوع من القوارض «أغردا” الذي ينتشر في هذه المناطق ويصادف وجوده فترة الحصاد بغرض الاختباء من الثعابين التي تتغدى عليها. إضافة إلى عنصر قرب او بعد الساحل من الدوار وخاصة في فصل الخريف والشتاء المعروف بقصر نهاره مقارنة مع لياليه.
في اصطلاح الكلمة
تيكري(TIGRI) في الاصطلاح تعتبر من المصطلحات الامازيغية ذات الصلة بثقافة البحر والصيد البحري بسواحل سوس، وهو يحيل على مدلولين اثنين، الاول ويقصد به كل ما يلتقط او يجمع من فواكه البحر وكائناته الحية التي تشكل موردا غذائيا غنيا، اما للإنسان من جهة متل ويلل، وتاركنوزت وتيط ؤغيول “وازايز” و”تيفنزيت” وربما “ابعو” و”تيكيوت” من او من جهة اخرى للأسماك وكائنات بحرية اخرى متل “ئيغيردم” و”قايمر” و”أفزضاض”، ومختلف اشكل الديدان التي تتغدى عليها تلك الاسماك والكائنات.
وثانيهما هو الميقات الخاص الذي تلتقط فيه هذه الفواكه والكائنات، ويرتبط هذا الميقات بفترة الجزر (أسغار) التي تنسحب اثناءها مياه البحر عن شواطئه الصخرية التي تعيش عليها تلك الفواكه والكائنات، وذلك مقابل فترة المد “تيسَا” (TAYSSA) التي تمتد اثناءها مياه البحر لتغطي تلك الصخور. هذا الجزر من حيث هو ميقات للالتقاط يسمي تيكري، ويميزون في هذه المواقيت بين ما يلي:
- تيكري ن تلاليت: (Tigri n tlalit) وهي فترة الالتقاط التي تتاح عند الجزر الكبير “اسغار مقورن” (Asghar mqqurn) الذي يحدث عند ميلاد/ بداية كل شهر قمري، وتبدأ عادة منذ مساء يوم 26 من الشهر السابق وتستمر الى اليوم الثالث من الشهر الموالي.
- تيكري ن تزوني (TIGRI N TZUNI): وهي الفترة التي تتاح عند الجور الكبير ايضا عند منتصف كل شهر وتتراوح فيما بين يومي 13 و18 منه.
- كَريكَاريون: (Gerigariwin) وتعني فترتي ما بين الجزرين الكبيرين في كل شهر، احداهما قبل منتصفه والثانية بعده، ومدة كل منهما حوالي 9 الى عشرة ايام، أي ما تبقى من ايام الشهر.
مواقيت الالتقاط هذه تصادف حصول الجزر كبيرا، والقول بان الجزر الكبير”اسغار مقورن” (Asghar mqqurn) سيبدأ غدا، ونفسه القول بان تيكري ستبدأ غدا، والعكس صحيح. وهكذا فمصطلح تيكري يطلق على بعض ما يلتقط من كائنات البحر وفواكهه، ويطلق ايضا على ميقات هذا الالتقاط.
هذا التعريف الجامع (اوردناه ببعض من التصرف) لجامع بنيدير البحاثة السوسي المشهور الذي اورده في كتابه سوس والبحر من خلال المعجم البحري للكائنات البحرية، يخبرنا بالعديد من الحقائق ومنها ما يلي:
- ان ايمازيغن كانوا بحارة حقيقين عكس ما ذهبت اليه الكتابات الاستعمارية التي اوردت عكس ذلك، حين حسمت في موضوع خوفهم من البحر[1].
- المعارف الامازيغية المرتبطة بالبحر وحركاته وحالته تنبئ وتدحض في نفس الوقت زيف الأطاريح الكولونيالة وبينت عيوبها وقصورها بل تهافتها.
- لا يمكن لأي شعب كيفما كان نوعه ان تتوفر منظومته الثقافية على هذه التفاصيل الدقيقة المرتبطة بالبحر ان لم تتوفر له نخبة علمية على دراية كبيرة بعلم الفلك؛
- فكما هو معروف فحركات المد والجزر وغيرها من حركات البحار مرتبطة بما يقع في سماوات الكون، وعلى هذا الاساس فإتقان حرف البحر والتمكن منها ليس بغريبة على مجتمع أنجب من بين ما أنجب علماء كبار في علوم الفلك ولعل سيدي محمد البوجرفاوي امام مسجد زاوية سيدي وكَاك بن زلو اللمطي الذي غادرنا الى دار البقاء في السنوات القليلة الماضية لأحسن انموذج على تأصل وتجدر هذا العلم في سوس.
- لا يمكن لمن ليست له دراية بحالات البحار ان يغامر بنفسه ويركب امواج البحر المعروف بقوته وشدته، وهذا ما يؤكده وجود اسطول كبير من إغروبا “(Ighrruba) او الفلك، بل نجد ان القواميس الامازيغية تتحدث عن وجود مفردات اخرى خاصة بوسائل الملاحة ومنها تناوت (Tanawt)التي تكبر اغرابو بكثير وتناوت هذه هي السفينة الشراعية المعروفة لذى رواد البحار.
- واخير ليس غريبا على امة اسست دولة الموحدين وقبلها دولة المرابطين التي غزت الاندلس غير ما مرة ان تكون ثقافتها البحرية متخلفة وشحيحة، والا ماذا نحن قائلون على حجم الاسطول العسكري البحري وقوة قطعه وصلابتها وشراستها في مواجهة الاعداء، هذا الاسطول الذي اسسته الامبراطورية الموحدية واعتبر في زمنها اسطولا جبارا لا يقهر، ما جعل سلاطين الاتراك العثمانيين يتوسلون ويستعطفون سلاطين المغرب لتمكينهم منه لضربوا به اعدائهم وهم ما يتحقق لهم نظرا لفطنة ودهاء سلاطين المغرب واستخبارهم للنوايا السيئة لسلاطين الأستانة.
في تشريح الكلمة لغويا
ومن الناحية اللغوية تعتبر “تيكري” من الاسماء الامازيغية المؤنثة، وعلامة تأنيثها تاء التأنيث الوحيدة الظاهرة في أولها. وينتمي هذا الاسم إلى الأسماء التي تكتفي بتاء وحيدة أساسية وصائت في آخرها للدلالة على التأنث نحو: تيخسي (tixsi) تاسا، (tasa) تيزي، (tizi) تاغدا، (taⵖda) تاكَوري، (taguri)، تاضوري (taⴹuri) وتحمل دلالات متعددة: فهي تعني تارة على وجه العموم كل ما يمكن التقاطه من محار أو بلح البحر وكل أنواع الصدفيات التي تجمع من طرف “إنكَمارن” و”تنكمارين” في المساحات الحيوية التي تتركها مياه البحر في حالة المد القصوى. وقد تختصر فقط للدلالة على “بلح البحر” في مناطق عديدة. ويقودنا البحث عن العلاقة الدلالية القائمة بين بنية الكلمة ومرجعها الدلالي إلى تفكيك بنيتها الاشتقاقية، بما يحققه ذلك من نتائج مقتدرة لارتباط هذه المنهجية باستثمار الخصائص البنيوية والفيلولوجية لمختلف التفرعات اللَهَجَيَّة (Parlé) الأمازيغية في مجموع مجالاتها التاريخية والجغرافية المترامية.
وبالنسبة لاشتقاق الكلمة فمن ان الواضح كلمة “تيكري” (TIGRI) اشتقت من الجذر الثنائي (GR) الذي يمكن ان تشتق من خلاله اشتقاقات كثيرة ومن تلك الكلمات نذكر على سبيل المثال: الفعل: (gr ) الذي يحمل بدوره معان مختلفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: رمى، ألقى، بذر، نثر. ففعل رمى يعني إلقاء الشيء، أي انه قام بإلقائه “ئكَر”، رمى بالشيئ كالسهم[2] وتشترك جميعها في معان لها ارتباط بالإلقاء والرمي بصفة عامة. ويمكن اشتقاق أسماء ومصادر مختلفة منها مثلا:
- اللامساواة (Amyagar) في الحقوق مثلا اما بفعل تسلط نظام قائم او تسلط اشخاص عن على اخرين ويحرمونهم حقوقهم الاساسية.
- عاقر (Tiggrt)، وقد تعني هذه الكلمة المرآة القليلة الولادات حيت تكتفي “تيكَرت” (tiggrt) بمولودين اثنين فقط طوال حياتها الانجابية بينما تقف “تيكَر ن لحر” (tiggrt n lḥurr) على مولود واحد فقط طوال حياتها، ونفهم من هذه الكلمة انها تعبر عن وضعية العقم الكلي او الجزئي الدائم لذى النساء، التي لا تلد كثيرا وفي غالب الاحيان تكتفي بانجاب مولودين اثنين ولا تزيد عنهما، وتسمى التي تلد واحدا فقط “بتكَرت ن لحر”.
- نهاية، خاتمة (Tigira) ،(Agari) (رصاصة)، ومنها طوبونيم بن كَرير الذي كان يكتب في الرسائل والنوازل الفقهية ب بوكَارير (Bugarir).
- حقل (Igr) والذي يعني فدان او بستان او ما شابهه من القطع الارضية الخاصة بممارسة النشاط الفلاحي او الزراعي.
- الأخير (Anggaru/amggaru) وهو الذي يتذيل ترتيبا ما (CLASSEMENT) في مسابقة رياضية ما او علمية من قبيل أولمبياد الفرنسية او الرياضيات وغيرها او وقتا من اوقات اليوم من نهار وليل ويقال مثلا الهزيع الاخير من الليل.
- التقط، جمع (Gru) يعتبر الالتقاط من بين الاساليب الاولى التي لجأ اليها الانسان في العصور السابقة لتأمين غدائه اليومي، ومن بين المجالات التي استغلها الانسان القديم نجد المجال البحري الذي يوفر العديد من اللقى التي كان يتغدى عليها وخاصة الصدفيات والرخويات وبعض النباتات البحرية التي تشد الى الاجراف الساحلية كما سنرى ذلك والدليل على صحة ما ذهبنا اليه هنا الاكوام المتراكمة من قواقع الصدفيات المجودة على طول سواحل المغرب الاطلنتيكية على الخصوص، هذه الاكوام من الصدفيات التي تشكل ما يشبه الجبال في بعض المناطق ونجدها ممزوجة بالرماد في الغالب وهذا دليل على ان الانسان الذي كان يسكن في هذه المناطق كان يتغدى عليها.
- لفظة، كلمة (Taguri) التي تعني تناول الكلمة بغية الخطابة، او التحدث في الناس كما يمكن ان تعني في سياقات اخرى ترجمة لكلمة مفردة في القواميس وغيرها.
- بين (Tagra)، تستعمل للفصل بين ظرفين او مكانين او زمانين او أكثر، كما تستعمل في سياقات اخرى متعددة.
- باب (Taggurt) باب الحجرة او المخزن، كما يطلق عليها في اللغة الامازيغية مصطلح اخر وهو “ايمي ن ؤكادير” وهي قبيلة من بين قبائل جبال باني او الاطلس الصغير، او “ايمي ن افري” الموجود في سفوح جبال الاطلس الكبير الاوسط وبالضبط بمنطقة دمنات
هذه اللائحة من الكلمات المشتقة[3] ليست نهائية وحصرية، ولكنها تمثيلية فقط. فالبحث في المعاجم اللَهَجَيَّة (Parlé) الأمازيغية سيمكن الباحث من الحصول على لائحة متكاملة. وانطلاقا مما توفر لدينا من هذه اللائحة يمكن وضع تحليل كلمة “تيكري”؛ فهل نشتقها من الفعل “gru”/ جمع والتقط؟ أم نجعل اشتقاقها مرتبطا بفعل “ggru”/تأخر؟ أم بالفعل “gr”/ رمى، ألقى؟ إن ارتباط “تيكري” كما سلف ذكره بالتقاط الأحياء البحرية الصدفية في المساحات البحرية التي تخلفها حالة المد القصوى يجعلنا نقول: بأنها ربما قد تحمل معنى “ما يتم جمعه والتقاطه”، من جهة أخرى يمكن أن تحمل معنى “ما تم لفظه من البحر”، وأيضا “ما تأخر من اللحاق بالمد”. هذا التشريح اللغوي لهذه الكلمة الذي قام به الباحث الشاب في الثقافة الامازيغية عبد السلام بومصر جزءا منه يجعلنا نحسم بشكل كبير فيان معنى هذه الكلمة يعني الالتقاط وهو فعلا كذلك
سلا في 23 مايو 2020
[1] – وهذا ما بيناه من خلال بحث تحث عنوان ايمازيغن والبحر: دراسة في المعجم البحري لساحل سوس. وهو بحث حصلنا بموجبه على دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص التاريخ، سنة 2008 بكلية الاداب والعلوم الانسانية اكَدال الرباط، وكانت لجنة المناقشة تتكون من السادة الاستاذة عبد الاله الدحاني مشرفا ومقررا، الاستاذة ليلة مزيان مشرفة، الاستاذ خالد سرتي وعبد الرحيم العطاوي اعضاء
[2] – ونحو، ئوت رامي، ه- ئمزلاي ئمكار؛ ئمزرواض، وكل هذه الأفعال تتعدى بالحرف: د. –ترامى القوم- مواتن ميدن؛ مناضبن ميدن مزلاين، مكارن ميدن- ارتمى مطاوع رمى – ئتوكر= ئتوكر (ف.مح)؛ ئمنكا؛ ئتوزروض(ف.مج)- الرمي- تيكروري، تاكوري؛ ازلاي؛ ازروض؛ انضاب- المرماة، الترامي- امكار= إمنكار… للمزيد حول هذه الكلمة المرجو الاطلاع على الجزء الأول من المعجم العربي الامازيغي لمحمد شفيق.
[3] – عبد السلام بومصر، باحث بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وواحد من أبناء ماست، الذين يشقون طريقه بثبات في ميدان البحث العلمي المتصل باللسانيات الامازيغية.