المعهد الأمازيغي يكرم روح الفقيد ابراهيم أخياط في الذكرى الأربعينية لرحيله

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مساء اليوم، الجمعة 30 مارس 2018، يوما دراسيا تكريميا لروح الفقيد ابراهيم أخياط وذلك بحضور ابنيه ياسين وتوفيتري أخياط، إلى جانب عدد من المهتمين والباحثين في القضية الأمازيغية وأصدقاء المرحوم.

التكريم الذي أشرف على تسيير أشغاله السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عرف في بدايته كلمة مؤثرة للسيد ياسين أخياط، نجل الفقيد ابراهيم أخياط، وتم تسليمه درع التكريم رفقة أخته توفيتري، قبل أن يتم الانتقال إلى عروض حول حياة الفقيد وعمقه الثقافي والهوياتي وقيمه الإنسانية، قام بتقديمها كل من الأساتذة الحسين أيت باحسين وفاطمة بوخريص، والصافي مومن علي والحسين مجاهد الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وفي كلمته الافتتاحية قال أحمد بوكوس، إن رحيل ابراهيم أخياط، “خسارة للحركة الثقافية الأمازيغية وللوطن ككل”، معتبرا إياه “الشخص الذي يتميز بقوة إيمانه بالقضية التي يدافع عنها، الذي يعمل بشكل مفعم بالحيوية والاجتهاد”.

وأشاد بوكوس، بالدور الكبير الذي لعبه أخياط في مرحلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بحيث  كان ضمن الفريق الذي عينه صاحب الجلالة في مجلس إدارة المعهد، مؤكدا أن أخياط “كانت له مواقف شجاعة داخل المجلس، إذ يعبر عن رأيه بكل وضوح، وكان ينتقد انتقادا بناء ويتفاعل مع هذه المؤسسة تفاعلا ايجابيا.

وفي تصريح للأستاذ الحسين مجاهد، خص به جريدة “العالم الأمازيغي” قال أن هذا التكريم المخصص للراحل ابراهيم أخياط، يأتي كاعتراف من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالجميل الذي أسداه هذا الرجل للقضية الأمازيغية.

وأضاف المجاهد أن الأستاذ إبراهيم استطاع ومعه ثلة من الشباب الأمازيغي الاندياح وبقوة في مسار النضال من أجل الأمازيغية والاعتراف بحقوقها فوق أرضها، وكانت البداية تأسيس أول إطار مدني هو “الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي” سنة 1967، والتي سطرت ملاحم وتضحيات وجهود فكرية وثقافية كان لها الأثر الطيب في تمليك المجتمع لمشعل النضال من أجل الأمازيغية وهو ما أثمر الاعتراف برسمية الأمازيغية في ستور 2001. “هذا المكسب المهم لم يكن منحة من أحد؛ بل كان ثمرة جهود وتضحيات جيل من رواد العمل الأمازيغي”.

ويعتبر ابراهيم أخياط هرما من أهرامات النضال الأمازيغي، الذي دافع عن الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بنفس تعددي وبعمق وطني وبرؤية استراتيجية، فكانت لكلمته ورسالته النضالية التي أطلقها من خلال عمله الجمعوي الكثيف وديناميته الغزيرة الأثر البليغ والصدى البعيد.

أخياط الذي وافته المنية يوم الأربعاء، 7 فبراير 2018، رحل تاركا وراءه بصمة المناضل الذي نذر كل حياته لهم القضية الأمازيغية، ككاتب وكجمعوي، مناضلا ومناظرا استطاع المرحوم أن يسجل اسمه بفخر في سجل النضال من أجل إقرار الحقوق اللغوية والثقافية للأمازيغية.

وقد ولد ابراهيم أخياط في جماعة أيت باها قرب أكادير، وانتقل في سن مبكرة إلى العاصمة حيث تابع دراسته من التعليم الابتدائي إلى التعليم الجامعي، ليعود مرة أخرى إلى مدينته ويؤسس بها “جمعية الجامعة الصيفية” سنة 1979 ويرأس لجنتها التنظيمية حتى عام 1991.

أصدر المرحوم مجموعته الشعرية الأولى بعنوان “تابرات” (الرسالة) بالأمازيغية عام 1992، إلى جانب مجموعة من الأعمال  السياسية والتاريخية؛ من بينها: “لماذا الأمازيغية؟” سنة 1994، و”رجالات العمل الأمازيغي: الراحلون منهم” سنة 2004، و”الأمازيغية هويتنا الوطنية” سنة 2007، و”النهضة الأمازيغية كما عشت ميلادها وتطوّرها” سنة 2012 والذي اشتمل على سيرته الذاتية على مدى عقود.

تفاصيل أوفر حول هذا التكريم، وعروض المتدخلين، تجدونها ضمن العدد المقبل لجريدة العالم الأمازيغي.

أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني

 

 

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *