لا أظن أن المغرب تخلى عن دوره التاريخي في حماية الأماكن المقدسة، و عن إيمانه بقضية فلسطين العادلة و لا عن بيت المقدس، الأمر و ما فيه أن الواقع يفرض نفسه ، فأمام الضغوطات المستمرة من نظام الجنرالات الذي لا يريد خيرا للمغرب و لا حتى للشعب الجزائري، و أمام شرذمة من الأغبياء الذين يظنون أنهم يدافعون عن شعب لم يكن أبدا في التاريخ ، كما أن الظرفية جعلت أنظمة أخرى تتهافت فقط على استمرار الدعم الأمريكي و قررت تطبيعا كاملا مع من كانت تعتبره عدو الأمس ، فتطبيع الإمارات مثلا كان بدون مقابل مهم بل وصل بهم الأمر حد السخافة بشراء أندية كروية إسرائيلية ذات قاعدة جماهيرية معادية للعرب …
المغرب اليوم قرر تغليب منطق العقلانية بدل الأحاسيس الجياشة و التي غالبا ما تكون زائفة ، المغرب اليوم فكر في نفسه أولا و فكر في مصلحته على اعتبار أن دول المواجهة كمصر و الاردن لها علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل أحب من أحب و كره من كره ، شعوبها لا تحرك ساكنا أمام العنجهية الصهيونية ، و المغرب يوجد في أقصى الخريطة لا يمكن أن يصمد و يشكل ذلك السد المنيع و قد خذله الكل اولئك الذين عول عليهم و أقسم على مناصرتهم إذا نصروا أنفسهم فقط.
اليوم فهمنا أخيرا من أين يبدأ النضال و من أين يتحرك الضمير
اليوم قررنا أن نبني بيتنا الداخلي أولا ، أن نقوي نقاط الضعف ، و قضية الصحراء كانت دائما نقطة ضعف لأن الأعداء يعرفون جيدا استغلال نقط الضعف .
كان لزاما علينا أن نقبل بأخف الضررين لكن دون تنازل و تراجع عن الأهم ، المغرب يريد فقط أن يرجع إليه أبناؤه اليهود و أن يعيدوا اكتشاف تاريخهم و تاريخ أجدادهم الذين عانقوا هذه الأرض لآلاف السنين ، و كانت هجرتهم بسبب المؤامرة الصهيونية و الماسونية العالمية، هؤلاء كبر آباؤنا و أجدادنا بجوارهم ولا يذكرونهم إلا بخير ، و آخر جيلهم بدأ ينفذ و كانوا دائما يحنون إلى بلدهم و يعيشون على نوستالجيا دروب الملاح والمدن القديمة و حتى قرى الأطلس ،
المغرب هو الأصل ، هو منبعهم و آليه سيرجعون و يفهمون أن تلك الدولة التي صنعها الصهاينة هي فقط أداة لذى النظام الإمبريالي للسيطرة على الأماكن المقدسة و منابع النفط وسيفهمون حينها الخطأ الذي ارتكبوه في حق أنفسهم و نفهم نحن الخطأ الذي ارتكبه الوطن في حقهم حتى يهربوا منه إلى وطن آخر لا يمثل حقيقتهم،
حينها سينتصر الإسلام بالحب، مادام أنه لم يعد يستطيع أن ينتصر بالقوة.
و هذا دورنا كمغاربة أن نفهمهم أننا مع السلام لكن دون تنازل على المبادئ و الثوابت ، القدس ستبقى للإسلام الدين الأصلي لليهود أنفسهم و قليل منهم من يعرفون ذلك …
والله سيفعل ما يريد،
ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة،
لأنني لا أظن أن هناك دولة تعتبر نفسها إسلامية تستطيع مجابهة إسرائيل فحتى أردوغان قد قرر فتح سفارته من جديد في تل أبيب ، أما المغرب فلم يقم إلا بإعادة فتح مكتب الاتصال و فتح الخطوط الجوية لإنعاش سياحته التي وصلت إلى الإفلاس فأنا شخصيا أفضل الإسرائيليين الذين يزورون قبورهم و آثارهم و ثقافتهم على الخليجيين المكابيت الذين يستبيحون أجمل نسائكم مقابل الأموال…
هشام الضاوي