المقاربة الهوياتية

بقلم: محمد بوسعيدي

لقد قطع المغرب اشواطا هامة في مسار الفضية الأولى ، من خلال الاقتراحات العملية والتي امن المنتظم الدولي بنجاعتها ، كان اخرها ، حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية . مقاربة تضمن العيش السليم لكل مواطني الأقاليم الجنوبية ، في اطار ديمقراطية ، وتنمية ابلغ مما تشهده الصحراء المغربية الان من نمو متزايد في كل المجالات ، وفي رخاء وامان واستقرار . مقاربة اقتنع بها المنتظم الدولي كحل منصف لاغالب ولا مغلوب فيه ، في اطار الوطن الغفور الرحيم ، الذي الذي يكفل العيش الرغيد لكل ابنائه…

لكن وامام تعنت الاخر ، ويدعم من الجار العاق لاواصر التاريخ ، وروابط الإخوة والجوار والدين ، وفي إطار التداولات والحوارات التي تجريها الحركة الأمازيغية في تجمعاتها ، غالبا ما تبدو لها المقاربة الهوياتية هي الاخرى ناجعة الى جانب ماتقدمه الدولة ، بعدم قبول إنشاء دويلة انفصالية فوق بلاد تمازغا ، هذه البلاد المنتشرة في شمال افريقيا والتي أثبت الاكتشافات الأثرية والنقوش والتحاليل والمؤرخين… انها بلاد الأمازيغ منذ عابر العصور، عرفت عبر التاريخ قدوم هويات مختلفة اليها، وتفاعل الاهالي مع جميع القادمين، محافظين على عاداتهم ولغتهم وتقاليدهم، ولقد تحقق للامازيغية في المغرب مكتسبات مهمة، تلبية لمطالب الحركة الأمازيغية خصوصا مع العهد الجديد، كانت بدايته مع خطاب أجدير التاريخي، وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، واحداث القناة الثامنة ،الى دسترة اللفة في دستور 2011، ثم مع القانون التنظيمي في 2019 وكان اخرها ٱقرار جلالة الملك لراس السنه الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنه ،لتفتح الجامعات المغربية ابوابها لمسالك الدراسات الأمازيغية …

انها مكتسبات تتصالح فيها الدولة مع هويتها ، منصفة جميع مكونات هذا الشعب المتعايش في تناغم ، والذي يسعى الى تفعيل الأمازيغية في الحياة العامة ليجد كل مواطن ذاته فوق هذه الارض .

واننا كامازيغ المغرب نفتخر حين نلتقي بامازيغ العالم عبر مؤتمرات التجمع العالمي الأمازيغي او غيره من التنظيمات ، بما حقق في بلادنا ، محفزين إياهم بمزيد من الترافع الحضاري لتحقيق المطالب في بلدانهم ، ولقد أثبتت جل اللقاءات ذات الطابع العالمي للامازيغ مدى الوئام والود والاخاء الذي يجمع أمازيغ بلاد تمازغا والشتات. ولمسنا فيهم تفاعلهم الايجابي مع الوحدة الترابية ببلادنا .

لذا ارتايت ان نرفع المقاربة الهوياتية شعارا لرفض اي جسم يريد زرع الفتنة فوق بلاد تمازغا، وان نقوم بديلوماسية موازية مع اشقائنا ايمازيغن لكي يساهموا معنا في الضغط على حكوماتهم لحماية وحدة المغرب ، وعدم العمل على خلق كيان وهمي فوق بلاد تمازغا .

انها مقاربة ستعطي اكلها لامحالة لمكانة الأمازيغ في بلدانهم ، لعددهم وقوتهم وعزيمتهم لصد كل مسيء للامن في شمال افريقيا .

وقد نسعى من موقعنا كغيورين على هويتنا التي نستمدها من الارض و الدستور والتاريخ ، ان نعزز هذا المقترح بتبنيه داخل كل تنظيماتنا المحلية مع مراسلة جميع التنظيمات العالمية الأمازيغية قصد تبني هذه المقاربة لصد اوهام أعداء وحدتنا الترابية ومن يقف وراءهم من مدعمي هذا الطرح الانفصالي البائس ، وأنها لرسالة مشفرة الى كل من يريد ان يحدث دويلة وهمية ان يخلقها فوق أرضه و مجاله وليس في بلاد تمازغا الشاسعة المؤمنة منذ القدم بقيم التعايش .

انها رسالة إلى كل امازيغي غيور لتبني هذا المستجد القديم والذي ساورنا مرات عديدة في مداولاتنا، والذي حان الوقت لاخراجه للوجود ، وطنيا ودوليا ، لانه يبقى – الى جانب مقاربة الحكم الذاتي – حلا منطقيا ومعقولا يحمي الارض والهوية .

شاهد أيضاً

التحولات الجيواستراتيجية في شمال إفريقيا ومطامع إيران: هل تتحول البوليساريو إلى “حزب الله “جديد؟

بعد بوادر فشل إيران في سياستها بالشرق الأوسط من خلال الحرب بالوكالة و تنظيماتها الموالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *