بيانات: أمينة أبو الأنوار – كمال الوسطاني
يراهن المغرب على التحول الرقمي كرافعة اقتصادية للمملكة، ومن أجل ذلك أحدث زوارة مكلفة بالتحول الرقمي، تهدف إلى تسريع الرقمنة في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق منها بالجانب الاقتصادي.
وأظهرت معطيات مفتوحة خاصة بالوكالة الوطنية لتقنين المواصلات نشرتها البوابة الوطنية للمعطيات المفتوحة للمملكة المغربية data.gov.ma، أن عدد المقاولات الذكية الناشئة بلغ إلى حدود 13 شتنبر من السنة الماضية ما مجموعه 230 مقاولة تشتغل في مختلف مجالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، كالتجارة الإلكترونية، البيانات الضخمة big data، والبيوتكنولوجيا، التكنولوجيا الفلاحية والفنية والإعلامية والصحية والمالية والمدنية، وتكنولوجيا التغذية والأزياء والنظافة والتعليم والبناء والبيئة والنقل والرياضة، إضافة إلى مجال الخدمات الإلكترونية والبرمجيات وحماية النظم المعلوماتية والتحول الرقمي وغيرها.
وتتركز أغلب هذه المقاولات في مدن الدار البيضاء بنسبة 57 في المائة، والرباط بنسبة 16 في المائة، ومراكش بنسبة 6 في المائة، وطنجة بنسبة 5 في المائة، وأكادير بنسبة 3 في المائة، فيما تتوزع بقية المقاولات على باقي المدن المغربية كما تشير إلى ذلك الخريطة التفاعلية جانبه.
وتشير معطيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى أن أغلب هذه المقاولات الذكية تجاوزت مرحلة التأسيس ودخلت في مرحلة النمو، ما يدل على أن هذه المقاولات قد بدأت بالفعل في تحقيق إيرادات وأرباح أكبر من خلال توسيع قاعدة عملائها ومجموعة الخدمات أو المنتجات التي تقدمها، وذلك بنسبة 50 في المائة، بل أن بعض هذه المقاولات تخطت هذه المرحلة ووصلت لمرحلة النضج حيث تكون المقاولة في هذه المرحلة ذات خبرة ولديها من الأرباح ما يمكنها من الاستمرارية وحققت أيضاً قدراً من الاستقرار، بنسبة 43 في المائة، كما أن عددا لا بأس به من هذه المقاولات وصل إلى مرحلة التدويل ودخل في منافسة الشركات العالمية، بما نسبته 5 في المائة.
إن هذا الإقلاع الاقتصادي الذي بدأ يحققه المغرب في مجال الاستثمارات الرقمية ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى استراتيجية نهجها المغرب منذ التحاقه بمسار التحول الرقمي في بداية الألفية الثالثة، ومن خلال تأسيسه في عام 2017 وكالة للتنمية الرقمية "ADD" التي تهدف إلى جعل المغرب من بين أفضل ثلاث دول في إفريقيا في هذا المجال ومن بين أفضل 40 دولة على مستوى العالم بحلول سنة 2025.
وفي هذا الصدد أشارت معطيات رصدها موقع تبادل البيانات الإنسانية (HUMANITARIAN DATA EXCHANGE) إلى أن عدد مستخدمي شبكة الإنترنيت بالمغرب حقق نموا سريعا منذ انطلاقها بالمغرب سنة 1995 بنسبة 0,003 في المائة ليتجاوز 84 بالمائة من مجموع السكان سنة 2020.
وفي ذات الصدد أكدت معطيات جديدة للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT)، نشرت بموقع البوابة الوطنية للمعطيات المفتوحة data.gov.ma، أن حظيرة مشتركي الأنترنيت بلغت خلال الربع الثالث من السنة الماضية 33 مليون و860 ألف مشترك، حيث ارتفعت بنسبة 5,12 مليون مشترك خلال سنة واحدة وسجلت نسبة نفاذ بـ 93% في المائة.
وسجلت الوكالة أيضا تطورا ملحوظا في نسب معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمغرب (المبيان رقم 4)، حيث عرفت معدات الهواتف الذكية زيادة كبيرة، وصلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى نسبة 99,9 بالمائة، أي بمعدل هاتف واحد لكل فرد بالمغرب.
أما فيما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر / أجهزة اللوحات الرقمية، فقد بلغت خلال الربع الأخير من سنة 2020 إلى 64,2%، بزيادة قدرها 4,2% مقارنة مع نفس الفترة من السنة التي سبقتها.
في حين واصلت معدات الهاتف الثابت اتجاهها التنازلي، حيث عرفت نسبة الأسر المجهزة بالهاتف الثابت انخفاضا كبيرا وانتقلت من 39 في المائة سنة 2010 لتصل إلى 19,2 بالمائة خلال الربع الأخير من سنة 2020.
كما أشارت معطيات أخرى عن ذات الوكالة إلى ارتفاع مهم في نسب استعمال عناوين بروتوكول الإنترنت (IP)، وكذلك تخصيص أسماء المجال "ma." بنهاية الربع الثالث من سنة 2021.
المصادر:
- البوابة الوطنية للمعطيات المفتوحة data.gov.ma
- موقع تبادل البيانات الإنسانية (HUMANITARIAN DATA EXCHANGE)