أطلقت المكتبة الوطنية بالرباط مؤخرا منصة تحمل اسم “كتاب” قيل عليها الكثير في وسائل الإعلام وقدم حولها مدير المكتبة السيد محمد الفران أكثر من تصريح، قلنا جميل ما أقدمت عليه إدارة المكتبة والقطاع الوزاري المسؤول عنها ، لأن المكتبة توجد في الرباط ويستحسن أن تكون لها منصة رقمية تقرب أعمالها لكافة المغاربة ولو بشكل افتراضي.
ولكن الصدمة كانت قوية، كما تقول أغنية الفنان الكبير عبد الهادي بلخياط أطال الله في عمره. عند اول ولوج للمنصة تجدها تعتمد اللغة الرسمية العربية ، ولغة موليير الفرنسية، وتتجاهل لغة رسمية حديثة الترسيم (2011 ) طالها التهميش والنسيان مدة، اللغة الأمازيغية.
كنا نعتقد أن المؤسسات الرسمية على الأقل، وفي مقدمتها المكتبة الوطنية التي يديرها أحد القادمين من معهد التعريب ، في ظل حكومة جديدة تضع في أوليات برنامجها النهوض بالأمازيغية، لن تقدم على هذه الفضيحة المدوية، خارقة الدستور، مخيبة لٱمال عاهل البلاد ، وٱمال كل الديمقراطيين والحقوقيين ونشطاء الحركة الأمازيغية في بداية مرحلة جديدة يعول عليها ان تكون مرحلة الإنتهاء من انتهاك الحقوق وتجاهل المطالب.
فالسيد المدير الأستاذ محمد الفران مدير المكتبة الوطنية ، انتهك حقا مشروعا وخرق فصلا من فصول الدستور وعبث بقوانين تنظيمية، تؤكد الحكومة الجديدة برئاسة أحد المدافعين عن الأمازيغية، عزيز أخنوش أنها ستهتم بها. الحكومة التي تخصص احدى وزاراتها الدعم المالي للمكتبة على ان تكون مكتبة لكل المغاربة مكتبة تحترم القوانين الجاري بها العمل وتحترم لغتا البلاد الرسميتين.
إن مؤشر إدارة المكتبة الوطنية بإقصائها للغة رسمية في منصتها الرقمية في هذه الظرفية بالذات، مؤشر لا يبعث على الإرتياح وهي رسالة من مؤسسة عمومية لنا جميعا على أننا لا نتقدم في درب الدمقرطة ودولة الحق والقانون.