الناشطة السياسية الكوردية أمل عطي لـ«العالم الأمازيغي»: القضية الأمازيغية بمثابة بركان خامد في شمال إفريقيا والشعب الأمازيغي أثبت سعيه للعدالة الإنسانية

أكدت الناشطة السياسية الكوردية، أمل عطي أن «الشعب الأمازيغي أثبت من خلال إعلامه و مثقفيه انه شعب يسعى إلى العدالة الإنسانية من خلال دعمهم القضية الكردية والتي ظهرت من خلال رفع الأعلام الكردية في المظاهرات التي ينظمها الشعب الأمازيغي واهتمام إعلامه بالقضية الكردية وجريدة العالم الأمازيغي نموذج من ذلك الإعلام». وأضافت ضيفة صفحة قضايا الكورد بـ«العالم الأمازيغي»: «نحن ندرك جيدا أن هذا الدعم والتضامن مصدر فخر واعتزاز لكل كردي، علما أن هناك حربا إعلامية يخوضها أعداء الشعبين الأمازيغي والكردي بأسماء مستعارة للتهجم وإحداث الشرخ بين الشعبين».

وأوضحت عضو اللجنة التنفيذية للمرأة لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي، في مقاطعة كوباني أن «نقاط التلاقي بين القضية الأمازيغية والكردية كثيرة، ومن أهمها الاضطهاد القومي وشعب يعيش على أرضه ضيفا، في حين أن الغزاة التي أتوا من شبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى يسيطرون على أرضهم ويحكمونها كأنهم هم أصحابها الأصليون» وفق تعبيرها. مشيرة إلى أن «القضية الأمازيغية من القضايا التي لا يمكن تجاوزها وهي بمثابة بركان خامد في شمال إفريقيا كما القضية الكردية في الشرق الأوسط ، إن لم يحاول المجتمع الدولي إيجاد الحلول لهما قد يتحول العالم إلى براكين من الدمار».

نبدأ معك بالسؤال الكلاسيكي، من تكون ضيفتنا؟

أمل عطي، عضو هيئة الدائرة في كوباني لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) عضو في لجنة الإعلام للحزب، حاصلة على شهادة دكتوراة فخرية لتنمية بشرية بدرجة امتياز من جامعة البريطانية الدولية كأول كوبانية.
أعمل الآن في اللجنة التنفيذية للمرأة في مقاطعة كوباني وقبلها عملت في مجال التدريس لمدة أربعة أعوام .

كيف هي الأمور في كوباني اليوم؟

بعد المعارك الشرسة التي جرت في كوباني من القتل، الدمار، السلب، النهب، التهجير وتحريرها بعد طرد داعش من المنطقة بفضل قواتنا الكردية YPG ,YPJ وبيشمركة، عاد الأهالي إلى ديارهم من جديد وبدؤوا بإعادة الأعمار، وكوباني اليوم تعيش حالة هدوء وأمان تام، وتتميز بجمالها وبأهلها الذين مازالوا صامدون ومتمسكين بأرضهم ولا تخيفهم تهديدات أردوغان.

ما هي قراءتكم لواقع القضية الكوردية عامة؟

الشعب الكردي مقسم بين عدة دول وبالتالي يخضع لاعتبارات المصالح الدولية، ودورها يؤثر سلبا على مسيرة الشعب الكردي ونضالاته من أجل التحرر، فالدول الكبرى تفضل مصالحها على قضايا الشعوب ومنها الشعب الكردي والذي له الحق في ممارسة حقوقه على أرضه التاريخية. وهناك أمثلة على ذلك السماح لإيران الشاه بالقضاء على جمهورية مهاباد.

كيف تابعتم «الخذلان» الدولي إن جاز التعبير لطموحات الشعب الكوردي في تقرير مصيره؟

كردستان مقسمة بين عدة دول ومصالح الدول الإقليمية التي تقتسم كردستان وتبني علاقاتها مع الدول الكبرى المؤثرة في السياسة الدولية بحيث تمنع الدعم عن الشعب الكردي، فالقضية الكردية لازالت أسيرة الدول الإقليمية ولم تصل إلى المستوى الدولي كما يجب فهي متأخرة على أن يكون مستوى هذه العلاقات لصالح قضية كردية.

في نظركم لماذا واقف العالم ضد استفتاء كورديستان؟ وصمت إزاء التدخل العسكري التركي في شمال سوريا؟

في البداية شجعت العالم استفتاء كردستان سرا وبعدها عارضوا جميع الدول هذا الاستفتاء وادعوا بأن الوقت ليس مناسبا لحل قضية الكردية وهكذا تم رفضها. لأن القضية الكردية مرتبطة بدول العظمى وهم لا يريدون الحل ويستخدمونها كورقة ضغط على الدول الغاصبة لكوردستان. والدخول التركي إلى شمال سوريا تم بموافقة أمريكا وروسيا حتى يضغطوا على الكورد ولم يطلبوا شيئا ولم يصلوا إلى البر.

في ظل ما جرى هل انتهى حلم استقلال الكورد عن «العراق» و تحقيق الفيدرالية بسورية؟

لا لم ينتهي الحلم باستقلال باستفتاء الشعب الكوردي الذي أعطى رأيه وكانت النتائج ممتازة وعلى هذه النتائج ستقرر. المعادلة مرتبطة بكردستان عراق وسوريا ولن تستقر المناطق بدون حصول الكورد على حقوقهم القومية .

ما هي الحلول الممكنة التي ترونها مناسبة للقضية الكردية في الوقت الراهن؟

الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكوردي في الدستور كثاني قومية في البلاد وعلى أرضه التاريخية، وسوريا ديمقراطية لكل سوريين بدون مركزية سياسية والاعتراف بسوريا كدولة يكون الحلم فيها علماني، والحل الأمثل الكونفدرالية السياسية أي إقليم داخل الدولة ككردستان عراق نموذجا.

ما تقييمكم للدور الذي لعبه الكورد في الثورة السورية؟ وماذا استفادوا من التصدي لـ «داعش» بالخصوص وتحرير عدد من مناطق سورية والعراق؟.

بغض النظر عن المآسي والمعاناة والقتل والتشرد والتهجير بسبب حروب التي حلت بسوريا وأضرار التي شهدها شعبنا، إلا أن الشعب الكردي لعب دورا كبيرا سياسيا وعسكريا وأيضا محاولات وقيام بعلاقات دولية من أجل حل السلمي.
كما أنهم حافظوا على أمن مناطقهم وازدهارها وربطها بنشاط التجاري وكذلك جلب المنظمات الدولية والإنسانية إليها وكذلك قاموا باستخدام العلاقات الدولية والإقليمية لصالحهم العسكري فمثلا أصبحوا جزء من التحالف الدولي ضد داعش وهو ما جلب أسلحة حديثة لهم وتدريب الكوادر العسكرية وكذلك الخبرة في إدارة مناطقهم والعيش المشترك في شمال شرق سوريا.

كونك امرأة كوردية كيف تنظرين لدور المرأة الكوردية في ما يجري من تحولات؟.

المرأة الكردية أثبتت جدارتها وقوتها في ثورة السورية ووقفت بجانب الرجل جنبا إلى جنب وحملت سلاح ودافعت عن أرضها وكرامتها، ولا تقل قوة عن الرجل. أيضا أثبتت نفسها سياسيا ومهنيا واجتماعيا…
والمرأة الكوبانية في الآونة الأخيرة كسرت حواجز العبودية والتخلف التي كانت تعاني منها طيلة سنين التي مضت وقدرت أن تأخذ أكثر من نصف حقوقها.

كيف تنظرين إلى مواقف الأمازيغ من القضية الكوردية؟

لقد اثبت الشعب الأمازيغي من خلال إعلامه ومثقفيه انه شعب يسعى إلى العدالة الإنسانية من خلال دعمهم القضية الكردية والتي ظهرت من خلال رفع الأعلام الكردية في المظاهرات التي ينظمها الشعب الأمازيغي و اهتمام إعلامه بالقضية الكردية وجريدة العالم الأمازيغي نموذج من ذلك الإعلام، نحن أن ندرك جيدا أن هذا الدعم والتضامن مصدر فخر واعتزاز لكل كردي، علما أن هناك حربا إعلامية يخوضها أعداء الشعبين الأمازيغي والكردي بأسماء مستعارة للتهجم على بعض الشخصيات الكردية لأحداث الشرخ بين الشعبين.

ما هي أبرز نقاط التلاقي والتشابه بين الكورد والأمازيغ؟.

نقاط التلاقي بين القضية الأمازيغية والكردية كثيرة أهمها الاضطهاد القومي وشعب يعيش على أرضه ضيفا في حين أن الغزاة التي أتوا من شبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى يسيطرون على أرضهم ويحكمونها كأنهم هم أصحابها الأصليون.
كذلك ظهر من الشعبين قادة و أدباء استفاد منهم أعداءهم أكثر من شعبهم مثل طارق بن زياد الأمازيغي وصلاح الدين الأيوبي الكردي اللذان كان لهم دور بارز في تاريخ العرب بينما لم يستفيد شعبهم من انجازاتهم قيد أنملة.

في نظركم ما هي السبل الممكنة والناجعة لتطوير علاقة الشعبين؟.

السبل الممكنة لتطوير العلاقة بين الشعبين، علينا أن نعمل على إقامة ورشات عمل سياسية وثقافية يحاضر فيها الأدباء والسياسيين والإعلاميين من الطرفين، وكذلك تشكيل لجان مشتركة «كردية- أمازيغية» وخاصة في المهجر لتكريس ثقافة الأخوة والتعاون بين الشعبين.
وأعتقد أن القضية الأمازيغية من القضايا التي لا يمكن تجاوزها وهي بمثابة بركان خامد في شمال إفريقيا كما القضية الكردية في الشرق الأوسط، إن لم يحاول المجتمع الدولي إيجاد الحلول لهما قد يتحول العالم إلى براكين من الدمار.

مساحة حرة للتعبير عن ما تودين قوله؟.

كل الشكر لجريدة «العالم الأمازيغي» التي سنحت لي الفرصة كي أعبر عن رأيي للشارع الأمازيغي ولكم المزيد من النجاح والتقدم .

حاورها: منتصر إثري

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *