بوفاة الفنان التشكيلي المقتدر محمد متوكي يوم الاثنين 23 شتنبر 2019 عن سن يناهز 83 سنة، تكون الساحة الثقافية والفنية بالريف قد فقدت أحد قاماتها الفنية التي قدّمت الشيء الكثير للفن التشكيلي بالريف طول مسيرتها الابداعية.
فقد ولد الفنان الراحل سنة 1936 وهو فنان عصامي كون نفسه بنفسه، واستمد موهبته الفطرية من عمق بيئته، محاولا من خلال تجربته الطويلة ولوحاته واسلوبه الخاص أن يؤرخ للبيئة الثقافية والاجتماعية المحيطة به وتجسيد مقومات الحياة الثقافية الريفية عن طريق تركيز اهتمامه الفني على الموروث الثقافي الأمازيغي والمرأة الأمازيغية وما يرتبط بها من مشاهد ورموز وألوان وعادات ثقافية بشكل خاص. كما اشتغل وتفاعل أيضا في مواضيع اعماله على تيمات مرتبطة بالمعمار القديم والأماكن والأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة بشكل خاص والمغرب بشكل عام. فمعظم أعماله عبارة عن تأريخ للموروث الثقافي المادي واللامادي، حيث ظلت أغلب المعالم العمرانية القديمة التي كانت قائمة في مدينة الناظور مثلا حية بريشته وألوانه إلى يومنا هذا، رغم أنه تم هدمها وطمسها ولم يعد لها وجود في الواقع.
الفنان الراحل محمد متوكي بدأ مسيرته الفنية خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي متأثرا بأعمال الفنان التشكيلي الإسباني “برتوتشي” الذي كان يتوافد بشكل مستمر على مدينة الناظور، وربطته به علاقة صداقة قوية، كما تلقى على يده أبجديات وتقنيات الفن التشكيلي في بداية تجربته…
الجدير بالذكر أن الفنان الراحل وطول مساره الفني شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية، كما أن لوحاته تم اقتنائها من طرف العديد من المهتمين وتزين جدران الكثير من المؤسسات والإقامات.