“النساء المغاربيات زمن الاستعمار 1830-1962 المورثات والمتغيرات” هو عنوان كتاب سعاد زبيطة، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الطبعة الأولى 2020، والذي يعد من الكتابات القليلة التي تناولت موضوع المقاومة النسائية خاصة في مجال المغارب.
وحسب تعبير المندوب السامي مصطفى الكثيري؛ “لا جدال في أن هذا العمل الأكاديمي حول النساء المغاربيات زمن الاستعمار، سيفتح شهية البحث والتحليل والتوثيق ومواصلة الجهود والمبادرات في هذا المجال الذي لا يزال بكرا يستحث الباحثين والمفكرين والمثقفين والسياسيين والاجتماعيين على تعميق البحث فيه بما يجب من المقاربات الفكرية المعرفية والمنهجية، وحق القول إن التاريخ سجل الكثير من الانتصارات التي تخللت فترة الاحتلالات الأجنبية للبلدان المغاربية، بفضل الأدوار الرائدة والطلائعية للنساء ومع بزوغ وجوه نسائية مضيئة ومشعة على دروب الكفاحات والنضالات التي خاصتها شعوبها في سبيل نيل استقلالها وتحرير مجتمعاتها وتحقيق مشاريعها الوطنية في الحداثة والديمقراطية والكرامة والمساواة العدالة والاجتماعية”.
وتجدر الإشارة إلى أن سعاد زبيطة باحثة مهتمة بالتاريخ الاجتماعي خاصة تاريخ النساء، وأستاذة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل القنيطرة، ومنسقة كرسي اليونسكو “المرأة وحقوقها” بنفس الكلية، وعضو اللجنة العلمية لمجلة هيرودوت للبحث العلمي والتكوين-الجزائر، وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية الدولية للمالية والتحكيم بتونس، عضو في الجمعية المغربية للبحث التاريخي، عضوة في المحكمة الزولية للتحكيم، نائبة الكاتبة العامة لجمعية شمل الأسرة والطفل- القنيطرة، عضوة في اتحاد العمل النسائي فرع القنيطرة، عضوة في منتدى محمة بن عبة الكريم الخطابي للفكر والحوار، وسبق أن صدرت لها دراسات ومقالات في مجلات ودوريات علمية محكمة وطنية ودولية.
وبالنسبة لكتاب “النساء المغاربيات زمن الاستعمار 1830-1962 المورثات والمتغيرات”؛ يضم ثلاثة أبواب ضمنها تعرضت الكاتبة في الأول منها لموضوع النساء المغربيات والاستعمار، والخصوصيات التي طبعت مجتمعات ما قبل الاستعمار، ولمحة حول الحياة الاقتصادية والممارسات المهنية السائدة آن ذاك، لتقديم صورة حول المحيط العام الذي عاشت فيه المرأة المغاربية خلال هذه الفترة، والصدمة التي أحدثها التدخل الاستعماري، عبر محاولة خلخلة البنيات القديمة للمجتمع المغاربي التقليدي، والدعوة لتعليم الفتاة وغيرها من الدعوات الحداثية التي قادتها الحركات الإصلاحية، محاولة تغير المجتمعات المغاربية نحو الأفضل دون الانسلاخ في الهوية الاستعمارية.
ثم انتقلت للباب الثاني لتعالج مسألة الفصل والتمييز ثم المشاركة الاجتماعية والسياسية ومقاومة المحتل، كما وضعت لمحة حول الجمعيات النسائية المغاربية التي دعت إلى تحقيق المشاركة السياسية، وكذا التنظيمات النسائية والحركات السياسية والثقافية، ودخول النساء إلى صفوف المقاومة، ثم تعرضت في الباب الأخير للمتغيرات التي حدثت على المستوى الاقتصادي فيما يخص ظهور وظائف جديدة مع الاستعمار أهمها التدريس، وعلى المستوى الاجتماعي،
المتمثل في ظهور الزواج المختلط الذي سيؤدي فيما بعد إلى تحقيق التعددية الثقافية، كما تعرضت الكاتبة للتغيرات التي أحدثها الاستعمار على مستوى الحياة اليومية للمرأة المغاربية على مستوى المظهر والجوهر.