ينظم المعهد الملكي للثقافة الامازيغية وكلية العلوم جامعة محمد الخامس بدعم من المعهد الوطني لعلوم الاثار، النسخة السابعة من المؤتمر الدولي حول التراث المادي لما قبل العهد الروماني في الشمال الإفريقي البحث في ماهية وخصوصية السكن بهذه الجهة من العالم المتوسطي، خلال 27-28-29 ابريل برحاب المعهد الملكي.
ولتلافي كل التباس بخصوص مفهوم السكن، سيقع التركيز فقط على آثاره المادية التي تصمد في وجه صروف الزمن والوقع التدميري للظواهر الطبيعية. وهتمام الملتقى سينصب بالأساس على السكن القار المتشكل من المواد الصلبة، الذي يعود لما يزيد عن 320000 سنة، والمقترن بظهور الإنسان العاقل التواق إلى الاستقرار وإنتاج ما يحتاجه من الغذاء بإنشاء هـذا النوع من السكن ذي اختلفت أشكاله باختلاف المعطيات التضاريسية وطبيعة المجال المستغل ومقتضيات عيش القاطنين به وبقائهم على قيد الحياة، بالإضافة إلى الاخطار التي من المحتمل أن يتعرضوا لها من حين لآخر.
مع نهاية العمل بنمط عيشه المعتمد بالأساس على التنقل والترحال والتحول إلى الاستقرار والاستغلال الزراعي للأرض واجه الإنسان المغاربي مبكرا إشكالية التحكم في مجاله الحيوي الــذي يشكل السكن إحدى مكوناته الرئيسية وفي هذا الإطار، حتمت عليه مقتضيات العيش الجماعي والعمل المشترك استيطان بالمناطق القروية والحضرية.
إن التمييز فيما بين السكن القروي على شكل قرية والسكن الحضري على شكل مدينة يتأسس على حجم وكثافة الساكنة. تسعفنا نتائج عمليات المسح الأثري التي همت لحد الآن بوادي شمال إفريقيا وتحليل معظم المصادر النصية الإغريقية واللاتينية والمعطيات المادية التي كشفت عنها أشغال التنقيب في التعرف على مجموعة كبيرة من التجمعات البشرية في أهم المناطق بنوميديا وموريطانيا. والملاحظ أن هـذا التحكم في المجال قد استكمل مكوناته قبل الاحتكاك مع الفينيقيين الذين حلوا بالغرب المتوسطي حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد اعتمادا على منطوق بعض المصادر النصية القديمة وحوالي القرن الثامن قبل الميلاد من خلال تحليل كمية لا يستهان بها من المعطيات الأثرية. وبمقاربة مختلف عناصره وظروف تشكله، ستعمل كل العروض العلمية المبرمجة في إطار هـذه النسخة السابعة من سلسلة الندوات الدولية التي يتم تنظيمها لسبر أغوار ماضي الشمال الإفريقي قبل الاحتلال الروماني من خلال الإجابة عن السؤال التالي: كيف اهتدى الإنسان المغاربي قبل سيطرة روما على أراضيه إلى صنع سكن بمواصفات خاصة يأوي سكان البوادي والحواضر ؟
وكشف كيفية التحكم في المجال القروي: السكن وأنماط عيش سكان البوادي، وظاهرة التمدين: المصادر النصية والمادية المعتمدة المقاربات التمدينية أو تصنيف المدن، البناء الماقبل الروماني (التقنيات المواد الزخرفة…). مدى الاعتماد في الفترات اللاحقة بالعالم المتوسطي القديم على التراث النوميدى – الموري في ميدان التعمير والمعمار.
ومن أبرز الأهداف التي ترمي إليها الندوة؛ تنمية المواقع القديمة ببلاد المغارب؛ التعريف بفتراتها التاريخية الفينيقية والبونية والنوميدية والمورية؛ الوقوف على حصيلة الأبحاث الحديثة حول هذه الفترات؛ تحديد أفاق جديدة للبحث حول تاريخ وآثار بلاد المغارب في العصور القديمة.
كما سيتم تكريم مجموعة من السادة ألاساتذة خلال ايام الندوة.