1. نظرة عامة حول فن الروايس وشعرهم بالمغرب
يعتبر فن الروايس أو ” تريوسة” واحدة من الفنون المتجذرة في تاريخ منطقة سوس، وظهر في الساحة الفنية السوسية رواد بصموا على إرساء هذا الفن العريق ونقله إلى الأجيال اللاحقة، كما تركوا قصائد شعرية أمازيغية تغنوا بها عن الهوية والذات والعادات والحب وغير ذلك، إذ جال ” الروايس” بفنهم هذا قرى وبوادي سوس والجنوب عموما، كما نقلوه إلى مراكش وإلى الشمال، وشركوا في مواعيد وسهرات فنية داخل المغرب وخارجه.[1] كما يمثّل فن الروايس الذي ينتشر في الجنوب والداخل المغربي بداية كتابة الشعر الأمازيغي، وانتقاله من الارتجال والتواتر الشفاهي إلى مرحلة تضمّنت قصائده أبعاداً أعمق في التعبير عن الذات والهوية والآخر، مع ارتباطها الوثيق بالموسيقى، فلا شعر من دون لحن، ولا لحن من غير قصيدة.[2]
عندما نتحدث عن هذا الفن فيجب ان ننظر الى كل الجوانب الجغرافية والايقاعية والثقافية واللغوية… الخاصة به والتي تحدده وتميزه كفن قائم بذاته، فمثلا إذا القينا نظرة على الجانب الجغرافي فنجد فن الروايس أو ” تيريوسا ” مرتكزة في الرقعة الجغرافية التي تحد سوس و الحوز، فحتى مناطق الحوز متأثرة بهذا الفن وخير دليل أن هذه المنطقة أخرجت لنا مجموعة من الروايس الذين بصموا صورهم في ساحة هذا الفن. أما فيما يخص الإيقاع ففن الروايس يتميز بألتين نجدها وبكثرة كآلات لا يمكن الاستغناء عنها في ايقاع فن الروايس، كألة الرباب مثلا وألة اللوتار ، حيث يعبر الرايس حماد اوطالب المزوضي في برنامج إذاعي أن حضور آلة الرباب و آلة اللوتار في الفن يعني أن هذا يمكن ان يُندرج ويُصنّف ضمن فن الروايس.[3] ثم بعدها جاء الدف Tagneza أو مايطلق عليها أيضا Alloun. أما فيما يخص ثقافة اللباس مثلا فالرايس، من سماته لبس الجلباب المغربي مع البلغة وحمله الخنجر Tuzzalt، ومما لا شك فيه أن كل هذه المكونات الثقافية تحمل في طياتها رموزا تعبر كل منها على تعبير ما، الشيئ الذي يمكن إسقاطه على اللغة المستعملة عند الروايس فهي لاتخرج عن الاطار الشعري الأمازيغي والكلام الموزون والمقفّى.
يعرّف جهادي الحسين ” الروايس” على أنه جمع مفرده ” رّايس”، والكلمة عربية الأصل حلّت محل كلمة أنبّاض بالأمازيغية أو أمغار، والتي تعني رئيس القبيلة.[4] لهذا فالرايس في هذا الفن هو اسم يطلق على قائد المجموعة Tarabbut وغالبا مايكون هو مؤسسها وهو الذي ينتج الشعر الذي يُغنّى … واصطلاحا تطلق كلمة الرايس على الشاعر الامازيغي الذي يحترف الانشاد والغناء ويتجول مع فرقته الغنائية لكسب الرزق، حيث يقول عمر أمرير:” تطلق كلمة الرايس على الشاعر الذي يحمل آلة ويتراس فرقة غنائية، ويقيم السهرات في مختلف الأنحاء، ولا شغل له إلا ذلك في أغلب الحالات مما يكسبه الشهرة وديوع الصيت”.[5]
من الملاحظ أن في الشعر الأمازيغي عند الروايس يمكن أن نقسمه الى أربعة مدارس كبرى، وكل مدرسة يكون لها تأثير على المدرسة التي ستأتي بعدها، وفي نفس الحين تكون هناك بعض الخصائص التي تميز كل مدرسة شعرية عن الاخرى أو تميز شاعر عن شاعر[6] أخر
- الحقبة الأولى:
وتزامنت مع أوائل القرن الماضي ، ويديرها كبار الروايس وعلى رأسهم الرايس بوجمعة والذي سجل أوائل البوماته سنة 1923 ميلادية ، و الرايس بلعيد (1873-1953)، الرايس بوبكر أنشاد ( توفي سنة 1943)، الرايس بوبكر أزعري والرايس بودراع…
- الحقبة الثانية:
وهنا جاءت المدرسة الثانية في فن الروايس ومن أهم روادها، عمر واهروش، أحمد أمنتاك، محمد البنسير ( الدمسيري)، سعيد اشتوك، المهدي بن مبارك، رقية الدمسيرية ، أحمد بويزماون، الرايس امبارك ايسار،بويسمومين…
- الحقبة الثالثة:
جاءت هذه الحقبة في السبعينات ومع بداية الثامنينات وما بعدها، ومن أبرز روادها نجد : الرايس حماد اوطالب المزوضي، الحسين الباز، فاطمة تباعمرانت،حسن اكلاوو وحسن ارسموك…
- الحقبة الرابعة:
وهي الحقبة المعاصرة بحيث يمكن لنا تأريخ بدايتها مع بداية العقد الأول من هذا القرن ، حيث أن فن الروايس في هذه المرحلة عرف تطورا كبيرا سواء على مستوى الايقاع، وذلك من خلال إضافة آلات موسيقية أجنبية على هذا الفن، وعلى مستوى الكلمات والمواضع. ومن بين أبرز الروايس في هذه الفترة، نجد: حميد أمناي، ابراهيم أسلي، عيشة تاشينويت، واللائحة طويلة.
إن عند حديثنا عن فن الروايس، لابد من وأن نستحضر الشعر الامازيغي السوسي حيث إن حق التعبير فإن الرايس هو شاعر يتفنن بشعره وكلامه الموزون ويضفي عليه الايقاع ثم ليتحول الى غناء، وهذا الغناء يحمل في أحضانه رموز وتعابير بحيث يمكن أن تخصه هو أو تخص المجتمع المحيط به. فنجد أن هناك من يتغنى في شعره عن الحب والطبيعة والجمال ومدح الرسول ( في بعض قصائد عمر واهروش مثلا) ، وهناك أيضا من يتفنن في كلماته في نقد المجتمع الذي يكسوه الظلم والفساد وفقدان الهوية ، وهذا ما يمكن أن نجد عند الرايس اوطالب المزوضي في أحد قصائده حيث يقول:
ⵏⵍⵍⴰ ⴳ ⵓⵛⴱⴰⵔ ⵏ ⴱⵉⴷⴷ ⵓⵔ ⵏⵓⴼⵉ ⵍⵎⵄⴰⵡⴻ ⵏⵜ
ⴰⵔ ⵓⴽⴰⵏ ⴳⵉⵙ ⵏⵃⵃⵔⴳ ⵓⵔ ⵏⵍⴽⵉⵎ ⵉⵍⵍⵉ ⵔⵉⵖ
ⵏⵎⵎⴰⵖ ⵉⵙ ⵏⵓⴼⴰ ⴰⴷ ⵏⵙⴱⴰⵏ ⵜⴰⵛⵍⵃⵉⵜ ⵏⵏ ⵖ [7]
ترجمة
نحن في ورطة وعذاب ولم نجد من يمد لنا يد المساعدة
نحترق دون الوصول الى مانريده وبدون جدوى
نناضل وندافع لكي نعيد الشأن لهويتنا الأمازيغية
و ليس الأمر كذلك لسائر شعراء هذا التيار[8] فكل شاعر نجده متخصص في موضوع ما أو مواضيع متعددة أحيانا، حيث يمكن أن نجد في قصائد الرايس بلعيد مثلا مواضيع متعدد فغنّى عن معانات الدنيا ( في قصيدته أكا ايصبر يان ) و عن الطبيعة و يتجلى ذلك في مقدمة قصيدته المشهورة ” مقار تلا توكا أر افود ⵎⵇⵇⴰⵔ ⵜⵍⵍⴰ ⵜⵓⴳⴰ ⴰⵔ ⴰⴼⵓⴷ ” حيث يصف فيها أسفاره والطبيعة وبعض الأماكن التي زارها … وهكذا تكون قصائد الروايس وأشعارهم تندرج تحت موضوع واحد أو مواضع عدة .
2. قراءة في بعض القصائد النضالية للرايس احماد اوطالب المزوضي
- بيوغرافيا اوطالب المزوضي :
ولد اوطالب المزوضي بدوار توخريبين ” امجاض” سنة 1955، ونشأ في أسرة فنية مهدت له الطريق للارتماء في حضن الفن الامازيغي السوسي، فعمّه وأبوه كانوا يترأسون فرق الرقص الجماعي ( أحواش) وأخوه كذلك محمد المزوضي كان مخرجا سينمائيا في مدينة الدار البيضاء. تتلمذ اوطالب المزوضي الشعر الامازيغي من خلال انضمامه باكرا الى مجموعات احواش التي تَكونت على يد ابيه وعمه في منطقته، فكما قلنا سابقا فأسرته كلها تمتهن نظم الشعر في فرق أحواش . أما انطلاقاته الفنية ستبدأ مع الرايس ” الحسن بوميا ” أثناء زيارته بمعية الرايس” محمد أوتاولكولت ” و الرايس ” أعراب أتيكي” للدوار الذي يسكنه أوطالب آنذاك، ليأخذه مع الرايس الحسن بوميا الى الدار البيضاء، هنا التقى مع الرايسة رقية تالبنسيرت ” الدمسيرية” والتي نصحته أن يتعلم الآلة (شكلت الرايسة رقية السبب الرئيسي في وصول اوطالب المزوضي الى لقب ” الرايس”)، الشيئ الذي فعله اوطالب ، تعلم آلة البانجو و اللوتاروبدأ في التسجيل.[9]
في سنة 1978، سجل اوطالب المزوضي أول أغنية له وجاءت في مقدماتها:
ⴰⵃⵃⵉⵏⵓ ⵎⵔ ⴰⴷ ⵜⵏⵣⵣⴰⵜ ⵙ ⵍⵎⴰⵍ ⴰⵢ ⴰⵢⵢⵓⵔ
ⵓⵍⵍⴰⵀ ⵓⵔ ⵏⵜⵄⵉⵢⵢⴰⴷ ⵉⵖⴽ ⵓⵔ ⵏⵅⵍⵍⵉⵚ
ترجمة
ياليتني لو كان القمر (قصد فيه الشهر بالتقويم السموي) يُباع بالمال
والله لن نحتفل إن لم نعطي فيك مقابل
وهكذا سيكون اوطالب المزوضي نجما من نجوم الشعرالأمازيغي في فن تيريوسا، وفي نفس السياق فأوطالب المزوضي تعلّم على يده العديد من الفنانين كالفرنسية الرايسة كيلي ( كارين دونفير) ، خديجة تاشينويت وعيشة تاشنويت على سبيل المثال. كتب كلمات أغانيه التي تقدر ب 25 أو أكثر للرايس محمد إحيحي[10]. هذا ما جعل اوطالب المزوضي أتحف بشعره الساحة الفنية الأمازيغية وبالضبط ، حقل تيريوسا .
أوطالب المزوضي في أشعاره لم يكتفي فقط بالنضال من أجل الإذاعة الأمازيغية وتكوين قنوات فضائية وبرامج لها، بل أخذ لقمته أيضا من صحن النضال من أجل الأوضاع المزرية والتهميش الذي كان يعيشه المجتمع المغربي آنذاك، بحيث كتب وغنّى مئات القصائد الشعرية في هذا المجال، دون أن ننسى ذكره لحرب الخليج وللقضية الفلسطينية، التي خصص لها قصيدة مشهورة غنّاها .
- في مسألة القضية الأمازيغية
يمكن أن نقول أن الشعر هو كلمات تخرج من باطن الشاعر وقتما تكون ردة فعل من سبب ما، فيقاوم للتعبير عن حالته هذه بكلمات موزونة، واصفة لحالته. وهو أيضا نشاط إنساني يقاوم عوامل الضعف والحوار الذي قد يلم بالنفس البشرية في لحظات الانكسار. فليس هناك عمل جاد في تاريخ الانسان القديم والحديث ، يمكنه أن يخلوا من السمة البارزة وهي ” المقاومة”.[11] وحتى الغربة والاغتراب الذي يحس به الشاعرفي محيطه جعله يفكر ويدوّن ويتحدث بأبعاد مختلفة، فهو غريب بمرارة الواقع، وغريب حينما يمتلك حرية التعبير وحينما يفقدها.[12] إن الذات الشاعرة بفضل قدرتها الإبداعية والفنية اكتسبت هم الدفاع وحماية التقاليد والوسط الاجتماعي ككل؛ وحاولت فهمه وتأويله؛ وبشكل عفوي وتلقائي يقدم رؤية للحياة والكون؛ من جهة؛ وتطلعات الجماعة من جهة أخرى. فإعادة التأويل هنا لا تعني أن الشاعر الأمازيغي يبني مفهومه للعالم بكل مكوناته. فهو لا يدعو للإصلاح والتغيير فحسب؛ بل يشارك بإمكاناته… و يحاول أن يشيد ويبني العالم من جديد؛ أو على الأقل يرسم منهجا يساير رؤيته الذاتية المبدعة.[13]
إن النضال في قصائد اوطالب المزوضي تزامن مع مرحلة تحتاج فيها الثقافة واللغة الأمازيغية الى من يمد لها يد العون، وبالضبط في الشعر والغناء، فنظرا الى أن جل الطبقة المقصودة باستقبال الرسالة هي في وضعية أمية ، وقد لم تكن تتقن القراءة ولا الكتابة خصوصا في الثمانينات وفي النصف الأول من عقد التسعينات، ولهذا شكّلت قصائد أوطالب المزوضي وسيلة من وسائل تمرير الوعي الثقافي والهويتي للأمازيغ بالمغرب. وكما أن المنظومة الثقافية السائدة لا مكان فيها للأمازيغية التي بقيت معرضة للتدهور المستمر نظرا لغياب رعايتها وإنمائها من طرف أجهزة دولة الاستقلال. فالخطاب السائد حول الهوية لا يتحدث سوى عن الهوية لبعربية الاسلامية.[14]
تتسم قصائد اوطالب أحيانا بحملها كلمات و رموز وشفرات غامضة يصعب فهمها من الانسان العادي إذ لم يكن يتقن الانزياح[15] في اللغة الأمازيغية إتقانا كاملا .
إذ ان اوطالب المزوضي من بين اوائل شعراء فن تيريوسا الذين تحدثوا ونضلوا من أجل الهوية والثقافة الأمازيغية من جانب ، وعن مواضع أخرى (كما ذكرناها سالفا) من جانب أخر، بعد الرايس الدمسيري . حيث جاء في قصيدة يتساءل فيها عن التاريخ والهوية الامازيغية وحقوقها المهضومة، قائلا:
ⴰⴱⴰⴱ ⵏ ⵍⵄⴰⵇⵍ ⴰⴷ ⴳⵉⴽ ⵏⴰⵡⵉ ⵍⵓⵚⵉⵢⵢⴰⵜ
ⵓⴽⴰⵏ ⵏⵎⵍⴰⴽ ⵜⵉⴷⴰ ⵙⵙⵏⵖ ⵉⵎⵉⴽ ⴰⵜⵉⵏ
ⵉⵍⵍⴰⵢⵢⵉ ⵕⴻⵊⴰ ⴰⵏⵏ ⴰⵣⵏⵖ ⵙⵙⵍⴰⵎ ⴰⴽⵉⵏ ⵍⴽⵎⵏ
ⴰⵜ ⴰⵣⵎⵣ ⵡⵉⵏⵏⵓⵏ ⴰⴷ ⵉⵍⴽⵎⵏ ⵉⵍⵍⵉ ⵖ ⵍⵍⵉⵖ
ⵡⴰⵍⴽⵎⴰⵜ ⴰⵡⵉ ⴷⴰⵔⵓⵏ ⵉⴳⴰ ⵍⵃⴰⵍ ⴰⵜ ⵏⵏⵉⵙⴰⵏ
ⴰⵎⵎⴰⵖⴰⵜ ⴰ ⵓⵜⵎⴰⵣⵉⵔⵜ ⴷ ⵜⵎⵜ, ⴼ ⵡⴰⵡⴰⵍ ⵏⵏⵓⵏ
ⵡⴰⵢⵏⵏⵉ ⴰⵡⵉⵏ ⴷⴰⵔ ⵎⴷⴷⵏ ⴳⴰⵜⵜⵏ ⴽⴰ ⵖ ⵉⵎⵉ ⵏⵏⵓⵏ
ⵀⴰⵏ ⵓⵔ ⵉⴳⴳⵔⵉ ⵍⵇⵍⴱ ⵏⵏⴽ ⵓⵍⴰ ⵜⴰⵙⴰ ⵏⵏⵓⵏ
ⴰⵏⵏⴰⵏ ⵉⵇⴷⵉⵎⵏ ⵍⵍⵉ ⴷ ⵉⴼⴼⴰⵍⵏ ⵍⵓⵚⵉⵢⵢⴰⵜ
ⴰⵢⴰⴼⵓⵍⴽⵉ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵔⵜ ⵏ ⵢⴰⵏ ⴰⵖ ⵍⵍⴰⵏ
ⵓⵔ ⵏⵙⵙⵉⵏ ⴰ ⵢⴰⵎⴰⵣⵉⵖ ⵎⴰⵏⵉⴽⵏ ⵉⵡⵉⵏ
ⴰⵢⴰⵏ ⵉⴼⵀⵎⵏ ⵉⵍⵍⴰ ⴳⵉⵡⵏ ⵓⴽⴰⵏ ⵓⵙⴰⴼⴰⵔ
ترجمة
يا صاحب العقل! نحتاج منك بعض النصائح والتوصيات
وأنا أيضا سأبادلك أيضا تلك التي أعرفها
فأنا لي رجاء أن أرسل رسالة وتحية
فدورك قد آتى الى المكان الذي أنا فيه
عد إلى بلدك وأصلك، فتوجب الأمر أن نعرف أصلك
ناضل يا صاحب الأرض من أجل أرضك
فقد قالوا أصحاب المعاني قديما
لن يجد المرء الجمال إلاّ في بلده وأرضه
ولكن، أتساءل أيها الأمازيغي! من أخذ عقلك بعيدا
يا من يفهم كلماتي ..أنت دواء ولا تحتاج العناد
إذن فالقصيدة تحمل دلالات ومعاني كثيرة، حيث أراد أوطالب المزوضي أن يرسل من خلال قصيدته رسالة بغية رد الاعتبار للهوية الثقافية الأمازيغية ، ويتوجب على كل أمازيغي أن يستحضر عقله النضالي ووعيه بهويته من أجل ان لا يتم فقدانها. واوطالب المزوضي لم يكتفي بمثل هذا الأسلوب في قصيدة وحيدة فقط، بل الامر أكثر من ذلك:
ⵓⵔ ⵏⵙⵙⵏ ⴰⵜⵉⴳⵎⵎⵉ ⵉⵎⵉ ⵏⵏⵎ ⵎⴰⵏⵉ ⵜⵉⴳⴰⵏ
ⴰⵔ ⵓⴽⴰⵏ ⵏⵜⵙⵓⵜⵓⵍ ⴳⵉⵢⵢⴹ ⵓⵍⴰ ⵖ ⵓⵣⴰⵍ
ⴰⴱⴰⴷⴷⵍⵏ ⵎⴷⴷⵏ ⵜⵉⴼⵍⵓⵜ ⵔⴳⵍⵏ ⵍⴱⵉⴱⴰⵏ
ⴰⵙⵉⵖ ⵜⵉⵙⵓⵔⴰ ⴷⴷⵓⵖ ⵙ ⵔⵙⵏⵜ ⴰⴷ ⵜⵏⵜ ⵕⵣⵎⵖ
ⴰⵎⵛⴽ ⴰⴷ ⵙⴷⵓⵇⵇⵓⵔⵖ ⴰⵔ ⵏⴽⴽⴰⵜ ⵉⵖⵯⵕⴱⴰⵏ
ⵓⵔⵏ ⵥⵔⵉ ⵢⴰⵏ ⴰⴷⴷ ⵉⴼⴼⵓⵖ ⵓⵍⴰ ⵎⴰ ⴰⴷ ⵉⵜⵜⴰⴳⴳⵯⴰⵏ
ⴰⵄⴰⵇⵍⴰⵜ ⵓⴽⴰⵏ ⴰⵢⵅⵎⵎⴰⵙⵏ ⵎⴰⴷ ⵉⵜⵍⵀⴰⵎ
ⴰⵏⵉ ⵖⴷ ⵜⵉⵉⵡⵉⵎ ⵕⵕⵙⵓⵎ ⵏ ⵉⵍⵍⵉ ⵜⵔⴳⴳⵍⵎ
ⵎⴰⵅ ⵓⵔⵜⴰ ⵜⵙⵙⵏⵎ ⴷⴰⵔⵓⵏ ⵉⵍⵍⵉ ⵜ ⵉⴳⴰⵏ
ⵍⵍⴰⵏ ⵡⴰⵔⵔⴰⵜⵏ ⵍⵍⴰⵏ ⵣⵉⵍⵍⵉ ⵔⴰ ⴰⴷ ⵜⵏⵉⴷ ⵉⴱⴰⵏ
ⴰⴷ ⵓⵔ ⵜⵏⵏⴰⵎ ⵓⵔ ⴰⵏⵙⴰⵡⵡⴰⵍ ⵏⴳⴰ ⴰⵥⵏⵥⵓⵎ
ⵍⴰⵚⵍ ⵏⵏⵖ ⵍⴰⵚⵍ ⵏⵏⵖ ⴰⵢⴰⵎⴰⵣⵉⵖ
ترجمة
لا نعرف بابك أيها الوطن من أين
نبحث ليل نهار لكي نجده
ولكن الناس استبدلت مفاتيحها واغلقوها
أخذت مفاتحي وذهبت لأفتحها
كنت أدق بدون جدوى
فلم يستجب أحد
ولن تذكر يا خمّاس[16] مالذي تفعله
أخبرني من ـين حصلت على أوراق هذه الارض التي استوليت عليها
ألم تعرف بعد وطنك أينه
ولكن توجد لدينا وثائق ويوجد اصحابها
لكي لا تقولو اننا صم بكم ولا نستطيع التحدث
أصلك، أصلك، أيها الأمازيغي
إن الشعر النضالي لدى الرايس اوطالب المزوضي، لايمكن ان ندرجه في حقلٍ نضاليّ معين، بمعنى ان الكلمات لها معاني مختلفة وقد يتحدث عن عدة مواشيع اجتماعية وثقافية وسياسية في قصيدة واحدة.
————————-
[1]. https://www.portail-amazigh.com/ اطلع عليه 6 غشت 2024.
اطلع عليه 10 غشت-2024.https://web.archive.org/web/20210224131429/https://www.alaraby.com [2]
10 غشت 2024., https://youtu.be/ufPc0QmfPmU?si=FC612NbEUG1EcNaSc,com . “لقاء صحافي مع الرايس اوطالب المزوضي, [3]
[4] محمد أفقير،“الشعر الأمازيغي التقليدي بسوس :محاولة في التصنيف.” Arap Journals Platform.16.(2013): ص.246.
أفقير محمد. مرجع سابق،246. [5]
[6] الشاعر هنا نقصد به الرايس، فالرايس ان لم يكن يتقن نَظم الشعر فمن الصعوبة أن يأخذ لقب الرايس إلاّ في حالة يستعين فيها على الاخرين لكتابة قصيدة ما، حيث يأتي دوره الذي هو الغناء، ولكن ان معظم الروايس هم شعراء وهم من يكتبون قصائدهم بأنفسهم ويغنونها. وباعتبار الشعر الامازيغي شغر غنائي يعتمد على الجانب الشفوي فيمكن ان يتم ادراج قصائد الروايس ضمن الشعر وفي نفس الوقت اغنية.
https://youtu.be/EExap-KHrDQ?si=eOp9Bh3wjSfgI27l.com. رابط الوصول الى الاغنية . [7]
أحمد المعداوي المجاطي, ظاهرة الشعر الحديث, الطبعة الاولى (الدارالبيضاء: شركة النشر والتوزيع-المدارس- , 2001), 28..[8]
[9] استعنت في كتابة السيرة الذاتية للرايس اوطالب المزوضي ، من خلال برنامجين إذاعين الاول تم بثه في القناة الأولى المغربية ” برنامج بين البارح واليوم” وبرنامج ” تيزي ن تومرت” حيث تحدث فيها عن نفسه وعن مسيرته الفنية .
[10] جاء هذا على لسان الرايس اوطالب المزوضي خلال مقابلته في برنامج إذاعي مغربي ” تيزي ن تومرت” سنة 2024، يمكن الوصول الى البرنامج من خلال الرابط https://youtu.be/uf Pc0QmfPmU?si=DzxscbP4YlBQ4oz8
[11] شكري غالي، أدب المقاومة (مصر:مظابع دار المعارف، 1980)، ص7.
[12] أحمد المعداوي المجاطي ، مرجع سابق،68.بتصرف.
[13] جواد الرزوقي وآخرون، دراسات وأبحاث في الادب الأمازيغي(برلين –المانيا، المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتجية والاقتصادية،2021)،118.
[14] الحسين وعزي, نشأة الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب: تحليل سيرورة وتحول الوعي بالهوية الامازيغية من الوعي التقليدي الى الوعي العصري , الطبعة الاولى (الرباط: مطبعة المعارف الجديدية،2000)،65-66.
استخدم الشعراء العرب ظاهرة الانزياح في قصائدهم (نازك الملائكة مثلا) ، فالانزياح جاءت بمعنى خروج لغة الشاعر عن المألوف والعادي.[15]
[16] الخماس، ويختلف هذا المفهوم يعني في النظام الطبقي المغربي التقليدي الفلاح الصغير او الذي يحرث ارض ما مقابل خمس إرادتها السنوية.