اليوم تحل الذكرى العاشرة عن وفاة الفنان الأمازيغي الكبير الرايس مبارك أيسار

تحل اليوم الذكرى العاشرة عن رحيل الفنان الأمازيغي الكبير الرايس مبارك أيسار الذي توفي رحمه الله صبيحة يوم الأحد 31 ماي 2009 ، عن عمر لم يتجاوز 57 سنة. مبارك حدوش هو الاسم الحقيقي للمرحوم أيسار من مواليد دوار ” تابولعوانت” قبيلة اداويسار، دائرة تمنار باقليم الصويرة.

وتعود بداياته الفنية إلى إحدى التنقلات الفنية للمرحوم الحاج محمد الدمسيري، حيث حضر إلى دوار ” تاغزوت” شمال مدينة اكادير رفقة الحاج المهدي بنمبارك، في الفترة التي كان فيها مبارك أيسار يتردد على الكتاب القرأني، وهي اللحظة التي سيحس فيها بانجذاب طفولي ونوستالجي حميمي نحو الفن.

بعد صدمة اللحظة تلك، ستنمو موهبة المرحوم أيسار، لتقتصر بداية على جولة دامت ستة أشهر رفقة الرايس ابراهيم بوتازارت.
وبعدها ، اتصل المرحوم أيسار بالفنان الحسين بولهوى بمدينة اكادير، والذي سيتعلم العزف على يديه، كما اتصل بالفنانين المرحوم الرايس احمد أمنتاك وابراهيم أشتوك، إضافة لعبد الله أوضيض والرايس بلخير، وكل ذلك كان في الستينيات من القرن الماضي.

ومن الأسماء التي تعامل معها المرحوم أيسار في فترة البدايات، الفنان العربي المتوكي، وعموما لم يكن ايسار يشدو في منطلق مساره الفني إلا بأغاني المرحوم الحاج محمد الدمسيري والمرحوم احمد أمنتاك والعربي المتوكي، إضافة لاغاني الحاج عمر واهروش.

فنيا، كان أول البوم أصدره الراحل مبارك أيسار أواخر السبعينيات، هو الألبوم الذي تضمن أغنيته الشهيرة ” ءينا حنا سلعاقل ءيكا تزانات ” ، قبل أن تستمر رحلته مع الإبداع عبر أغان عاطفية وغزلية رقيقة، لاتخلو من حكم ومواعظ ودروس من التجربة الحياتية، كما أبدع المرحوم أيسار أغان وطنية الابعاد ، كالتغني بعيد العرش، وقضية الصحراء المغربية، موظفا ألحانا متميزة ، يؤدي على إيقاعها نصوص أغانيه بصوت يشكل واحدا من أجود الأصوات الغنائية الامازيغية في سوس منذ البدايات الى اليوم، إلى درجة أن انتاجاته تتكامل في خصائصها وتشكل نسقا مميزا لتجربته الغنائية .

وفي أواخر التسعينيات ، أصيب المرحوم الفنان مبارك أيسار بشلل نصفي افقده القدرة على الكلام لسنوات، لكن عشقه لجمهوره ولفنه لم يمنعاه من المقاومة، واصدار شريط في السنوات الأخيرة من عمره بصوته رفقة ابنه محمد الذي تغير كثيرا بحكم الشلل النصفي ..

وكما كان أيسار تلميذا في بداياته، فإن مجموعة من الأسماء ستخرج من مدرسته الفنية فيما بعد، ومنها مثلا الفنان الحسين أمراكشي وحسن ارسموك ..

رحم الله هذا الفقيد،الفنان الرايس مبارك ايسار.

ابراهيم فاضل

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *