أخبار عاجلة

امتحانات وزارة التربية الوطنية: عودة بعض من الروح

مع كل نهاية موسم دراسي، وبمناسبة إجراء الامتحانات الإشهادية يتجدد النقاش – على المستوى التربوي- وأيضا لدى الرأي العام الوطني حول مضامين ونصوص الامتحانات لاسيما بالنسبة لمواد التربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ. وخاصة ما يتصل باحترام الثوابت الوطنية وخصوصيات الهوية الثقافية الوطنية، وكل ما يتصل بحيادية وموضوعية هذه الاختبارات من الناحية المضمونية.

في السنوات القليلة الماضية، طالما صادفنا نصوص امتحانات في الشكل هي مراعية ومحترمة للأطر المرجعية المؤطرة لمجمل هذه الاختبارات. لكن مضمون الامتحان يظل مثيرا للجدل بسبب طابعه الإيديولوجي المحض ولاسيما الاختبارات المبرمجة في مادة التاريخ، خاصة حين يتم تناول الظهير الاستعماري ل 16 ماي 1930 وهو الظهير الذي أصدرته سلطات الحماية من أجل تنظيم عمل المحاكم العرفية في المناطق الامازيغية. وهو الظهير المسمى زورا “الظهير البربري” علما أن المنهجية التي تعالج بها مثل هذه المواضيع لا تكاد تبتعد عما هو إيديولوجي محض.

هذه السنة، قدر أن نرى نموذجا من الامتحانات التي أنصفت تاريخنا الوطني الغني والمشرف وذلك من خلال اجتهاد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة التي برمجت لمادة اللغة العربية امتحانا جهويا حول منظومة إيكودار (المخازن الجماعية الأمازيغية) باعتبارها أقدم نظام بنكي في العالم. وهو نص الامتحان الذي تم تداوله على نطاق واسع بكثير من الفخر والاعتزاز في عدد من المنصات ووسائط التواصل الاجتماعي. بدون شك، نماذج هذه الامتحانات المحترمة لتاريخنا وهويتنا تمثل نوعا من عودة الروح وعودة الوعي الإيجابي تجاه ذاتنا الجماعية.

في الواقع، تعتبر نصوص الامتحانات المسيئة للهوية والتاريخ الوطنيين نوعا من الشجرة التي تخفي الغابة في ارتباط بالكتب المدرسية أو المقررات الدراسية أو ما يسمى عموما في الأدبيات التربوية المناهج والبرامج التربوية. ذلك أن مضامين العديد من هذه الكتب التي يتعلم منها التلاميذ المغاربة ما تزال بحاجة إلى تدقيق وتصحيح بالنظر للعديد من المغالطات التاريخية والمعرفية والعلمية التي تتضمنها. فمثلا هناك كتب مدرسية مازالت تروج العديد من العبارات التي تصنف عادة ضمن العبارات العنصرية مثل: العالم العربي، الوطن العربي، المغرب العربي وغيرها…أو مروجة لمعطيات معرفية مدرسية تغلب عليها الإيديولوجيا مثل الطريقة التي يقدم بها موضوع الظهير الاستعماري المذكور أنفا. أو كتب مدرسية، خاصة المعتمدة في تدريس مادة التاريخ، مضامينها متقادمة لا تعكس التطورات والنتائج التي تحقق في السنوات الأخيرة على مستوى البحث الإركيولوجي الوطني وذلك بشهادة كبريات الفرق البحثية العالمية وكذا المجلات العلمية المحكمة المتخصصة.

وربما من المهام التي يمكن أن تنكب عليها اللجنة الدائمة للبرامج والمناهج المحدثة على مستوى وزارة التربية الوطنية هو العمل على تنقية وتنقيح مثل هذه المؤلفات المدرسية من أجل معرفة مدرسية علمية وموضوعية ومنصفة.

رشيد نجيب

 

 

اقرأ أيضا

محمد شوكي يسائل وزير التعليم العالي حول إقصاء حملة الإجازة المهنية في ديداكتيك الأمازيغية من الترشح لماستر ديداكتيك الأمازيغية

وجه النائب البرلماني محمد شوكي عن التجمع الوطني للأحرار سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *