انتفاضة الريف التاريخية 1958/1959 أسرارها وخباياها

تم عقد ندوة رقمية تحت “انتفاضة الريف التاريخية 1958/1959 أسرارها وخباياها”، اليوم الجمعة على الساعة التاسعة مساء، ضمن سلسلة حلقات تاريخ حرب الريف التي يتم عرضها عبر الصفحة الرسمية لسالم معطاوي، على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

ألقى منسق الندوة والمسير كلمة افتتاحية، طرح فيها مجموعة من الأسئلة التي تتجاذب موضوع انتفاضة 1958/1959، وكذا حيثيات مغرب ما بعد الاستقلال، والمرحلة التاريخية الحساسة التي جعلت من الريف أرض حرب أمام رغبة حزب الاستقلال في السيطرة، والتي تلتها أحداث عدة مع تكون حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ودعا الباحث عمر المعلم لتوضح الغموض الذي يكتنف هذا الموضوع.

واستهل الباحث والمهتم بتاريخ الريف ورئيس جمعية ذاكرة الريف عمر لمعلم، مداخلته بالحديث عن محادثات “إكس-ليبان”، وما أفرزته من استقلال مليء بالصراعات، والزعامات السياسية التي كانت تتطلع للاستفراد بالحكم، الأمر الذي نتج عنه مجموعة من التصفيات داخل مجال الريف، وأفضى إلى احتجاجات متعددة بمناطق أخرى غير الريف أهمها “والماس”، مطالبة بإشراكها في القرار السياسي، خاصة وأن الاستقلال كان ثمار نضالها، كما تطرق لدعم محمد بن عبد الكريم الخطابي لهذه الانتفاضة، ومحمد الحاج أمزيان قائد الانتفاضة، والذي كلف بمهمة الحديث بلسانهم ونقل مطالبهم.

وأضاف عمر لمعلم “كان القصر يتوجس من الريف، بحمولته وتجاربه وحمولته الثقافية، وقدرته الحربية، وكان يحاول أن يضعف الريف، عن طريق التصفيات، بالإضافة لحزب الاستقلال الذي كانت له قوة تمزج بين المسؤولية الحزبية والسياسية والإدارية ما جعله يلجأ إلى القمع والاختطافات للتحكم في الريف، وحزب الشورى والاستقلال لعب دور إيجابي على الأقل بتضامنه مع المنتفضين، وبالنسبة للجيش حاول إثبات نفسه وقدرته على حفظ الأمن، وكذا فرنسا التي حاولت اسكات هذا الصوت النضالي للأبد، ثم حزب الحركة الشعبية الذي صرع بأحداث الانتفاضة عبر إثارة مسألة نقل جثمان عباس لمساعدي، ولم يكن طبعا لأغراض نبيلة فقط لتأجيج الصراع والتدخل القمعي لفض الاحتجاج بكل الوسائل القمعية”.

وخلص لمعلم إلى الدور السلبي للأحزاب، في تأجيج الصراع وانتهاء الانتفاضة، واتهام الريف بالانفصال مع تحقيق بعض المطالب التي كانت ذات طابع اجتماعي وثقافي مثل إحداث مدارس…

فيما تحدث الباحث في أرشيف إكس-ليبان، أحمد سالك بيروك، عن استفادة ثلة دون أخرى من هذه المحادثات، حيث استفاد حزب الاستقلال وخدام فرنسا…، بالمقابل لم يتحقق أي مكتسب لأعضاء جيش التحرير والمقاومين والمنتفضين ضد الاستعمار، ما جعل هذه الانتفاضات بدهية.

وأضاف الأستاذ سالك بيرك “انعكاسات إكس-ليبان كانت أساسية لقيام انتفاضات الريف من 1958/1959 إلى الحراك الشعبي الريفي الأخير”، وتحدث عن استغلال المحجوب أحرضان والخطيب لمسألة اغتيال عباس المساعدي، والشخصيات الفاعلة في هذا الصراع؛ أبرزها “موح أمزيان”.

وخلص إلى أنه برغم كل الأسباب والحيثيات تظل النتيجة الوحيدة هي: “تحول الريف إلى حلبة صراع جمعت الأحزاب والقصر والقيادات السياسية والمحتجين والراغبين في تغيير الوضعية القائمة”.

وفي الأخير تم عرض شريط وثائقي يحتوي على شهادات حية للجرائم المقترفة في حق الإنسانية، والتي أدلت بها الذاكرة الحية والمستمرة…

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *