باحثون يُبرزون رسائل السنة الأمازيغية ويشيدون بالأعراف الأمازيغية

احتضن “المركز الثقافي الدوديات” بمدينة مراكش، مساء أمس السبت 11 يناير 2025، ندوة وطنية حول موضوع “تجذر الهوية الأمازيغية في المشاريع الإصلاحية الوطنية”، وذلك ضمن أنشطة “مهرجان امور واكوش” في نسخته الأولى، والمنظم تحت شعار “مراكش ملتقى الثقافات ومهد الحضارة الأمازيغية” بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975.

وفي معرض مداخلته، شكك الأستاذ والباحث، رشيد أيلال في نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، التي أظهرت أن (24.8%) فقط من المغاربة يتحدثون بمختلف التعبيرات الأمازيغية فقط، مشيرا إلى أنه “واحد ممّن لم يشمله الإحصاء الأخير”، وتطرق إلى اعتماد استمارة قصيرة (20%) لا تأخذ بعين الاعتبار اللغات الأم للمغاربة، في مقابل استمارة طويلة (80%) تتجاهل هذا الجانب تماماً .

وأشار أيلال في كلمته، إلى أن “الكثيرين حاولوا أن يلعبوا على هذا الرقم ويوهمون الناس بأن 75 في المائة من المغاربة يتحدثون باللغة العربية”.

وأوضح أن الدارجة المغربية ليست لغة عربية، ” بل هي لسان مغربي خالص يعتمد نحو والصرف الأمازيغي بمصطلحات وكلمات أمازيغية وعربية وإسبانية وفرنسية وإفريقية وغيرها.

وأعطى المتحدث أمثلة كثيرة على كلامه، وما يفسر هذا أيضا، يضيف، هوأن “المشارقة لا يفهمون العامية المغاربية التي يعتقد البعض بأنها عربية في المغرب الكبير”.

وعاد الكاتب والباحث، رشيد أيلال وأكد على أن الدارجة المغربية ليست سوى نحو وصرف أمازيغي، بمصطلحات هي خليط من لغات عديدة بتركيبة أمازيغية.

من جهته، تطرق الباحث والأستاذ محمد عبد الوهاب رفيقي إلى تأثير الأعراف الأمازيغية على قوانين الأسرة في المغرب، سواء مدونة الأسرة الحالية أو حتى التعديلات التي ستكون في المستقبل القريب.

وقال رفيقي إن “قوانين الأسرة في المغرب عموما، تأثرت تاريخيا بهذه الأعراف، بسبب أن القبائل والأمازيغ في المغرب أخضعوا الفقه الإسلامي التقليدي لعاداتهم وأعرافهم، حتى رأينا أنه أصبح من أصول التشريع عند الفقهاء المغاربة، وهو ما رأينا في العمل السوسي، العمل الفاسي والعمل التيطواني، وبالتالي هذا الإخضاع الذي خضع له الفقه من طرف الأعراف جعل كثيرا من الأعراف تتحول إلى فقه على عكس ما هو سائد في المنظومة التقليدية”.

ومن أبرز صور ذلك، يضيف عبد الوهاب رفيقي “تدبير الأموال المكتسبة، وهو العرف المعروف عند الأمازيغ “بتمازلت” وكيف أن مدونة الأسرة 2004 نصت عليه، ثم جاءت هذه التعديلات لإنزاله بشكله الجديد”.

كما تطرق المتحدث إلى عدد من الطقوس والتراتيب المتعلقة بالزواج وبالطلاق، وقال إن أهم جاءت به مدونة الأسرة لسنة 2004 كان هي تطليق للشقق وهو أمر جديد غير موجود في الفقه الإسلامي، لكنه موجود في الأعراف الأمازيغية”. واستحضر الدور الذي كانت تلعبه المرأة في المجتمع الأمازيغي، والذي كان “مجتمعا اميسيا”.

وقال رفيقي إن “المرأة الأمازيغية كانت تلعب كل الأدوار المختلفة، مما جعل القوانين منسجمة مع ذلك الدور الكبير الذي كانت تلعبه في الحياة الاجتماعية وحتى السياسية”.

من جانبه، وجه الكاتب والباحث أحمد عصيد أربعة رسائل بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، إلى المغاربة والعالم”، وقال إن ” الأولى هي رسالة الوحدة” مشيرا إلى أن هذه المناسبة تجمع ولا تفرق بين المغاربة، لأن “أجدادنا كانوا يحتفلوا بهذه المناسبة سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو غير ناطقين بها”.

والرسالة الثانية يضيف عصيد في كلمته، هي “رسالة التوليف، لكي يفهم المغاربة بأن العنصر الأصلي الذي قام بالتوليف بين كل العناصر الوافدة سواء كانت دينية أو ثقافية أو حضارية وغير ذلك، هي الأمازيغية. إذن “تمازيغت” هي التي “أعطت الطابع الخصوصي لكل تلك العناصر على أرض المغرب الذي يبقى هو منطلق تحديد الهوية للشعب، وليس الأيديولوجية العابرة للقارات” يورد المتحدث.

ثم ركز على “رسالة التشاركية” لأن رأس السنة الأمازيغية، يقول “ترمز للتضامن والتعاون”، مشيرا إلى النساء في القرية يجتمعون في القرية بهذه المناسبة لاعداد نفس الآكلات التقليدية، ثم هناك رسالة متعلقة برفض العنف وإقامة حوار بين الناس والتبادل بينهم.

واعتبر الباحث والكاتب أحمد عصيد بأن الحوار هو “رأس مال وطني”، وقال إن “هناك من يستهدفه بأنواع العنف، سواء العنف اللفظي أو المادي، وعلينا أن نقف ضد كل من يسعى إلى توطير الأجواء وممارسة العنف سواء في شبكة التواصل الاجتماعي أو في الشارع أو في وسائل الأعلام، ونعتبر بأن “الحوار لا غنى عنه من أجل بناء هذا البيت المشترك للجميع الذي هو المغرب”.

ودعا الباحث والفاعل الأمازيغي، أحمد عصيد إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة، لأنها رمز للارتباط بالأرض وبالحياة الفلاحية، إضافة إلى أنها رمز للعلاقة التاريخية التي نحتفل اليوم بمناسبة رأس السنة الأمازيغية 2975.

اقرأ أيضا

الرباط .. المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باليوم الدولي للغة الأم

احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اليوم الجمعة بالرباط، باليوم الدولي للغة الأم ، الذي يصادف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *