باريس.. الأمازيغ يحتجون ويُطالبون أنظمة شمال إفريقيا والساحل باحترام حقوقهم

خرج مُحتجون من الجالية الأمازيغية إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأحد 23 أبريل احتجاجا على ما يتعرضون له من تمييز وانتهاك حقوقهم الإنسانية الأساسية في مختلف بلدان شمال إفريقيا.

وجاءت التظاهرات التي دعت إليها مجموعة من الجمعيات الأمازيغية الناشطة في مختلف البلدان الأوروبية، بالتزامن مع تخليد ذكرى الربيع الأمازيغي.

ورفع المتظاهرون شعارات مُنددة بالتمييز وانتهاكات الحقوق الأساسية للشعب الأمازيغي في البلدان الشمالية إفريقية، مطالبين الأنظمة في كل من الجزائر، بوركينا فاسو، مصر، جزر الكناري، ليبيا، مالي، المغرب، موريتانيا، النيجر، تونس… باحترام الحقوق السياسية، الثقافية، اللغوية، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للأمازيغ في بلدانهم الأصلية.

واعتبر المحتجون تاريخ 20 أبريل 1980، ميلاد ذكرى الربيع الأمازيغي، حدث تاريخي هام للشعوب الأمازيغية في شمال إفريقيا والساحل وجزر الكناري التي تشكل أرض تمازغا، مشيرين إلى أن هذا التاريخ الرمزي يستحضر تطلعات الأمازيغ وتأكيدهم على رغبتهم في استعادة هويتهم، فضلا عن الاعتراف بهم والتعريف بلغتهم التي غالبًا ما تكون مهددة أو على وشك الانقراض.

“وعلى الرغم من بعض الإنجازات التي تم تحقيقها بصعوبة فيما يخص ضمان حقوق الأمازيغ”، يضيف نداء الجمعيات الأمازيغية الداعية للتظاهرة، غير “أنهم لا يزالون يتعرضون للتمييز وانتهاك حقوقهم الإنسانية الأساسية كالحق في الأمن والحقوق السياسية والحقوق الثقافية واللغوية والحقوق الاجتماعية والاقتصادي، وكذلك حقهم في أن يحضو ببيئة آمنة”.

وقال المتظاهرون إن شعوب شمال إفريقيا والساحل “تواجه حالات صراع تهدد سلامتها في جميع أنحاء هذه المنطقة، حيث تنتشر الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، والتوترات القائمة بين الجزائر والمغرب، واستمرار عدم الاستقرار الليبي والاستبداد، ومصالح القوى العظمى تقلق شمال إفريقيا”.

وطالب المُحتجون ب”الاعتراف الفعلي بالهوية والثقافة واللغة الأمازيغية من خلال تبني سياسة طوعية حقيقية من قبل دول شمال إفريقيا والساحل، فضلاً عن تعزيز الحقوق اللغوية للعديد من المتحدثين بالأمازيغية في بلدان الهجرة، مطالبين في السياق بإقامة “أنظمة سياسية ديمقراطية تتماشى مع الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لشعوب هذه المنطقة الجغرافية”. مطالبين “اليونسكو بتدوين الأبجدية الأمازيغية، التيفيناغ، في التراث العالمي للإسانية.”

كما طالبوا ب”باحترام حقوق الإنسان وخاصة مكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز، ووضع حد لقمع كافة أشكال التعبير وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي، مع الحكم على مرتكبي الجرائم التي مرت بلا عقاب ضد الأمازيغ مثل تلك التي حدثت في الربيع الأسود في منطقة القبائل عام 2001، وأحداث تكوت في أوراس عام 2004، وسيدي إفني في سوس جنوب المغرب عام 2008، ومزاب عام 2014، والحراك الشعبي الريفي 1958-1959 و 2016، وكذلك النظر بعين العدالة إلى العديد من مرتكبي أعمال العنف ضد مجتمعات الطوارق في مالي/ أزواد والنيجر منذ الاستقلال.

المحتجون في شوارع باريس طالبوا كذلك باحترام حقوق الأمازيغ على أراضي أجدادهم، مع منع سلبهم إياها وحماية بيئتهم، وضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين مع الإنصاف في توزيع الثروة المستغلة، والبحث الحتمي عن السلام والعيش المشترك في بلاد تامازغا من خلال تعزيز الحوار بكل الوسائل السلمية من أجل حل النزاعات. وشددت الفعاليات الأمازيغية على ضرورة “الشروع في ديناميكية التفكير في تامازغا بأكملها بهدف ظهور كتلة إقليمية مهمة في العالم”.

وشهدت المظاهرة حضور مجموعة من رؤساء الجمعيات الأمازيغية الناشطة في مختلف البلدان الأوروبية، بحضور رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا وأمين مال التجمع محمد بيهميدن ومندوب التجمع في الجزائر خضير سكوتي وعدد من أعضاء الهيئة الدولية الأمازيغية والهيئات والجمعيات الأمازيغية الداعية للاحتجاج.

منتصر إثري

رابط بالفيديو:

https://fb.watch/k56tI31TiA/?mibextid=Nif5oz

https://fb.watch/k527ZtUJKs/?mibextid=Nif5oz

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *