قررت وزارة التربية الوطنية تعميم تدريس اللغة الأمازيغية عبر كل المؤسسات التربوية في 48 ولاية خلال الموسم الدراسي المقبل، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة “بعدم ادخار أي جهد في تعميم تعليم اللغة الأمازيغية”، وجاء هذا القرار بعدما أعطت الحكومة الضوء الأخضر لوزيرة القطاع نورية بن غبريت من أجل إجراء مسابقة وطنية لتوظيف 300 أستاذ في اللغة الأمازيغية خلال الدخول المدرسي القادم وسيكون ذلك على مرحلتين الأولى تتمثل في توسيع عدد الولايات إلى 10 ولايات إضافية، والعملية الثانية تتعلق بتقوية وتدعيم التعليم في الولايات التي تدرس فيها حاليا.
وأكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت أن قرار فتح 300 منصب عمل جديد لتوسيع تدريس اللغة الأمازيغية جاء خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي ترأسه الوزير الأول أحمد أويحيى الذي وافق بدوره على تخصيص هذه المناصب المالية الإضافية من أجل تعزيز تدريس الامازيغية في قطاع التربية الوطنية، وسيكون ذلك عبر عمليتين متزامنتين سيتم إطلاقهما، حيث تتمثل العملية الأولى في توسيع عدد الولايات إلى 10 ولايات إضافية لتدريس اللغة الأمازيغية، والعملية الثانية تتعلق بتقوية وتدعيم التعليم في الولايات الـ38 التي تدرس فيها.
انتشار تدريس اللغة الأمازيغية من 11 ولاية قبل ثلاث سنوات إلى 38 ولاية هذه السنة
وجهت وزيرة التربية تعليمات لمدرائها بفتح أقسام لتدريس اللغة الأمازيغية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعدم ادخار أي جهد في تعميم تعليم اللغة الأمازيغية، كما أوضحت بن غبريت أن انتشار تدريسها عبر المؤسسات التربوية انتقل من 11 ولاية قبل 03 سنوات إلى 38 ولاية هذه السنة، وسيتم تعميمها عبر كل المؤسسات التربوية في 48 ولاية العام المقبل، وأضافت بن غبريت في تصريحات سابقة أن أكثر من 27 ألف مؤسسة تربوية على المستوى الوطني احتفلت خلال السنة الماضية برأس السنة الأمازيغية المتزامن مع يوم 12 جانفي من كل سنة ميلادية، معتبرة أن ترسيم يناير الذي يرمز إلى رأس السنة الأمازيغية وجعله يوم عطلة مدفوعة الاجر، يوضح جليا الارادة السياسية لرئيس الجمهورية والدولة الجزائرية، بتجسيد اللغة الأمازيغية تراث وطنيا وتاريخيا.
قطاع التربية يسهم في إحياء رأس السنة الأمازيغية “يناير” عبر كل المؤسسات التربوية
أسهم قطاع التربية الوطنية لأول مرة في إحياء رأس السنة الأمازيغية “يناير” الذي كرس رسميا عيدا وطنيا يوم 12 جانفي من كل سنة، وذلك من خلال تنظيم أنشطة ثقافية، وفنية من أجل الاعتزاز بالموروث التاريخي، والثقافي والحضاري المتنوع، وتهدف هذه التظاهرة إلى ترقية البعد الأمازيغي بمختلف مكوناته “اللغة والثقافة والعمق التاريخي والانثروبولوجي” وترسيخ الهوية الجزائرية بمركباتها الثلاثة الإسلام والعروبة والأمازيغية، حيث أعلنت وزارة التربية على تسطير برنامج ثري بالمناسبة عبر كافة المؤسسات التربوية بمراحلها الثلاث وذلك ابتداء من هذه السنة ويتمحور حول المجال البيداغوجي بتقديم دروس حول المناسبة تتناول القيم الاجتماعية والاقتصادية للذكرى، مع إبراز قيم الأرض في الموروث التاريخي والحضاري الأمازيغي ويمكن الاستئناس في ذلك بالبطاقات البيداغوجية المرفقة، ويتمثل المجال الثاني في الثقافي والفني وذلك بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية كالمسرحيات والأوبيرات والأناشيد وإقامة معارض للصور والرسومات والمقالات وأطباق تقليدية خاصة بالمناسبة، من أجل التعرف على الموروث التاريخي والانثروبولوجي من خلال العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة.
تجنيد كل مؤسسات وهيئات الدولة لتعميم استعمال اللغة الأمازيغية وترقيتها
أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد أنه “تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، فإن كل مؤسسات وهيئات الدولة مجندة لتعميم استعمال اللغة الأمازيغية وترقيتها، وذلك بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني والمجلس الأعلى للغة العربية والمجلس الإسلامي الأعلى” وسيكون ذلك “بالانفتاح على كل أفراد المجتمع الجزائري وليس مع الناطقين باللغة الأمازيغية فقط “.
قال سي الهاشمي في منتدى الذاكرة الذي تناول موضوع يناير وبعده التاريخي والثقافي في الهوية الوطنية، أن المحافظة السامية للأمازيغية ستكشف خلال الأيام القادمة عن برنامج عملها للسنة الجارية 2018 ، وهو برنامج ” يحمل العديد من المبادرات لترقية اللغة الأمازيغية بالتنسيق مع عدة دوائر وزارية ” منها “مبادرة لجرد كل المناطق التي تحمل أسماء الأمازيغ، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية و أخرى تتعلق بإصدار تذاكر نقل شركة الخطوط الجوية الجزائرية باللغة الأمازيغية “، وجدد نفس المتحدث بهذه المناسبة التأكيد على أن القرار الذي اتخذه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بجعل يوم 12 يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر هو “قرار تاريخي ومكسب كبير للشعب الجزائري”، مبرزا في نفس الإطار أن هذا القرار يهدف إلى “تعزيز اللحمة الوطنية وتثبيت الموروث الثقافي والحضاري للجزائر”، مبرزا أن أكاديمية اللغة والثقافة الأمازيغية” الجاري إنشاؤها “ستتولى مهمة إعداد قاموس للغة الأمازيغية”، مشيرا إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية “ستعمل في تنسيق وتكامل تام “مع هذه الأكاديمية.
*المحور اليومي