قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير جديد نشره اليوم الأربعاء، إن إغلاق المدارس لوقف انتشار جائحة كوفيد-19 تسبب في تخلف نحو 60% من أطفال العالم عن تعليم.
ويقدر التقرير الذي جاء بعنوان “التنمية البشرية من منظور كوفيد-19: تقييم الأثر، تصور التعافي،” النسبة المئوية للأطفال في سن المدرسة الابتدائية، الذين لا يحصلون على أي تعليم، وتم تعديله ليشمل من لا يملكون إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مشيرا إلى أن هذه النسبة بلغت الآن “مستويات عالمية لم يشهد لها مثيل منذ الثمانينيات.” حسب ما أوردته أنباء الأمم المتحدة.
ومع إغلاق الفصول الدراسية والتفاوتات الصارخة في الوصول إلى التعلم عبر الإنترنت، تُظهر تقييمات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 86% من الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي، في البلدان ذات التنمية البشرية المنخفضة، أصبحوا فعليا خارج مقاعد الدراسة، مقارنة بـ 20% فقط في البلدان ذات مستويات التنمية العالية.
وأوضح التقرير أن الأمل لا يزال في متناول البلدان من أجل سد الفجوة التعليمية المتفاقمة، من خلال توفير الوصول إلى الإنترنت بشكل أكثر إنصافا.
خطر التراجع
التعليم ليس سوى أحد المقاييس المستخدمة لتقييم التنمية البشرية العالمية، إلى جانب الصحة ومستويات المعيشة. وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنه وللمرة الأولى منذ طرح المفهوم في عام 1990، فإن العالم على وشك العودة إلى الوراء، خلال هذا العام.
وأشار مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إلى أن “العالم شهد العديد من الأزمات على مدار الثلاثين عاما الماضية، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية في الفترة 2007-2009. وقد أثر كل منها على التنمية البشرية بشدة، ولكن، بشكل عام، حققت التنمية، على مستوى العالم، مكاسب سنوية، عاما بعد آخر.”
وحذر من أن التأثير الثلاثي لكوفيد-19 في الصحة والتعليم والدخل قد يغير هذا الاتجاه.
تأثرت بها معظم البلدان، الغنية الفقيرة على حد سواء، وفي كل منطقة بالتراجع في المجالات الأساسية للتنمية البشرية.
تجاوزت حصيلة الوفيات العالمية الناجمة عن الفيروس التاجي 300 ألف شخص، في حين من المتوقع أن ينخفض الدخل العالمي للفرد هذا العام بنحو أربعة في المائة.
يمكن أن يشير التأثير المشترك لهذه الصدمات إلى أكبر انعكاس في التنمية البشرية على الإطلاق. ولا يشمل ذلك آثارا مهمة أخرى، مثل التقدم نحو المساواة بين الجنسين، حيث تمتد التأثيرات السلبية على النساء والفتيات والصحة الإنجابية وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر والعنف القائم على نوع الجنس.
تفاقم عدم المساواة
إن أزمة الفيروس التاجي لا تزيد من عدم المساواة في التعليم فحسب. فمن المتوقع أن يكون الانخفاض في التنمية البشرية أعلى بكثير في البلدان النامية الأقل قدرة على مواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة مقارنة بالدول الأغنى.
وقال بيدرو كونسيساو، مدير مكتب تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “تبين هذه الأزمة أنه إذا فشلنا في إدراج الإنصاف في مجموعة أدوات السياسة، فإن الكثيرين سيتخلفون أكثر. هذا مهم بشكل خاص بالنسبة للضروريات الجديدة للقرن الحادي والعشرين، مثل الوصول إلى الإنترنت، مما يساعدنا في الاستفادة من التعليم والطب عن بعد، والعمل من المنزل”.
استشراف الأمل في المستقبل
ويقول التقرير إن تنفيذ المناهج التي تركز على المساواة أمر ممكن ومعقول التكلفة، مشيرا إلى أنه سيكلف واحدا في المائة فقط من حزم الدعم المالي غير العادية المتعلقة بكوفيد-19، التي التزمت بها البلدان بالفعل، من أجل سد فجوة الإنترنت في البلدان المتوسطة الدخل.
خطوات ذات أولوية لمعالجة تعقيد الأزمة
حماية النظم والخدمات الصحية
تكثيف الحماية الاجتماعية
حماية الوظائف والشركات الصغيرة والمتوسطة والعاملين في القطاع غير الرسمي
جعل سياسات الاقتصاد الكلي تعمل للجميع
تعزيز السلام والحكم الرشيد والثقة لبناء التماسك الاجتماعي
يشدد إطار الأمم المتحدة للاستجابة الاجتماعية والاقتصادية الفورية لأزمة كـوفيد-19 على أهمية وجود أساس للحوكمة الرشيدة والمساواة بين الجنسين والذي يمكن من خلاله بناء “الوضع الطبيعي الجديد”.
ويدعو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المجتمع الدولي إلى الاستثمار بسرعة في قدرة البلدان النامية على معالجة تعقيدات أزمة كوفيد-19.