بريد مريريدا وتاماوايت: أعمال أدبية تخلقت في رحم الجائحة تم توقيعها بفضاء أسرير بمدينة تيزنيت

شهد فضاء أسرير بمدينة تيزنيت يوم السبت 23 يناير 2021 تنظيم حفل توقيع كتاب ” بريد مريريدا: رسائل إلى شابة مغربية ” وكتاب ” تاماوايت: أنطلوجيا قصصية ” من قبل منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في إطار عتبات البرنامج الثقافي ” talla: الملتقى الوطني للإبداع الأدبي الأمازيغي والقراءة ” في دورته الثانية بدعم من وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة – قطاع الثقافة -.

وتكمن أهمية هذا النشاط الثقافي في تنشيط الفضاءات الثقافية وتعزيز الحس القرائي ومحاولة الإسهام في ترسيخ السلوك المدني.

وتجدر الإشارة إلى أن الكتب التي تم توقيعها تعد ثمرة عمل ثقافي أقامته منظمة تاماينوت فرع أيت ملول بتمويل من الاتحاد الأوروبي ، استطاع من خلاله المشرفين على هذه الأعمال الاشتغال بالرغم مما تفرضه ظروف الجائحة الكونية. ذلك أن كتاب “بريد مريردا ” كتاب جماعي شارك في تأليفه مجموعة من الكتاب والكاتبات بلغات مختلفة، الذين كتبوا نصوصا ورسائل إلى شابة مغربية، معبرين فيها عن تطلعاتهم و عما يعتمل في دواخلهم من أسئلة وهواجس وعن تصورهم لقضية المساواة بين الجنسين وقضايا الجنوسة في المغرب المعاصر، وقد شكل تعدد تجارب المشاركين والمشاركات في هذا العمل الأدبي عنصرا أضفى على نصوص الكتاب ملمحا خاصا كما شكل تعدد لغات الكتابة منطلقا لتجاوز الأسوار بين التجارب الإبداعية المختلفة، التي تم اجتذابها لتكتب إلى شابات المغرب خطابات أدبية بنفس سردي تسعى إلى ترسيخ القيم النبيلة وتفكيك تمثلات الهيمنة الذكورية، وتقويض موجهاتها الثقافية، ما جعل من كتاب ” بريد مريردا ” كوة منفتحة على حيوات الكتاب وعوالمهم، وبحسب منسق الكتاب فإن التفكير في هذا الورش الإبداعي هو وليد مسار قرائي، ذلك أن فكرة توجيه الرسائل إلى الشباب لها ذاكراها في المشهد الإبداعي الكوني، والتي يعبر عنها كتاب ” رسائل إلى شاعر شاب ” لريلكه، وهي الفكرة التي استثمرها أيضا الكاتب عبد الله الطايع، غير أن ملامح جدة هذا الكتاب تتمثل في مخاطبة شابة مغربية في مغرب يعيش على إيقاع التحولات الاجتماعية والثقافية التي يفرضها السياق العولمي وهيمنة السوشل ميديا وثقافة الصورة، كما أن الاحتفاء بالشاعرة الأمازيغية مريريدا نايت عتيق بحسب المشرف على العمل، لم يكن منفصلا عن الثقافة الأمازيغية، حيث يسمي الآباء والأمهات مواليدهم بتسميات الأجداد صونا لذكراهم من النسيان واعترافا بمكانتهم الرفيعة في الوجدان، إذا استحضرنا الوشائج الكائنة بين الكتابة والولادة في المتخيل الأمازيغي.

أما كتاب تاماوايت، الذي شهد توقيعه في أجواء ثقافية لم تكن بمنأى عن سطوة الجائحة وتأثيرها على الأنشطة الثقافية،فهو كتاب جماعي شارك في تأليفه مجموعة من الكتاب والكاتبات،ويعد أنطلوجيا قصصية أمازيغية لقصص يجمع بينها الاشتغال السردي على موضوعة المرأة.

اقرأ أيضا

الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب.. أربع حقائق

أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *